حكومة تقاسم السلطة في اليمن ترى النور بعد مخاض عسير

الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي يعيد تكليف معين عبدالملك برئاسة الحكومة الجديدة التي تضم 25 وزيرا بينهم خمسة وزراء من المجلس الانتقالي وحزب الإصلاح.
عبدربه منصور هادي يحتفظ بأقرب حلفائه في الحقائب الوزارية الرئيسية
الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة يأتي بعد استكمال الشق العسكري لاتفاق الرياض
ملفات حارقة تنتظر الحكومة اليمنية الجديدة
إنهاء الخلافات يتيح تعزيز الجبهة  في مواجهة الحوثيين
الرياض ترحب بتشكيل اليمن حكومة كفاءات

عدن - أعلن اليوم أخيرا بعد سلسلة مشاورات واستكمال الشق العسكري من اتفاق الرياض عن حكومة يمنية جديدة أعاد فيها الرئيس عبدربه منصور هادي الذي احتفظ بأقرب حلفائه في الحقائب الوزارية الرئيسية وهي الدفاع والداخلية والخارجية والمالية، تكليف معين عبدالملك برئاسة الوزراء.

ويأتي تشكيل حكومة تقاسم للسلطة بضم شخصيات من المجلس الانتقالي الجنوبي في الحكومة المعترف بها دوليا في إطار اتفاق لإنهاء نزاع على السلطة بين طرفين حليفين.

وحكومة الرئيس هادي مقرها عدن وهي متحالفة مع المجلس الانتقالي الجنوبي ضمن التحالف العربي بقيادة السعودية الذي يشن عمليات عسكرية على الحوثيين الموالين لإيران والذين يسيطرون بقوة السلاح على العاصمة صنعاء وعدة محافظات منذ 2014.

لكن المجلس الانتقالي الجنوبي أعلن هذا العام حكما ذاتيا في عدن ونشبت معارك بين الجانبين في الجنوب مما عقد جهود الأمم المتحدة لعقد وقف إطلاق نار دائم في الصراع اليمني الأوسع نطاقا.

وتدخلت السعودية العام الماضي لتهدئة التوتر واستضافت في النهاية جلسات حوار ومشاورات بين وفدين عن الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي إلى أن تم  5 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 توقيع اتفاق المصالحة المعروف باسم اتفاق الرياض بحضور الرئيس اليمني وبرعاية العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وحضور ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي.

واستند الاتفاق على عدد من المبادئ أبرزها الالتزام بحقوق المواطنة الكاملة ونبذ التمييز المذهبي والمناطقي ووقف الحملات الإعلامية المسيئة.

وتشمل الحكومة الجديدة التي أُعلن اليوم الجمعة عن تشكيلها خمسة وزراء من أكبر تكتلين سياسيين في اليمن وهما المجلس الانتقالي الجنوبي وحزب الإصلاح (إسلامي محسوب على تيار الإخوان المسلمين).

وتأتي هذه التطورات بعد أسبوعين من فصل القوات وإعادة نشرها في الجنوب بما سيؤدي لعودتها لجبهات القتال ضد الحوثيين في الشمال وفي خارج عدن.

وتضم الحكومة الجديدة التي تعتبر تتويجا لجهود متعددة بما فيها جهود دول تحالف دعم الشرعية والقوى السياسية والاجتماعية، 25 وزيرا من الكفاءات السياسية.

وبحسب بيان أذاعه التلفزيون اليمني، أسندت حقيبة الخارجية وشؤون المغتربين إلى أحمد عوض بن مبارك وأسندت حقيبة الدفاع للفريق الركن محمد علي أحمد المقدشي، أما حقيبة المالية فأسندت إلى سالم صالح سالم بن بريك والداخلية إلى اللواء الركن إبراهيم علي أحمد حيدان.

وذكر إعلان تشكيل الحكومة أنه تم تعيين أحمد عمر محمد عرمان وزيرا للشؤون القانونية وحقوق الإنسان وتوفيق عبدالواحد علي الشرجبي وزيرا للمياه والبيئة ومحمد محمد حزام الأشول وزيرا للصناعة والتجارة.

أما حقيبة التربية والتعليم فأسندت لطارق سالم صالح العكبري ووزارة الطاقة والكهرباء لأنور محمد علي كلشات والشؤون الاجتماعية والعمل لمحمد سعيد الزعوري والأشغال العامة لمانع يسلم صالح بايمين.

وقال رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك في سلسلة تغريدات على حسابه بتويتر إن "إعلان حكومة الكفاءات السياسية تتويج لجهود كبيرة قادها فخامة الرئيس وقيادة المملكة العربية السعودية ودول تحالف دعم الشرعية والقوى السياسية والشخصيات الوطنية، هذا الإعلان يعيد وضع الدولة والحكومة وتحالف دعم الشرعية أمام المهام الحقيقة وعلى رأسها إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة".

وقال أيضا "الحكومة المعلنة أمام مسؤوليات تاريخية ومهام عاجلة وشاقة تستدعي العمل الجاد والحازم والرؤية الوطنية الواسعة والبرنامج السياسي والاقتصادي الواضح والسليم والإرادة الصلبة لاستكمال إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة والاستقرار وبناء المؤسسات وتنمية الموارد ومواجهة الفساد وتحسين الخدمات".

ورحبّت الرياض بولادة الحكومة الجديدة. وقالت وزارة الخارجية في تغريدة على تويتر "نُرحب بتنفيذ الأطراف اليمنية ممثلة بالحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي لاتفاق الرياض وبما تم الإعلان عنه من تشكيل حكومة كفاءات سياسية تضم كامل مكونات الطيف اليمني".

وأضافت "نُثمن حرص الأطراف اليمنية على إعلاء مصلحة اليمن وتحقيق تطلعات شعبه الشقيق لإعادة الأمن والاستقرار"، معتبرة أنّ "تنفيذ اتفاق الرياض خطوة مهمة في سبيل بلوغ الحل السياسي وإنهاء الأزمة اليمنية".

وتأتي ولادة الحكومة الجديدة بينما تبحث إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية.

كما أبصرت الحكومة النور قبل أسابيع من تسلم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن السلطة.