حل القضية الفلسطينية شرط أساسي للسعودية للتطبيع مع إسرائيل

الإدارة الأميركية تأمل أن ينتزع نتانياهو "الجائزة المنشودة" وهي التطبيع مع الرياض كجزء من اتفاق شامل يهدف إلى وقف حرب غزة.

لندن - أكد السفير السعودي في بريطانيا، الأمير خالد بن بندر بن سلطان إن بلاده لن تطبع مع إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني، إذ تشدد الرياض على موقفها الراسخ بعدم توافر أي علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم تعترف الأخرى بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، فضلاً عن إيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وانسحاب كافة أفراد قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة.

جاء ذلك في أثناء مشاركته في جلسات مؤتمر المعهد الملكي للشؤون الدولية "تشاتم هاوس" بلندن، في تأكيد سعودي على موقف المملكة الذي كان ولا يزال ثابتاً تجاه القضية الفلسطينية.

وتأتي تصريحات السفير لتؤكد على الموقف السعودي الذي كان محور مباحثات مع واشنطن طيلة الأشهر الماضية، وسبق أن أفاد مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أن صفقة تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية "كانت في المتناول"، لكن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، قد تتراجع عن الاتفاق التاريخي بدلا من قبول مطالب الرياض بتقديم التزام جديد تجاه إقامة دولة فلسطينية ووقف حرب غزة.

وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن، أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، في مايو/أيار الماضي إن السعوديين "أوضحوا أن التطبيع سيتطلب هدوء في غزة ومسارا موثوقا به نحو دولة فلسطينية"، مرجحا أن "إسرائيل غير قادرة أو غير راغبة في السير في هذا المسار خلال هذه اللحظة".

ولأشهر، أملت الإدارة الأميركية أن ينتزع نتانياهو "الجائزة المنشودة" منذ فترة طويلة وهي التطبيع مع الرياض كجزء من اتفاق شامل يهدف إلى وقف حرب غزة وتحويل الانقسامات الراسخة في المنطقة، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال".

لكن نتنياهو، تحت ضغط من أعضاء يمينيين في ائتلافه الحاكم ويكافح من أجل بقائه السياسي، لم يوقع بعد على عناصر الصفقة التي تعد أساسية للحصول على موافقة السعودية، وفقا للمصدر ذاته.

وجاءت تصريحات بلينكن بعد زيارة جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي إلى المنطقة، حيث أجرى محادثات مع ولي العهد محمد بن سلمان قبل سفره إلى إسرائيل، وإطلاع نتانياهو بخطط البيت الأبيض للشرق الأوسط.

ومنذ اندلاع الأحداث في غزة، قادت السعودية ودول عربية وإسلامية جهوداً دبلوماسية رفيعة المستوى لدفع المجتمع الدولي إلى إيجاد حل عاجل وشامل يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني، فضلاً عن التشديد على أهمية توافر تسوية شاملة وعادلة للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي.

ونتج عن تلك الجهود موافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية الساحقة على مشروع قرار يوصي مجلس الأمن الدولي بإعادة النظر بإيجابية في مسألة حصول فلسطين على العضوية الكاملة.

وكانت الرياض أكدت دعوتها للمجتمع الدولي على وجه الخصوص الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي لم تعترف حتى الآن بالدولة الفلسطينية بأهمية الإسراع في الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية ليتمكن الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة وليتحقق السلام الشامل والعادل للجميع.

لكن هذه الجهود تواجه تعنتا إسرائيليا، فقد قال مدير وكالة المخابرات المركزية السابق، ديفيد بتريوس، إن "العائق الوحيد الكبير" أمام تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية هو حل الدولتين للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، مضيفا أن هذا الأمر "بعيد المنال" في الوقت الحالي.

واعترف بتريوس، الذي يشغل الآن منصب رئيس معهد "كي.كي.آر" العالمي لدعم الاستثمارت الخاصة، في حديثه لقناة "سي.أن.بي.سي" أن "الولايات المتحدة حاولت مراراً وتكراراً الخروج من الشرق الأوسط، كما رأينا في جهودها للانسحاب من أفغانستان." لكن ذلك لم يحدث. وقال "هذه المنطقة مهمة للغاية بالنسبة للعالم وللاقتصاد العالمي".

وأضاف "عندما يحدث شيء سيئ في الشرق الأوسط، فإنه يميل إلى إثارة العنف والتطرف وعدم الاستقرار، وفي بعض الحالات، تسونامي من اللاجئين، ليس فقط إلى البلدان المجاورة في المنطقة، لكن أيضا إلى الدول الأكثر أهمية بالنسبة لنا وهم حلفاء الناتو".

وفي حديث سابق لقناة "سي.أن.بي.سي"،  أعرب نتانياهو، عن معارضته لحل الدولتين، الذي تم الترويج له لأول مرة في اتفاقيات أوسلو ويدعمه العديد من الجهات الفاعلة الدولية. وقال إن "حل الدولتين الذي يتحدث عنه الناس بشكل أساسي سيكون أعظم مكافأة للإرهابيين".