حكومة ميقاتي تنتقد حزب الله لتصرفه خارج إطار الدولة
بيروت - انتقدت حكومة تصريف الأعمال اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي اليوم الاثنين أي تحركات غير رسمية في الخلاف مع إسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية واعتبرت أن أي خطوة غير رسمية في هذا الملف خطيرة وغير مقبولة، وذلك في أول تعليق لها على إرسال جماعة حزب الله واسعة النفوذ، ثلاث طائرات مسيرة، تم إسقاطها من قبل الجيش الإسرائيلي، باتجاه منصة غاز إسرائيلية.
ونفذ حزب الله عمليته يوم السبت بعد جهود طويلة الأمد وغير مثمرة حتى الآن بوساطة أميركية للاتفاق على ترسيم الحدود البحرية بين الطرفين بالقرب من منطقة اكتشفت فيها إسرائيل كميات كبيرة من الغاز الطبيعي.
وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي أن لبنان يعتبر أن أي عمل خارج إطار مسؤولية الدولة والسياق الدبلوماسي الذي تُجرى فيه المفاوضات غير مقبول ويعرّض لبنان لمخاطر لا داعي لها.
وصدر البيان في أعقاب اجتماع بين ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب. وقد دعا الجميع "دون استثناء" للوقوف وراء الدولة اللبنانية في عملية التفاوض التي قال إنها وصلت إلى "مراحل متقدمة".
وقال بوحبيب في بيان بعد لقائه برئيس حكومة تصريف الأعمال إن "أي عمل خارج إطار مسؤولية الدولة والسياق الدبلوماسي الذي تجري المفاوضات في إطاره، غير مقبول ويعرّضه لمخاطر هو في غنى عنها".
وشدد على أن المفاوضات الجارية بمساعي الوسيط الأميركي آموس هوكستين "قد بلغت مراحل متقدمة"، داعيا الأطراف كافة إلى "التحلي بروح المسؤولية الوطنية العالية والالتزام بما سبق وأعلن بأن الجميع من دون استثناء هم وراء الدولة في عملية التفاوض".
وتسارعت مؤخرا التطورات المرتبطة بملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل بعد توقف، إثر وصول سفينة إنتاج وتخزين على مقربة من حقل كاريش، الذي كانت تعتبر بيروت أنه يقع في منطقة متنازع عليها، تمهيدا لبدء استخراج الغاز منه.
وأعلن حزب الله السبت "إطلاق ثلاث مسيرات غير مسلحة ومن أحجام مختلفة باتجاه المنطقة المتنازع عليها عند حقل كاريش للقيام بمهام استطلاعية". وأكد الجيش الإسرائيلي بدوره اعتراضها.
واعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد الأحد أن حزب الله "يقوّض قدرة لبنان على التوصّل إلى اتفاق حول الحدود البحرية".
وتوقّفت المفاوضات التي انطلقت بين الطرفين عام 2020 بوساطة أميركية في مايو/ايار من العام الماضي جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها.
وكان من المفترض أن تقتصر المحادثات لدى انطلاقها على مساحة بحرية تقدّر بنحو 860 كيلومترا مربعة تُعرف حدودها بالخط 23، بناء على خريطة أرسلها لبنان عام 2011 إلى الأمم المتحدة، لكن لبنان اعتبر لاحقا أن الخريطة استندت إلى تقديرات خاطئة وطالب بالبحث في مساحة 1430 كيلومترا مربعة إضافية تشمل أجزاء من حقل "كاريش" وتُعرف بالخط 29.
وبعد وصول منصة استخراج الغاز قبالة السواحل الإسرائيلية، دعا لبنان هوكستين لاستئناف المفاوضات وقدم عرضا جديدا لترسيم الحدود لا يتطرق إلى حقل كاريش. وحمل هوكستين العرض اللبناني إلى إسرائيل.
ولبنان وإسرائيل في حالة حرب رسميا. وفي العام 2006 خاض حزب الله الذي يتمتع بنفوذ سياسي كبير في لبنان، حربا دامية ضد إسرائيل استمرت 33 يوما.
وقال حزب الله يوم السبت إن الطائرات المسيرة التي أطلقت باتجاه حقل غاز كاريش في المياه المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل نفذت مهمة استطلاع بنجاح، موضحا أن "الرسالة وصت".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس بعد الحادث إن حزب الله يمنع الدولة اللبنانية من التوصل إلى اتفاق حول الحدود البحرية.