حلم سيتي يتبخر على يد توتنهام وليفربول يعبر بسهولة

فريق 'الديوك' ينهي طموح 'السيتيزين' بإحراز رباعية تاريخية بعد تأهله على حسابه الى نصف النهائي، وموطنه 'الحمر' يتغلب على بورتو البرتغالي.

مانشستر (المملكة المتحدة) - قضى توتنهام هوتسبر على سعي مانشستر سيتي لرباعية تاريخية هذا الموسم، بتأهله الأربعاء على حسابه الى نصف النهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم بعد مباراة "مجنونة" بسبعة أهداف، بينما عبر مواطنهما الإنكليزي ليفربول على حساب بورتو البرتغالي.

وعلى ملعب "الاتحاد" في مانشستر، فشل سيتي رغم فوزه 4-3 في إياب ربع النهائي، في تفادي الخروج بفارق الأهداف المسجلة على أرضه بعد فوز توتنهام الأسبوع الماضي في لندن بهدف يتيم. وأتت مباراة الأربعاء تاريخية لكونها شهدت تسجيل أربعة أهداف في الدقائق الـ11 الأولى، وهو أمر لم يتحقق سابقا في المسابقة.

أما في البرتغال، فعزز ليفربول الفائز 2-صفر ذهابا على أرضه الأسبوع الماضي، تقدمه على منافس يلاقيه للمرة الثانية تواليا في الأدوار الإقصائية، وخرج فائزا عليه مجددا وهذه المرة بنتيجة 4-1.

وسيجمع نصف النهائي بين توتنهام وأياكس أمستردام الهولندي الذي أقصى الثلاثاء يوفنتوس الإيطالي، ويلتقي ليفربول برشلونة الإسباني الذي أخرج الثلاثاء الفريق الإنكليزي الرابع مانشستر يونايتد.

وقدم سيتي بقيادة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا، وتوتنهام بقيادة الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، مباراة هجومية مفتوحة بأداء سريع أثمر خمسة أهداف في 21 دقيقة، وهدف ملغى بداعي التسلل في الدقيقة 90+3 لرحيم سترلينغ، كان كفيلا بتأهيل فريقه سيتي.

ودفعت الغزارة التهديفية الكوري الجنوبي يون هيونغ-مين، مسجل هدفين لتوتنهام الأربعاء أضافهما الى هدف الذهاب، الى وصف المباراة بـ "المجنونة جدا". وأضاف "لم أر شيئا مماثلا، كانت مباراة صعبة جدا، مباراة مجنونة جدا. لكننا فخورون جدا بزملائنا. كان الأمر مجنونا".

وتابع "قاتلنا سويا لمدة 90 دقيقة. أظهرنا قتالا وشخصية مذهلة"، ما ساهم في إيصال فريقه الى نصف نهائي المسابقة الأم للمرة الأولى منذ 1962.

رباعية تهديفية، رباعية ضائعة

وفشل سيتي للموسم الثاني تواليا في تخطي ربع النهائي، وسقط مرة جديدة أمام منافس إنكليزي بعد إقصائه العام الماضي على يد ليفربول، منافسه الأبرز على لقب الدوري الممتاز هذا الموسم.

وكان سيتي يمني النفس هذا الموسم بإحراز برباعية تشمل اللقب القاري للمرة الأولى، بعد تتويجه بكأس الرابطة المحلية، ومنافسته المستمرة للاحتفاظ بلقب الدوري الممتاز، وبلوغه المباراة النهائية للكأس المحلية.

وقال غوارديولا "أضعنا ركلة جزاء في الذهاب (عبر أغويرو)، وصنعنا العديد من الفرص أمام فريق صعب. ارتكبنا خطأ في الهدفين الأولين، لكن كنا صريحين بطريقة لعبنا. حاولنا حتى النهاية".

أضاف "ما قدمناه في هذين الموسمين مذهل"، متابعا "تتبقى لنا العديد من المباريات في الدوري (الممتاز) ونهائي الكأس. اليوم صعب وغدا سيكون صعبا أيضا، لكن في اليوم الذي يلي ذلك سنكون مستعدين".

وشهدت المباراة تقاسم الفريقين أربعة أهداف في الدقائق الـ11 الأولى، من نجاعة هجومية مثالية بنجاح كل فريق في تحويل تسديدتين الى هدفين.

وافتتح سيتي التسجيل عبر رحيم سترلينغ بتسديدة التفافية رائعة بعد تمريرة متقنة من دي بروين، استقرت في زاوية مرمى الفرنسي هوغو لوريس (4).

