حكومة لبنان تنقذ نفسها بحزمة إصلاحات كبرى

المصرف المركزي والبنوك التجارية تساهم بـ3.3 مليار دولار، خصخصة الاتصالات، إصلاح الكهرباء وتخفيض رواتب الرؤساء والوزراء والنواب.
لا ضرائب او رسوم جديدة في الموازنة
إنشاء هيئة مختصة بالإشراف على الإصلاحات
الرئيس اللبناني يدعو الحكومة الى رفع سرية الحسابات المصرفية لكل الوزراء
عون يرى ان تعميم الفساد على الجميع فيه ظلم كبير

بيروت - قال مسؤولون لبنانيون الأحد إن رئيس الحكومة سعد الحريري اتفق مع شركائه في الحكومة على حزمة من القرارات الإصلاحية بهدف تخفيف حدة الأزمة الاقتصادية التي اججت الاحتجاجات الشعبية في كافة أنحاء البلاد ومن المتوقع أن يوافق عليها مجلس الوزراء يوم الاثنين.
وتعد تجمعات الأحد الأكبر من حيث الحشود منذ بدء التحرك كونه يوم عطلة. وتأتي عشية انتهاء مهلة حددها الحريري لمكونات الحكومة من أجل التوافق على ورقة اقتصادية عكف على إعدادها في اليومين الأخيرين.
وتشمل القرارات الإصلاحية خفض رواتب الرؤساء والوزراء والنواب الحاليين والسابقين بنسبة خمسين في المئة ومساهمة المصرف المركزي والمصارف اللبنانية بنحو خمسة آلاف مليار ليرة لبنانية أي ما يعادل 3.3 مليار دولار.
كما تتضمن خطة لخصخصة قطاع الاتصالات وإصلاح شامل لقطاع الكهرباء المهترئ وهو مطلب حاسم من المانحين الأجانب للإفراج عن 11 مليار دولار.
وتضيق شوارع وسط بيروت ومدن أخرى من الشمال إلى الجنوب الأحد بمئات الآلاف من الرجال والنساء والشباب الناقمين على الطبقة السياسية التي يأخذون عليها فسادها وسوء إدارتها لأزمة اقتصادية دفعت اللبنانيين الى تخطي انقساماتهم الطائفية والحزبية والتظاهر مجتمعين في تحرك نادر مطالبين بتحصيل حقوقهم.
وقالت المصادر إن الميزانية لا تشمل أي ضرائب أو رسوم إضافية وسط اضطرابات واسعة النطاق نجمت جزئيا عن قرار فرض ضريبة على مكالمات الواتساب الأسبوع الماضي.
كما دعت الورقة الإصلاحية إلى إنشاء الهيئة الناظمة ومجالس الإدارة خلال "وقت قصير" للإشراف على الإصلاح.
ومن الأمور الأساسية التي يطالب بها المحتجون وضع حد لما يقولون إنه تفشي الفساد الذي يدمر الاقتصاد.

وفي اول تصريح له من اندلاع الاحتججات دعا الرئيس اللبناني ميشال عون الحكومة الى بدا اعتماد رفع السرية المصرفية عن حسابات كل من يتولى مسؤولية وزارية حاضراً أو مستقبلاً.
وافاد مكتب عون في تدوينة على تويتر الاثنين ان "ما يجري في الشارع يعبّر عن وجع الناس، ولكن تعميم الفساد على الجميع فيه ظلم كبير".
وفسرت تصريحات عون انها محاولة من الرئيس اللبناني لابعاد نفسه والمحيطين به عن كل الشكوك المتعلقة بالفساد.

وامتلأت ساحات وشوارع وسط بيروت مساء الاحد ببحر من المتظاهرين من مختلف الأعمار الذين قدموا من مناطق عدة ورددوا هتافات بصوت واحد "الشعب يريد إسقاط النظام" و"كلهن يعني كلهن"، في إشارة إلى مطالبتهم برحيل كل الطبقة السياسية.
وأخذت التحركات منحى تصاعدياً منذ الخميس مع ازدياد أعداد المتظاهرين تباعاً وخروجهم من مختلف المناطق إلى الشوارع، في تحرك شلّ البلد وأقفل مصارفه ومدارسه ومؤسساته كافة.
وسجل الاقتصاد اللبناني في العام 2018 نمواً بالكاد بلغ 0,2 بالمئة، وفشلت الحكومات المتعاقبة بإجراء إصلاحات بنيوية في البلد الصغير الذي يعاني من الديون والفساد.
ويعاني لبنان من نقص في تأمين الخدمات الرئيسية، وترهل بنيته التحتية. ويُقدّر الدين العام اليوم بأكثر من 86 مليار دولار، أي أكثر من 150 في المئة من إجمالي الناتج المحلي.