حل أزمة اليمن رهين وقف تسليح إيران للحوثيين
دبي - أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود اليوم الأربعاء أن جهود وقف الحرب وإرساء السلام باليمن تقف رهن كبح تحركات إيران لمد مليشيا الحوثي بالأسلحة المتطورة وهو ما زاد الأزمة اليمنية تعقيدا.
وقال الأمير فيصل بن فرحان إن الجهود الدولية لإنهاء الصراع في اليمن، حيث يخوض التحالف الذي تقوده السعودية معارك ضد الحوثيين منذ ستة أعوام، ينبغى أن تتصدى لمسألة "تزويد إيران لميليشيا الحوثي بالأسلحة المتطورة بما فيها الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار المفخخة".
وتدعم إيران جماعة الحوثي المتمردة في اليمن بالسلاح والعدة منذ سنوات في إطار استخدام طهران للمتمردين الحوثيين كورقة ضغط ومساومة في المنطقة في ظل توترها القائم مع الرياض وواشنطن وهو ما أجج الحرب اليمنية التي خلفت بحسب الأمم المتحدة أحد أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وفي السابق رفضت إيران الاتهامات وكذلك الحوثيون الذين ينفون وصفهم بأنهم دمية تحركها طهران.
وكثيرا ما تنفذ جماعة الحوثي اعتداءات على منشآت نفطية ومدن سعودية، حيث كثفت مؤخرا هجماتها على الأراضي السعودية.
وأدانت دول عربية وغربية مؤخرا الهجوم الذي شنه الحوثيون على مدينة جازان بجنوب غرب المملكة الليلة الماضية، والذي أسفر عن إصابة عدد من المدنيين.
وفي سياق اعتداءات الحوثيين قال وزير الخارجية السعودي اليوم الأربعاء إن بلاده ستتخذ إجراءات رادعة لحماية منشآتها البترولية في أعقاب هجمات لقوات الحوثيين اليمنيين المتحالفين مع إيران على قلب صناعة النفط السعودية الأسبوع الجاري، مضيفا إن "المملكة ستتخذ الإجراءات الرادعة الضرورية لحماية قدراتها الوطنية".
وعززت الولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التحرك الدبلوماسي لإنهاء الحرب، فيما عبرت عن قلقها إزاء "تهديدات أمنية حقيقية" بعد الهجمات على السعودية يوم الأحد.
وقابلت جماعة الحوثي دعوات واشنطن والجهود الدولية لوقف النار في اليمن، بمزيد من التصعيد، حيث تشن منذ أيام هجمات شرسة على محافظة مأرب آخر معاقل الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في تمرد صارخ على كل المناشدات الداعية للجلوس على طاولة المفاوضات لتسوية النزاع اليمني.
وقال الأمير بن فرحان إن الأولوية الأساسية تظل الاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار في اليمن والذي لم يتحقق رغم جهود إقرار السلام من جانب الأمم المتحدة والمحادثات بين السعودية والحوثيين الذين يسيطرون على شمال اليمن.
وأضاف في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرجي لافروف أن الرياض ستواصل التعاون مع موسكو ضمن إطار عمل 'أوبك+' لضمان أن تكون أسعار النفط عادلة للمنتجين والمستهلكين.
ارتفعت أسعار النفط لفترة وجيزة في أعقاب هجوم المتمردين الحوثيين بطائرات مسيرة وصواريخ على المملكة من بينها ساحة لتخزين النفط في رأس تنورة، حيث توجد مصفاة وأكبر منشأة بحرية لتحميل النفط في العالم.
وأعلنت السلطات السعودية وقوات التحالف ي التي تقودها الرياض أنها أحبطت الهجوم دون وقوع إصابات أو خسائر فادحة.
وتقود السعودية تحالفا عسكريا تدخل في اليمن في مارس/آذار 2015 بعدما أطاح الحوثيون بالحكومة التي تدعمها السعودية من السلطة في العاصمة صنعاء.
ومنذ سنوات تبذل الأمم المتحدة جهودا دبلوماسية متكررة، بهدف التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، غير أنها لم تفلح حتى اليوم في تحقيق أي تقدم ملموس على الأرض، فيما تواصل إيران دعم الانقلابيين الحوثيين وهو ما يقوض كل جهود إنهاء الحرب اليمنية.
ويشهد اليمن حربا منذ أكثر من ست سنوات أودت بحياة 233 ألف شخص وخلفت أحد أسوأ الأزمات الإنسانية على الإطلاق، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، وفق الأمم المتحدة.
ويزيد من تعقيدات الوضع الإنساني في اليمن تدخل إيران ودعمها لجماعة الحوثي التي تستمر إلى اليوم في تنفيذ انتهاكات بحق المدنيين والأبرياء، كإخضاع كثير منهم للتجنيد والقتال في صفهم ضد القوات الحكومية أو سجنهم وتعذيبهم وإعاقة عمل منظمات الإغاثة وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين.