حل وسط يمدد تفويضا امميا بإدخال المساعدات لسوريا لعام آخر

مجلس الأمن الدولي يتبنى بالإجماع قرارا يتضمن حلا وسطا يطلب من الأمم المتحدة رفع تقرير بشأن دخول المساعدات إلى سوريا خلال ستة أشهر، حيث لن يتطلب تصويتا آخر في يناير لتمديد العملية التي تتم عبر الحدود.
ليونة روسية تنهي أزمة تفويض إدخال المساعدات إلى سوريا
مفاوضات بين موسكو وواشنطن تبقي معبر باب الهوى مفتوحا لعام آخر   

نيويورك - وافق مجلس الأمن الدولي اليوم الجمعة على تمديد عملية توصيل المساعدات عبر الحدود من تركيا إلى سوريا بعد أن وافقت روسيا على حل وسط في محادثات اللحظة الأخيرة مع الولايات المتحدة بما يضمن وصول مساعدات الأمم المتحدة لملايين السوريين لمدة 12 شهرا.

وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-جرينفيلد "يمكن للآباء أن يناموا الليلة وهم يعلمون أن أطفالهم سيجدون ما يأكلونه على مدى 12 شهرا قادمة. الاتفاق الإنساني الذي توصلنا إليه هنا سينقذ أرواحا بكل معنى الكلمة".

وكان من المقرر أن ينقضي أجل تفويض المجلس للعملية طويلة الأمد غدا السبت. ولم تشارك روسيا، حليفة سوريا على مدى أسابيع في مناقشات بشأن مشروع قرار صاغته أيرلندا والنرويج لكنها اقترحت أمس الخميس تجديدا للتفويض لمدة ستة أشهر فقط.

وبعد مفاوضات بين توماس-جرينفيلد والسفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا صباح اليوم الجمعة، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع قرارا يتضمن حلا وسطا يطلب من الأمم المتحدة رفع تقرير بشأن دخول المساعدات إلى سوريا خلال ستة أشهر، لكن دبلوماسيين قالوا إن ذلك لا يتطلب تصويتا آخر في يناير/كانون الثاني لتمديد العملية التي تتم عبر الحدود.

ووصف نيبينزيا التصويت على القرار، المقدم من الولايات المتحدة وروسيا، بأنه "لحظة تاريخية" يأمل في أنها قد "تصبح نقطة تحول لن تحقق مكاسب لسوريا فقط بل لمنطقة الشرق الأوسط كلها".

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أثار مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في يونيو/حزيران قضية إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا ومدى أهميتها. وحذرت إدارة بايدن وقتها من أن وقف إيصال المساعدات عبر الحدود سيعرض للخطر أي تعاون مع روسيا بشأن سوريا في المستقبل.

وناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجلس الأمن تجديد التفويض لعام آخر وحذر من أن أي إخفاق في تلك المهمة سيكون كارثيا على ملايين الناس.

ومنح المجلس تفويضا لعمليات إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا للمرة الأولى في 2014 من أربعة معابر وفي العام الماضي تقلصت نقاط الدخول إلى معبر واحد من تركيا لمنطقة تسيطر عليها المعارضة المسلحة بسبب معارضة روسيا والصين لتجديد التفويض للمعابر الأربعة.

وقالت روسيا إن عملية المساعدة عفا عليها الزمن وتنتهك سيادة سوريا وسلامة أراضيها. وفي انتقاد للولايات المتحدة ودول أخرى، أرجعت روسيا والصين بعضا من محنة سوريا إلى العقوبات أحادية الجانب.