لكن توتنهام استغل خطأ دفاعيا قاتلا لتحقيق التعادل بعد ثلاث دقائق، عندما حاول المدافع الفرنسي إيمريك لابورت قطع تمريرة متجهة نحو منطقة الجزاء، لكنه هيأها مثالية أمام سون الذي أطلقها صاروخية ارتدت من جسد الحارس البرازيلي إيدرسون الى شباكه. وقبل أن يمتص لاعبو سيتي الصدمة، تسبب خطأ دفاعي ثانٍ من لابورت باقتناص لاعب توتنهام البرازيلي لوكاس مورا الكرة التي وصلت في نهاية المطاف الى سون، فسددها قوية من الحافة اليسرى للمنطقة نحو الزاوية المقابلة (9).

وأعاد برناردو سيلفا سريعا الحماس لمشجعي سيتي اثر هجمة وتمريرة من أغويرو، ليسدد البرتغالي من مسافة قريبة (11)، قبل عشر دقائق من هدف ثان لسترلينغ وضع سيتي في المقدمة، بتمريرة من دي بروين.

وفي ظل نتيجة كانت تصب لصالح توتنهام، ضغط سيتي بلا هوادة من بداية الشوط الثاني، ما أثمر هدفا في الدقيقة 59 بتمريرة حاسمة من دي بروين الى أغويرو الذي سدد كرة صاروخية اخترقت شباك لوريس.

لكن الفرحة لم تدم، اذ رد توتنهام عبر البديل الإسباني فرناندو يورنتي اثر ركلة ركنية (73)، في هدف أثار مطالبة غوراديولا بلمسة يد، لكن الحكم التركي جنيات شاكير ثبّت الهدف بعد العودة لتقنية الفيديو ("في ايه آر").

وكانت أكثر اللحظات جنونا في الدقيقة 90+3، عندما احتفل سترلينغ وزملاؤه بشكل هستيري بهدف اعتقدوا أنه أوصلهم الى نصف النهائي للمرة الأولى منذ 2016، قبل أن يلغيه الحكم شاكير بداعي التسلل.

كلوب سعيد لمواجهة برشلونة

وعلى ملعب "دراغاو"، كرر ليفربول وصيف البطل سيناريو الموسم الماضي حين اكتسح بورتو بخماسية نظيفة في ذهاب ثمن النهائي، وتغلب عليه 4-1 في معقله، بعد فوزه ذهابا بهدفين نظيفين.

ويلتقي "الحمر" في الدور المقبل برشلونة في إعادة لثمن نهائي موسم 2006-2007 حين فاز ليفربول ذهابا خارج ملعبه 2-1 وتأهل رغم خسارته إيابا صفر-1، في طريقه الى نهائي خسره أمام ميلان الإيطالي 1-2.

وتطرق المدرب الألماني لليفربول يورغن كلوب الى مواجهة برشلونة، بالقول "أنا سعيد جدا جدا لأننا سنواجههم. الليلة، نحن في نصف النهائي والأحد نواجه كارديف (في الدوري المحلي الذي يتصدره فريقه أمام سيتي)، هذا ما أركز عليه الآن وليس الطريقة التي سنلعب بها ضد برشلونة. أنا أتطلع للمواجهة، لكن ليس الليلة. أنا فخور حقا بما حققه الشبان".

ويدين "الحمر" بفوزهم الكبير الذي بدا مستبعدا في الشوط الأول بسبب سيطرة بطل 1987 و1994 و2004، الى السنغالي ساديو مانيه (26) والمصري محمد صلاح (65) والبديل البرازيلي روبرتو فيرمينو (77) والهولندي فيرجيل فان دايك (84)، فيما كان هدف المضيف الوحيد من نصيب البرازيلي إيدر ميليتاو (68).

وبدا بورتو عازما منذ الثواني الأولى لكنه ثمن عدم استغلال أفضليته بتلقيه هدف مانيه الذي وصلته الكرة عند القائم الأيسر من صلاح، فتابعها في الشباك.

وألغي الهدف بداية بداعي التسلل على السنغالي، لكن الحكم عاد عن قراره بعد الاحتكام الى تقنية المساعدة بالفيديو "في أيه آر".

وعقد ليفربول مهمة مضيفه حين سجل صلاح الهدف الثاني بعد تمريرة بينية من ترنت ألكسندر-أرنولد، فتقدم بالكرة ثم سددها بعيدا عن متناول الحارس الإسباني إيكر كاسياس.

وعادت الحياة الى بورتو حين حول ميليتاو الكرة برأسه إثر ركلة ركنية(69)، ثم رد ليفربول بفرصة ثمينة لمانيه الذي انطلق خلف الدفاع وتخطى كاسياس لكنه سدد الكرة فوق العارضة (72).

وعوض "الحمر" بهدف ثالث من البديل فيرمينو بكرة رأسية إثر عرضية من البديل الآخر جوردان هندرسون (77)، قبل أن يضيف فان دايك الرابع برأسية إثر ركلة ركنية وتمريرة بالرأس من مانيه (84).