حكومة نتنياهو تعتزم إقرار خطة لاستقطاب المجتمع الدرزي في اسرائيل
دمشق - يعتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء طرح خطة خمسية جديدة غير مسبوقة على حكومته لدعم المجتمع الدرزي بأكثر من 3 مليارات شيكل (830 مليون دولار)، في تصعيد جديد لإسرائيل ضد القيادة السورية الجديدة التي تطالب بوقف انتهاكات الدولة العبرية المتواصلة لسيادة البلد.
وقال نتنياهو في منشور على منصة إكس إنه "سيقدم الخطة إلى الحكومة، الأحد المقبل، حيث تشمل الأعوام من 2025 إلى 2029"، مضيفا "يكن هناك شيء من هذا القبيل سابقا، وهذا من شأنه أن يساهم في تقدم المجتمع الدرزي، وسيساعد على سد الفجوات"، مشيرا إلى أنها "أكبر خطة خمسية على الإطلاق في إسرائيل".
وتأتي هذه التطورات في ظل تحركات لرئيس الوزراء الإسرائيلي من أجل استغلال قلق الأقليات في سوريا من الإدارة الجديدة لتحقيق مصالح سياسية، لا سيما بعد التصعيد الأمني في مدينة جرمانا القريبة من العاصمة دمشق، حيث يعيش دروز ومسيحيون وسنة وعلويون.
ويلقى الموقف الإسرائيلي رفضا شديدا من قيادات مدينة جرمانا، حيث اعتبروه تدخلا في شؤون بلادهم الداخلية.
ونفذ شاب درزي إسرائيلي أمس الاثنين هجوما بسكين في محطة للحافلات والقطارات في مدينة حيفا الساحلية إحدى كبرى المدن الإسرائيلية المختلطة حيث يعيش العرب واليهود، ما أدى لمقتل شخص وإصابة أربعة آخرين بجروح، فيما اعتبر محللون هذا الهجوم ردا واضحا على تهديدات حكومة نتنياهو بالتدخل العسكري في سوريا بحجة حماية الطائفة الدرزية في جرمانا.
ويشكل الدروز في إسرائيل أقلية دينية وإثنية مميزة بين المواطنين العرب في إسرائيل، إذ يُقدر عددهم بحوالي 143.000 نسمة، ويعيش معظمهم في شمال البلاد، خاصة في منطقة الجليل ومنطقة حيفا وهضبة الجولان.
ورغم انهم عاشوا محاولات لقمعهم مثلهم مثل بقية القوى العربية داخل الخط الأخضر لكن لوحظ في السنوات الأخيرة انخراطهم في الجيش الإسرائيلي بل ومشاركتهم في حرب غزة الأخيرة ووصل عدد منهم لتولي مواقع قيادية.
وكان الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، قد دعا الأحد أبناء الطائفة في سوريا إلى الحذر من "مكائد" تل أبيب، قائلا خلال مؤتمر صحفي في منزله بالعاصمة بيروت "على الأحرار في جبل العرب وسوريا (الدروز) الحذر من المكائد الإسرائيلية في سوريا".
وحذر جنبلاط من أن "إسرائيل تريد استخدام الطوائف والمذاهب لمصلحتها ولتفتيت المنطقة، وتريد تحقيق مبدأ إسرائيل الكبرى، ومنع ذلك مسؤولية القادة العرب قبل فوات الأوان".
والسبت، شهدت مدينة جرمانا قرب العاصمة دمشق توترات أمنية افتعلتها مليشيا ترفض التخلي عن سلاحها، ووجه نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس الجيش بـ"التحضير لحماية" المدينة التي وصفها بـ"الدرزية".
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق، ما أطاح بحكم الرئيس بشار الأسد وأنهى 61 عاما من حكم حزب البعث و53 سنة من سيطرة أسرة الأسد.
وتحتل إسرائيل منذ 1967 معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت أحداث الإطاحة ببشار الأسد ووسعت رقعة احتلالها في الجولان، كما احتلت المنطقة العازلة السورية، ودمرت معدات وذخائر عسكرية للجيش السوري عبر مئات الغارات الجوية.