حكومة مدنية شرط واشنطن لرفع السودان من قائمة الإرهاب

واشنطن تطالب السلطات السودانية بتغيير جوهري في قيادتها وسياساتها مشددة على ان القيود على الخرطوم لا تزال قائمة.
رئيس مجلس الأعمال الأمريكي السوداني يطالب الدول الغربية بمزيد من الضغط على الجيش
دعوات لمساعدة السودان في إعادة بناء اقتصاده بدعم إعفائه من الديون

واشنطن - قال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية الثلاثاء إن الولايات المتحدة لن ترفع اسم السودان من قائمتها للدول الراعية للإرهاب قبل أن تتغير قيادة وسياسات الدولة ويسلم الجيش السلطة.

وأضاف المسؤول "سنكون مستعدين للنظر في رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب إذا حدث تغيير جوهري في قيادة البلاد وسياساتها".

وعلقت إدارة الرئيس دونالد ترامب المحادثات بشأن تطبيع العلاقات مع السودان بعدما أطاح الجيش بالرئيس عمر البشير الأسبوع الماضي وأعلن أنه سيشرف على فترة انتقالية مدتها عامان تليها انتخابات.

وكانت الحكومة الأميركية قد أضافت السودان إلى قائمتها للإرهاب في عام 1993. ومنع التصنيف وصول السودان إلى الأسواق المالية كما ضغط بشدة على الاقتصاد.

وفي أكتوبر تشرين/الأول 2017، رفعت الولايات المتحدة عقوبات تجارية واقتصادية منفصلة كانت قد فرضتها على السودان في 1997.

ووافقت الولايات المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني على إجراء محادثات مع حكومة البشير بشأن كيفية رفع اسم السودان من القائمة لكن لم يتسن التوصل لقرار قبل الإطاحة بالبشير بعد أسابيع من الاضطرابات المتصاعدة.

وعلقت إدارة ترامب الجولة التالية من المحادثات التي كانت مقررة في أبريل/نيسان بعد تولي الجيش السلطة.

الرئيس السوداني المعزول عمر البشير
واشنطن علقت مباحثاتها بشان رفع السودان من قوائم الارهاب بعد الاطاحة بالبشير

وكان القائم بالأعمال الأميركي في الخرطوم تعهد في يوليو/تموز بالعمل مع السودان من اجل إخراجه من اللائحة الأميركية "للدول الراعية للإرهاب"، مرحبا بقرار الدولة الأفريقية قطع علاقاتها مع كوريا الشمالية.

وكان السودان أعلن في حزيران/يونيو أن شركاته الدفاعية ألغت عقودها مع بيونغيانغ، مقرّا بذلك للمرة الأولى بوجود عقود مع كوريا الشمالية التي تخضع لعقوبات دولية شديدة.

من المهم احترام إرادة الشعب، والسماح بانتقال سلمي للسلطة

وقال المسؤول في وزارة الخارجية الاميركية "من المهم احترام إرادة الشعب، والسماح بانتقال سلمي للسلطة". وأضاف أن رفع التصنيف في الوقت الحالي "مستبعد" وأن القيود لا تزال قائمة.

وافاد إيهاب عثمان رئيس مجلس الأعمال الأمريكي السوداني إن من الضروري أن تواصل الولايات المتحدة وحليفتاها، بريطانيا وفرنسا، الضغط على الجيش.

وأضاف أنه ينبغي للولايات المتحدة أيضا المساعدة في إعادة بناء اقتصاد السودان بدعم إعفائه من ديون بموجب مبادرة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون، التي يساندها البنك الدولي.

ويقول المسؤولون السودانيون إن وجود بلدهم على هذه اللائحة يجعل البنوك الدولية حذرة من القيام بأعمال في السودان وبالتالي يعوق النهضة الاقتصادية للبلاد.

وتضرّر الاقتصاد السوداني بشدة من ازدياد معدلات التضخم وارتفاع الدين الخارجي إلى أكثر من 50 مليار دولار وخسارة البلاد العائدات النفطية منذ استقلال الجنوب في عام 2011.

ويعتبر المسؤولون السودانيون أن إخراج الخرطوم من اللائحة الأميركية السوداء سيجعل الممولين الدوليين يفكرون في الاستثمار في السودان.

وأعلنت قيادة الجيش السوداني قبل أسبوعين عزل واعتقال الرئيس البشير تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت في 19 ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، تنديدا بالغلاء ثم طالبت بإسقاط النظام الحاكم منذ ثلاثين عاما وانتهت بالفعل قبل أيام بسقوط النظام واحتجاز البشير.

وشكل الجيش السوداني مجلسا عسكريا انتقاليا لإدارة شؤون البلاد  حيث تعهد تحت ضغط الشارع بتشكيل حكومة مدنية واستمرار المرحلة الانتقالية مدة عامين على أقصى تقدير وإلغاء حظر التجوال وإطلاق سراح المحكوم عليهم فوراً بموجب قانون الطوارئ.

وكان المجلس العسكري قد أعلن بعيد عزله البشير أنه يحتفظ بالأخير في مكان آمن دون أن يحدده، لكن مصادر من حزب الأمة أبرز أحزاب المعارضة قالت إنه محتجز في القصر الرئاسي بالخرطوم مع قادة في جماعة الإخوان المسلمين لم تكشف هويتهم.

واعترفت روسيا بالمجلس العسكري الانتقالي كسلطة جديدة حاكمة، حيث نقلت وكالة الإعلام الروسية الثلاثاء عن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية قوله، إن موسكو تعترف بالسلطات الجديدة في السودان بعد عزل الرئيس عمر البشير.

ودعا تجمع المهنيين السودانيين الذي قاد الاحتجاجات ضد البشير إلى حل المجلس العسكري الانتقالي الذي تولى السلطة وتشكيل مجلس مدني جديد مؤقت.

وكان نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني اطلع القائم بأعمال السفارة الأميركية في الخرطوم ستيفن كوتسيس عن الوضع الأمني في السودان.

وقالت وكالة الأنباء السودانية الرسمية "سونا" إن "كوتسيس اجتمع مع نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو" الملقب بـ"حميدتي" في القصر الرئاسي في الخرطوم.

وذكرت "سونا" أن دقلو قدم إيجازا للقائم بالأعمال الأميركي عن الوضع الحالي في البلاد وعن أسباب تشكيل المجلس العسكري، بينما بث التلفزيون الرسمي لقطات من اللقاء.

وذكرت وكالة الأنباء أن دقلو أبلغ المندوب الأميركي بالإجراءات التي اتخذها المجلس العسكري الانتقالي للمحافظة على الأمن والاستقرار في البلاد.