حماس تسلم 3 رهائن إسرائيليين في سادس عملية تبادل

الرهائن الثلاثة صعدوا الى منصة في موقع التسليم بخان يونس برفقة مسلحين من حماس حيث ظهر أنهم في صحة جيدة.
وصول الفلسطينيين المفرج عنهم من سجن عوفر إلى رام الله

غزة - قال الجيش الإسرائيلي في بيان اليوم السبت إن الرهائن الإسرائيليين يائير هورن وساجي ديكل حن وساشا ألكسندر تروبانوف وصلوا إلى إسرائيل بعد تسليمهم من غزة من قبل حركة حماس في سادس عملية تبادل.
وساعد وسطاء مصريون وقطريون في تجنب أزمة هددت بانهيار وقف إطلاق النار الهش. وأظهر بث مباشر في وقت سابق الثلاثة يصعدون إلى منصة برفقة مسلحين في موقع التسليم بخان يونس.
وفيما باتت تعرف بساحة الرهائن في تل أبيب، صاح إسرائيليون فرحا لدى متابعة خطوات تسليم الرهائن إلى الصليب الأحمر في غزة ثم إلى القوات الإسرائيلية.
وبدا عليهم الارتياح لرؤية الثلاثة في حالة أفضل على ما يبدو من الثلاثة الآخرين المفرج عنهم الأسبوع الماضي والذين بدوا في حالة هزال وضعف.

وفي المقابل وصلت حافلة تقل مجموعة من المعتقلين الفلسطينيين الذين أفرجت عنهم إسرائيل السبت إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة حيث كان حشد كبير في استقبالهم.

وعانق المعتقلون الذين كانوا يلفون الكوفية على أعناق أهلهم وأقاربهم وحُملوا على الأكتاف قبل أن يتوجهوا للخضوع لفحص صحي سريع.

ووفق التوقعات سيتم إطلاق سراح 369 سجينا ومعتقلا فلسطينيا، الأمر الذي يهدئ المخاوف من انهيار الاتفاق قبل نهاية المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار ومدتها 42 يوما.
وخلال الهجوم الذي قادته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، اقتيد ديكل حن الأميركي الإسرائيلي، وتوربانوف الروسي الإسرائيلي، وهورن، الذي اختطف شقيقه إيتان أيضا، من تجمع نير عوز السكني، وهو أحد البلدات الواقعة في غلاف غزة.
وانتشر عشرات المسلحين في موقع التسليم في خان يونس. وقالت مصادر في حركة حماس إن بعض مقاتلي الحركة حملوا بنادق استولوا عليها من الجيش الإسرائيلي خلال هجوم 2023.
واختطف تروبانوف مع والدته وجدته وحبيبته، وأطلق سراحهن جميعا في الهدنة القصيرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023. ولقي والده حتفه في الهجوم على نير عوز، أحد أكثر التجمعات السكنية تضررا حيث قتل أو احتجز واحد من كل أربعة أشخاص.
وكانت حماس هددت في وقت سابق بعدم إطلاق سراح المزيد من الرهائن بعد أن اتهمت إسرائيل بانتهاك شروط وقف إطلاق النار من خلال منع دخول مساعدات إلى غزة، لتهدد إسرائيل في المقابل باستئناف القتال واستدعت قوات الاحتياط ووضعت قواتها في حالة تأهب قصوى.
وأثار المظهر الهزيل للرهائن الثلاثة الذين أطلق سراحهم الأسبوع الماضي وروايات رهائن تم الإفراج عنهم منذ سريان الاتفاق في 19 يناير/كانون الثاني تزعم تعرضهم لسوء معاملة احتجاجات في إسرائيل تطالب الحكومة بالالتزام بوقف إطلاق النار والمضي قدما في المرحلة التالية من الاتفاق لاستعادة جميع الرهائن.
وفي محاولة واضحة لدحض الروايات عن سوء معاملة الرهائن، نشرت حركة الجهاد الإسلامي التي كانت تحتجز تروبانوف مقطعا مصورا له أمس الجمعة يظهر فيه وهو يأكل ويصطاد على شاطئ غزة.

اهالي الرهائن بتابعون مباشرة عملية تسليم ذويهم
اهالي الرهائن بتابعون مباشرة عملية تسليم ذويهم

كما خيمت على احتمالات صمود وقف إطلاق النار دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تهجير الفلسطينيين من غزة، وتسليم القطاع إلى الولايات المتحدة لإعادة تطويره، وهي الدعوة التي رفضتها بشدة الفصائل الفلسطينية والدول العربية والحلفاء من دول الغرب.
ووافقت حماس الشهر الماضي على تسليم 33 رهينة، من بينهم نساء وأطفال ومسنون، مقابل مئات السجناء والمعتقلين الفلسطينيين خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق نار مع انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المواقع في غزة.
وبذلك أطلق سراح 19 من 33 رهينة من الإسرائيليين، إلى جانب خمسة تايلانديين أفرج عنهم في عملية لم تكن مقررة. وبذلك، يبقى 73 رهينة في غزة، ويعتقد أن نصفهم فقط تقريبا على قيد الحياة.
والهدف من وقف إطلاق النار هو فتح الطريق أمام مرحلة ثانية من المفاوضات لإعادة الرهائن المتبقين واستكمال انسحاب القوات الإسرائيلية قبل إنهاء الحرب تماما وإعادة بناء قطاع غزة الذي أصبح الآن في حالة خراب إلى حد كبير ويواجه نقصا في الغذاء والمياه الجارية والكهرباء.
وجاء تهديد حماس بالامتناع عن إطلاق سراح المزيد من الرهائن في أعقاب اتهامها لإسرائيل بمنع دخول الخيام ومواد الإيواء المؤقت إلى غزة، مما ترك عشرات الآلاف في مواجهة برد الشتاء.
ورفضت إسرائيل الاتهام، قائلة إنها سمحت بدخول آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات، واتهمت حماس بدورها بالتراجع عن الاتفاق.
وقالت حماس اليوم السبت إنها تتوقع أن تفي إسرائيل بالتزاماتها بشأن المساعدات حتى يستمر وقف إطلاق النار.
وذكرت في بيان في وقت لاحق اليوم "إطلاق سراح الدفعة السادسة من أسرى العدو، تأكيد أن لا سبيل للإفراج عنهم إلا بالمفاوضات وعبر الالتزام باستحقاقات اتفاق وقف إطلاق النار".
وتقول منظمات الإغاثة الدولية إن عددا أكبر من الشاحنات المحملة بالمساعدات يدخل غزة منذ بدء وقف إطلاق النار، لكن مسؤولي الإغاثة يقولون إن الكميات غير كافية لتلبية احتياجات السكان.
واجتاحت إسرائيل القطاع بعد الهجوم الذي قادته حماس على بلدات في إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة وفقا للإحصاءات الإسرائيلية.
وأدت الحملة العسكرية الإسرائيلية التي تلت ذلك إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني في غزة، وفقا لأرقام وزارة الصحة في القطاع، وتدمير الكثير من المباني وتشريد معظم السكان.