حكومة نتانياهو في مهب استقالة ليبرمان

الليكود ينفي قبول استقالة ليبرمان أو اختيار خليفته أو اتخاذ قرار بشأن الانتخابات المبكرة.
ليفني: حكومة فشلت في الأمن يجب أن تنصرف. لا سلام، ولا أمن
نتانياهو يمكن أن يتولّى حقيبة الدفاع وهو يشغل أيضا منصب وزير الخارجية

القدس - أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الاربعاء استقالته رافضاً وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد خلاف حاد مع الحكومة التي يرأسها بنيامين نتانياهو وطالب بتحديد موعد لتنظيم انتخابات مبكرة.
وقال ليبرمان للصحافيين "ما حدث بالأمس من إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار والتهدئة هو بمثابة خضوع واستسلام للإرهاب". وأضاف "ما نفعله الان كدولة هو شراء الهدوء على الامد القصير، لكننا سندفع على الامد البعيد ثمناً ونتكبد ضررا بالغاً" على مستوى الأمن القومي.
وأضاف ليبرمان أنّ حزبه سينسحب كذلك من ائتلاف نتانياهو، مما يعني أن الحكومة سيكون لديها غالبية من مقعد واحد في البرلمان.
ومساء الأربعاء قال متحدّث باسم الليكود، الحزب اليميني بزعامة نتانياهو، إنّ ليبرمان لم يتقدّم بعد باستقالته خطّياً، مشيراً إلى أنّ "رئيس الوزراء سيواصل مشاوراته هذه الليلة وغداً (الخميس)".
ونفى المتحدّث أن يكون رئيس الوزراء اتّخذ أيّ قرار بشأن من سيخلف ليبرمان في الوزارة أو من سيحلّ محلّ حزبه في الائتلاف الحكومي، ولا ما إذا كان نتانياهو سيدعو إلى انتخابات تشريعية مبكرة.
وكان مسؤول في الليكود قال في وقت سابق إنّ نتانياهو الذي يشغل أصلاً منصباً حكومياً ثانيا هو وزير الخارجية، يمكن أن يتولّى بنفسه حقيبة الدفاع، وأنّه لا يرى حاجة لإجراء انتخابات مبكرة "في هذا الوقت لما ينطوي عليه الوضع من حساسية أمنية".
ومن المقرّر أن تجرى انتخابات الكنيست في تشرين الثاني/نوفمبر 2019، لكنّ استقالة ليبرمان تزيد من احتمال إجراء انتخابات مبكرة.

نتانياهو يدافع عن وقف النار مع غزة بشيء من التكتم الأمني
نتانياهو يدافع عن وقف النار مع غزة بشيء من التكتم الأمني

ودافع نتانياهو عن قراره وقف إطلاق النار مع غزة، بعد أخطر تصعيد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة منذ حرب 2014 تخللته غارات كثيفة على قطاع غزة واطلاق مئات قذائف الهاون والصواريخ على بلدات مجاورة للقطاع.
وقال نتانياهو في حفل تكريم مؤسس دولة اسرائيل ديفيد بن غوريون "في أوقات الطوارئ عند اتخاذ القرارات الحاسمة للأمن، لا يمكن للجمهور أن يكون دائما مطلعا على الاعتبارات التي يجب إخفاؤها عن العدو".
ونقلت الاذاعة الاسرائيلية باللغة العربية عن مصدر مقرب من نتانياهو ان الهدف الأولي هو ضمان استقرار الائتلاف الحكومي لتمكينه من المضي قدماً في عمله. وأضاف المصدر "أن رئيس الوزراء سيجري في الساعات القريبة محادثات مع رؤساء أحزاب الائتلاف بهدف الامتناع عن تبكير الانتخابات".
وسارع حزب "البيت اليهودي" برئاسة نفتالي بينيت بالمطالبة بحقيبة وزارة الدفاع بعد استقالة ليبرمان. وأكدت شولي معلم رئيسة كتلة "البيت اليهودي"، "حان الوقت لتسليم حقيبة الدفاع لنفتالي بينيت، وبدون هذه الحقيبة فإن الكتلة لن تبقى شريكا في الائتلاف الحكومي".
ورحب رئيس حزب "يش عتيد" (يوجد مستقبل) وزعيم حزب العمل وزعيمة المعارضة من المعسكر الصهيوني وغيرهم باستقالة ليبرمان.
وقالت تسيبي ليفني من المعسكر الصهيوني ان "حكومة فشلت في الأمن يجب أن تنصرف. لا سلام، ولا أمن".
اما رئيسة حزب ميريتس اليساري الصهيوني تمار زندبرغ فقالت إنها ستتقدم بمشروع قانون لحل الكنيست، وقالت إنه "تم التخلص من وزير عنصري فاسد هبط بالسياسة الاسرائيلية الى الحضيض".

