حكومة مدنية في السودان وفترة انتقالية لا تتجاوز العامين
الخرطوم - قال الرئيس الجديد للمجلس العسكري الانتقالي في السودان السبت إن حكومة مدنية ستشكل بالتشاور مع القوى السياسية وتعهد بأن الفترة الانتقالية الجديدة ستستمر لعامين كحد أقصى.
وقال الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في أول خطاب تلفزيوني له إنه ألغى حظر التجول الذي فرضه سلفه وأمر بإطلاق سراح كل المحتجزين بموجب الطوارئ التي فرضها الرئيس المعزول عمر البشير.
وأشار البرهان إلى أن مهام المجلس العسكري خلال الفترة الانتقالية منحصرة في "إنفاذ القانون وتهيئة المرحلة الانتقالية والمناخ السياسي بما يفضي لانتقال السلطة لمدنيين".
وشدد على "العزم على ملاحقة جميع المسؤولين عن الفساد ومحاكمة كل من تورط في قتل الأبرياء".
وقال في بيانه إن "الدعوة مفتوحة إلى الحوار لكل أطياف المجتمع السوداني"، مطالبا الأحزاب والمواطنين المساعدة في إعادة الحياة الطبيعية إلى البلاد.
كما أعلن في البيان "إنهاء مهام ولاة جميع الولايات".
ووعد رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني "باجتثاث" نظام الرئيس السابق عمر البشير.
وقال إن المجلس سيعمل على "إعادة هيكلة مؤسسات الدولة المختلفة بما يتفق مع القانون ومحاربة الفساد واجتثاث النظام ورموزه".
ووافق تجمع المهنيين السودانيين الذي يعتبر الجهة الممثلة للمحتجين على الحوار مع المجلس الانتقالي مشيرا الى انه تلقى اتصالا من قيادة الجيش.
وجاء في بيان تجمع المهنيين السودانيين " تلقت قوى إعلان الحرية والتغيير اتصالاً من قيادة القوات المسلحة لإجتماع يعقد السبت عليه فقد قررنا تلبية الدعوة للجلوس على طاولة التفاوض بهدف الإنتقال لسلطة مدنية إنتقالية تنفذ بنود إعلان الحرية والتغيير كاملة وفقاً لمطالب الثورة السودانية المنتصرة لا محالة.
وكان المجلس العسكري الانتقالي في السودان اعلن السبت أن رئيس جهاز الأمن والمخابرات الوطني صلاح عبد الله محمد صالح المعروف باسم صلاح قوش استقال من منصبه.
وقال المجلس في بيان "صادق الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن رئيس المجلس العسكري الانتقالي على الاستقالة التي تقدم بها الفريق أول مهندس صلاح عبدالله محمد صالح من منصبه كرئيس لجهاز الأمن والمخابرات الوطني"، مساء الجمعة. وصالح معروف بشكل واسع باسم صلاح قوش.
وأدى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن اليمين الدستورية رئيسا للمجلس العسكري الانتقالي وبث تلفزيون الدولة مراسم أداء اليمين السبت.
وبعد ساعات من سعي المجلس العسكري لتهدئة الغضب الشعبي بتعهده بأن تكون الحكومة الجديدة مدنية، قال وزير الدفاع السوداني الفريق أول ركن عوض بن عوف الجمعة إنه سيستقيل من رئاسة المجلس العسكري الانتقالي بعد يوم واحد فقط له في المنصب.
ويطالب محتجون بتغيرات سياسية أسرع في السودان في أعقاب إطاحة القوات المسلحة بالرئيس عمر البشير.
وقال المجلس العسكري في وقت سابق إنه يتوقع أن تستمر الفترة الانتقالية التي أعلن عنها يوم الخميس عامين كحد أقصى لكنها قد تنتهي خلال فترة أقل بكثير إذا تمت إدارة الأمر دون فوضى.

وقال المحتجون في السودان السبت إنهم سيواصلون الضغط في سبيل الحكم المدني بعد استقالة وزير الدفاع فجأة من رئاسة المجلس العسكري الانتقالي في أعقاب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير بعدما حكم البلاد لمدة 30 عاما.
واستقال وزير الدفاع الفريق أول ركن عوض بن عوف من رئاسة المجلس العسكري الانتقالي أمس الجمعة بعد يوم واحد فقط له في المنصب مع مطالبة المحتجين بتغيير سياسي أسرع.
وانطلقت احتفالات صاخبة في شوارع الخرطوم ولوح آلاف المحتجين بالأعلام وأطلق البعض أبواق السيارات. وقال شهود إن مواطنين رددوا هتاف "سقط التاني!" في إشارة إلى بن عوف.
ودعا تجمع المهنيين السودانيين الذي يقود الاحتجاجات إلى مزيد من المظاهرات السبت.
وجاء في بيان له "اليوم نواصل المشوار لاستكمال النصر لثورتنا الظافرة.
ويُعتقد أن رئيس المجلس العسكري الجديد أكثر استعدادا للحديث مع المتظاهرين.
وكان البرهان ثالث أكبر قائد عسكري في القوات المسلحة السودانية ولا يعرف عنه الكثير في الحياة العامة. وتولى منصب قائد القوات البرية ليشرف بذلك على القوات السودانية التي قاتلت في صفوف التحالف بقيادة السعودية في اليمن. وهو على صلات وثيقة بكبار القادة العسكريين في الخليج.