حماس تثير مخاوف المسيحيين في غزة بدعوة تحريضية

مذكرة مسربة صدرت عن مديرية الوعظ والإرشاد الديني التابع للحركة الإسلامية تحث على الحدّ من احتفالات عيد الميلاد في القطاع، فسّرت على أنها تحريض على الأقلية المسيحية واستدعاء للفتنة والانقسامات.
حماس تنفي التحريض على المسيحيين وتعتبر رد فعلهم مبالغ فيه
رئيس أساقفة سبسطية الروم الأرثوذكس يصف مذكرة حماس بأنها "عمل تحريضي"

غزة - أثارت مذكرة مُسربة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة بخصوص رغبتها في الحد من احتفالات عيد الميلاد في القطاع الذي تسكنه أغلبية مسلمة، استياء المجتمع المسيحي مع دخول موسم العطلات، فقد دعت مديرية الوعظ والإرشاد الديني في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في المذكرة المؤرخة في 15 ديسمبر/كانون الأول إلى تنشيط "فعاليات الإدارة العامة للوعظ والإرشاد الديني للحد من فعاليات الكريسماس".

وفُسّرت مذكرة حماس على أنها تحريض على الأقلية المسيحية في القطاع وأنها استدعاء للفتنة والانقسامات، لكن الحركة الإسلامية التي تسيطر على القطاع منذ 13 عاما اعتبرت ذلك من باب المبالغة والتضخيم.

وأثارت المذكرة التي سُربت الأسبوع الماضي غضب المسيحيين الفلسطينيين. وقال سامر ترزي وهو صحفي مسيحي في غزة "مثلنا أمام العالم نموذج بعدم وجود أي مشاكل طائفية مشان هيك تفاجأنا وزعلنا كتير"، مضيفا أن كل ما يريده المسيحيون هو استمرار الحياة كالمعتاد.

ووصف المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المذكرة بأنها عمل "تحريضي". وقال إنها لن تضر "بوحدتنا" وعلاقاتنا الطيبة.

وقالت حماس إن هناك مبالغة في رد الفعل وإنها تريد فقط ضمان احتفال المسلمين بالأعياد المسيحية بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية.

وقال باسم نعيم المسؤول في حماس "لم يكن مقصود الإساءة للمسيحيين أو الحد من قدرتهم على الاحتفال وممارسة شعائرهم الدينية".

وسارعت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية المكلفة بإدارة مساجد غزة ورعاية شؤون المسلمين والمسيحيين في القطاع الساحلي، بإصدار بيان تقول فيه "إن النصارى في فلسطين عموما وفي قطاع غزة خصوصا، هم شركاء الوطن والقضية والنضال. ومن حقهم أن يقيموا احتفالاتهم الدينية الخاصة بهم ولا يجوز الإساءة إليهم أو التضييق عليهم".

وأضاف البيان "المسلم مأمور باجتناب المخالفات الشرعية في الأعياد الخاصة بالمسلمين، فمن باب أولى أن يجتنبها في أعياد غيرهم". ونادرا ما تمتد التوترات الدينية في غزة إلى المجال العام.

وبينما تقدر نسبة المسيحيين عموما بنحو واحد بالمئة فقط من سكان الأراضي الفلسطينية عامة فإن نسبتهم في غزة أقل حيث يقدر عددهم بنحو ألف نسمة معظمهم من الأرثوذكس بين سكان القطاع الذين يُقدر عددهم بنحو مليوني مسلم.

ويشعر المجتمع المسيحي باستياء فعلي لأن الاحتفالات ستكون محدودة بالفعل بسبب جائحة كورونا.

ولا يتاح للمسيحيين في غزة القيام برحلاتهم المعتادة في عيد الميلاد إلى بيت لحم هذا العام بسبب زيادة القيود التي تفرضها إسرائيل على السفر بسبب كوفيد-19، إضافة إلى الحصار الذي تفرضه بالفعل منذ سنوات على القطاع لمخاوف أمنية تتعلق بحماس والقيود الفلسطينية على الحركة للحد من تفشي فيروس كورونا.