تم التخلص من وزير عنصري فاسد هبط بالسياسة الاسرائيلية الى الحضيض

ويترأس ليبرمان اليميني المتطرف حزب "يسرائيل بيتينو" (إسرائيل بيتنا) الذي يشغل خمسة من أصل 120 مقعداً في الكنيست.
من ناحيتها، أعلنت حركة حماس انها تعتبر استقالة ليبرمان "انتصارا سياسيا" لغزة و"اعترافاً بالهزيمة والعجز في مواجهة المقاومة الفلسطينية". وأكد الناطق باسمها سامي ابو زهري إن غزة "نجحت بصمودها في إحداث هزة سياسية في ساحة الاحتلال".
من جهتها قالت حركة الجهاد الاسلامي تعقيبا على استقالة ليبرمان في بيان "هذه واحدة من التداعيات السريعة لفشل الاحتلال واعتراف بهزيمته. ليبرمان كان أعجز من أن يقف في وجه المقاومة. كل إجراءات الاحتلال فشلت أمام صمود غزة وثباتها وصبرها".
وأعلنت الفصائل الفلسطينية في غزة مساء الثلاثاء وقفا لاطلاق النار مع اسرائيل بجهود مصرية بعد تصعيد خطير للمواجهات منذ الأحد هدد باندلاع حرب بين القطاع المحاصر والدولة العبرية.
وبعد اعلان وقف النار، خرج الاف من سكان قطاع غزة الى الشوارع في تظاهرات فرح.
وساد هدوء الاربعاء وإن نسبي في قطاع غزة حيث قتل صياد فلسطيني برصاص الجيش الاسرائيلي شمال بلدة بيت لاهيا أثناء إلقائه شباكه في البحر في منطقة حدودية، وفق وزارة الصحة ومصدر أمني.
وقتل 15 فلسطينياً برصاص الجيش الإسرائيلي وفي الغارات الجوية منذ مساء الأحد. في حين قتل ضابط إسرائيلي. وقتل عامل فلسطيني في الجانب الإسرائيلي في انفجار صاروخ أطلق من غزة.

إسرائيل قصفت 160 هدفا في اربعة ايام
إسرائيل قصفت 160 هدفا في اربعة ايام

ومنذ مساء الأحد. شنت غارات جوية كثيفة على القطاع حيث ضربت 160 هدفاً فيما أطلقت نحو 460 قذيفة هاون وصاروخ من قطاع غزة. واندلعت الاشتباكات بعد توغل وحدة إسرائيلية اشتبكت مع مقاتلي كتائب عز الدين القسام في القطاع الأحد.
وقوبل وقف إطلاق النار بمعارضة داخل الحكومة الاسرائيلية ومن إسرائيليين يعيشون بالقرب من قطاع غزة تظاهروا الثلاثاء وصباح الاربعاء مطالبين بمواصلة الغارات ضد حركة حماس، وباستقالة نتانياهو وليبرمان وبينيت.
وتجمّع نحو 300 اسرائيلي الاربعاء وطالبوا بـ"الامن" في عسقلان وأغلقوا الطريق بين تلك المدينة وقطاع غزة.
وقال نتانياهو "لقد توسل أعداؤنا لوقف إطلاق النار وكانوا يعرفون جيدا السبب. أسمع اصوات سكان الجنوب. صدقوني، انهم أعزاء على قلبي، ولكني أرى الصورة العامة التي تتعلق بامن اسرائيل مع رؤساء الأجهزة الأمنية، وما خفي أعظم".
وقال مصدر دبلوماسي اطلع على الاتفاق ان اسرائيل وحماس التزمتا العودة "الى مضمون اتفاق 2014"، لكنه اوضح ان الوضع لا يزال "هشا" وقد ينفجر "مجددا".
وتوسّطت مصر لوقف إطلاق النار خلال عمليات تصعيد سابقة، بينما سعى مبعوث الأمم المتحدة في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف إلى التوصل إلى هدنة طويلة الأمد بين الجانبين في الأسابيع الأخيرة.