حلّ وسط ينهي الخلافات داخل تحالف أوبك+

الإمارات تتوصل مع الكارتل النفطي إلى صيغة توافقية وضعت حدا لخلاف كان يمكن أن يشعل حرب أسعار وذلك بعد أن قبلت بمقترح بتعديل خط الأساس المرجعي لخفض الإنتاج بالنسبة لابوظبي عند 3.65 ملايين برميل يوميا، بدلا من 3.1 ملايين برميل يوميا.  
الاتفاق بين أوبك+ والإمارات يحتاج إلى إقرار بالإجماع من كل أعضاء الكارتل
الاتفاق الجديد مع الإمارات يجنب الكارتل النفطي دخول حرب أسعار
مسار الوضع الوبائي وسلالات كورونا الجديدة ترخي بظلال ثقيلة على جهود أوبك+

واشنطن - أنهى حل وسط خلافات داخل تحالف أوبك+ بعد أن توصلت الإمارات مع الكارتل النفطي لصيغة توافقية لاستئناف خطواته بتخفيف قيود الإنتاج، اعتبارا من أغسطس/آب المقبل، وفق ما ذكرت وكالة أنباء بلومبرغ الأميركية نقلا عن مصادر مطلعة لم تسمها.

وأشارت الوكالة إلى أن أبوظبي وافقت على مقترح للتحالف، يتغير بموجبه الشهر المرجعي (خط الأساس) لخفض الإنتاج الخاص بالدولة الخليجية.

وبحسب بلومبرغ نقلا عن مصادرها، فإن خط الأساس الجديد المرجعي لخفض الإنتاج بالنسبة للإمارات سيكون عند إنتاج 3.65 ملايين برميل يوميا، بدلا من الخط الحالي البالغ 3.1 ملايين برميل يوميا. ويعني ذلك، أنها ستنتج كميات إضافية من النفط الخام وتضخها في السوق العالمية وبالتالي مداخيل مالية أعلى.

وسيدخل القرار حيز التنفيذ اعتبارا من مايو/أيار 2022، ما يعني أن أبوظبي وافقت على تمديد اتفاق خفض الإنتاج حتى نهاية ديسمبر/كانون أول 2022 بدلا من أبريل/نيسان المقبل، الموعد الرسمي لنهاية الاتفاق.

ويحتاج الاتفاق إلى إقرار من جانب أعضاء التحالف كافة، في اجتماع يحدد خلال وقت لاحق.

والأسبوع الماضي، دخلت الإمارات في خلاف مع تحالف أوبك+ حول تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط لما بعد أبريل/نيسان 2022، إلى جانب طلب إماراتي بتغيير خط الأساس.

وبدأت دول أوبك+ في مايو/أيار 2020 تخفيضات غير مسبوقة في الإنتاج بمقدار 9.7 ملايين برميل يوميا تشكل 10 بالمئة من الاستهلاك العالمي من الخام، فيما ينتهي الاتفاق في أبريل/نيسان 2022.

ومنذ ذلك الحين جرى تقليص هذه التخفيضات وصولا إلى خفض حالي بمقدار 5.8 ملايين برميل يوميا.

ويراقب الكارتل النفطي تطورات الوضع في الأسواق بينما يرخي انتشار سلالات جديدة من فيروس كورونا بظلال ثقيلة على تعافي الاقتصاد العالمي.

وباتت حملة التطعيم ضد مرض كوفيد 19 ومسار الوضع الوبائي عالميا مقياسا لضبط إستراتيجية تحالف أوبك+.

والأسبوع الماضي سادت مخاوف من استمرار الخلافات داخل الكارتل النفطي ومن احتمال اندلاع حرب أسعار وانسحاب محتمل للإمارات من هذا التحالف الذي نجح إلى حدّ كبير في إحداث توازن بين العرض والطلب وكبح تخمة في المعروض النفطي.

وإلى حدود أمس الاثنين كان الوضع عالقا في مربع الجمود، حيث ذكرت مصادر في تحالف أوبك+ إن المجموعة لم تحرز تقدما بعد نحو حل الخلاف بين السعودية والإمارات الذي حال في الأسبوع الماضي دون التوصل لاتفاق بشأن زيادة الإنتاج، مما يقلل من احتمال عقد اجتماع آخر بشأن السياسة، بينما يدور الحديث عن تدخل روسي لتقريب وجهات النظر بين البلدين الخليجيين لتجاوز الأزمة.

وقالت مصادر لرويترز إن روسيا تعمل من وراء الكواليس لإعادة السعودية والإمارات لمائدة المفاوضات وإيجاد سبيل للاتفاق، لكن مصدرا روسيا قال اليوم الاثنين إنه لا يتوقع عقد اجتماع هذا الأسبوع.

لكن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قال اليوم الاثنين إن الرئيس الروسي فلادمير بوتين لا يعتزم إجراء مباحثات مع قادة الدول الأعضاء في تحالف أوبك بلس، وفقا لما ذكرته وكالة بلومبرغ للأنباء.

وثار الخلاف بين البلدين الخليجيين علنا الأسبوع الماضي مع السعي للتوصل لاتفاق جديد كان من شأنه أن يرفع الإنتاج من أغسطس/آب. وتقترب أسعار النفط بالفعل من أعلى مستوياتها منذ 2018 بسبب الشح في السوق، وارتفعت أكثر في غياب اتفاق. ودفع الخلاف مجموعة أوبك+ لإلغاء محادثات لزيادة الإنتاج بعد مفاوضات لعدة أيام.

وفي الأسبوع الماضي، قال البيت الأبيض إنه يتابع المحادثات بين أوبك وحلفائها. وقال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي جو بايدن لم يناقشا أوبك+ أو أسعار النفط خلال اتصال يوم الجمعة.