حماس تشيّع العاروري ومرافقيه على وقع استنفار إسرائيلي
بيروت - شيّعت حركة حماس اليوم الخميس، بمشاركة الآلاف، نائب رئيس مكتبها السياسي صالح العاروري، الذي اغتيل بالعاصمة اللبنانية بيروت بصواريخ موجّهة أطلقتها طائرة حربية إسرائيلية الثلاثاء، فيما تواصل إسرائيل حالة التأهب على كل الجبهات، مع رفع حالة اليقظة في سفاراتها.
وشارك الآلاف في تشييع العاروري ومرافقيه عزام الأقرع ومحمد الريس في موكب حاشد انطلق من مسجد الإمام عليّ في منطقة الطريق الجديدة في بيروت، إلى مقبرة الشهداء المجاورة لمخيّم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين.
وأمّ المصلين في الجنازة أمين الفتوى الشيخ أمين الكردي، ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية، قبل أن يوارى الراحلون الثرى في مقبرة الشهداء.
وحمل المشاركون في التشييع الأعلام الفلسطينية ورايات حركتي حماس والجهاد الإسلامي ورددوا هتافات التكبير والدعم لعملية طوفان الأقصى و'فلسطين حرة' و'حماس ثورتي' و'يا عاروري بايعناك وبايعنا رجال القسّام'.
وكانت حماس دعت في بيان إلى "المشاركة في تشييع الإخوة الذين ارتقوا خلال عملية الاغتيال الجبانة التي نفذها العدو الصهيوني في الضاحية الجنوبية لبيروت".
وفي كلمة له خلال التشييع قال ممثل حماس في لبنان أحمد عبدالهادي "إذا ظن العدو الإسرائيلي أنه بغدره يمكن أن يفتّت عضد المقاومة فهو واهم لأن دماء الشهداء لطالما أضاءت طريق المقاومة والتحرير".
بدوره قال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في كلمة صوتية بثت خلال التشييع "معركتنا طويلة، لكن قدرتنا أكبر وإرادتنا أعظم، ونحن على يقين بالنصر".
وأضاف أن "العدو فشل في ضرب روح المقاومة وفرض شروطه على طاولة المفاوضات وهو لن ينجح في جعل الحركة تتخلى عن إستراتيجيتها".
وتابع "سنمضي على ذات طريق الشوكة، أوفياء لدماء الشهداء في غزة والضفة ولبنان وفي كل جبهات المقاومة التي تساند شعبنا وغزتنا".
وأوضح أن "الضفة تواجه تحديات متعددة من العدو ومن القريب والبعيد، لكنها نجحت في استئناف المقاومة فيها".
ورأى أن "فلسطين ولبنان يودعان اليوم مع أبناء الأمة رجالاً أشداء خاضوا غمار المعارك في كل الميادين والاتجاهات وإن عملية اغتيال العاروري في قلب العاصمة بيروت دليل على العقلية الدموية للاحتلال ونهجه منذ عقود".
ومساء الثلاثاء قال هنية في كلمة بثتها قناة "الأقصى" الفضائية التابعة لحماس "ننعى قائد الحركة في الضفة صالح العاروري والقادة في القسام سمير فندي وعزام الأقرع وعددا آخر من كوادر الحركة هم محمود شاهين ومحمد بشاشة ومحمد الريس وأحمد حمود" وحمّل إسرائيل مسؤولية التصعيد.
"معركتنا طويلة، لكن قدرتنا أكبر وإرادتنا أعظم".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن هناك "نافذة زمنية قصيرة" للوصول إلى تفاهمات دبلوماسية مع لبنان، مشددا على أن تل أبيب تعمل على "تغيير الواقع الأمني" على طول الحدود اللبنانية وذلك خلال لقائه في تل أبيب اليوم الخميس مع المبعوث الرئاسي الأميركي لشؤون الطاقة عاموس هوكشتاين.
وقال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي في بيان "أكد الوزير غالانت تصميم مؤسسة الدفاع الإسرائيلية على تغيير الواقع الأمني في شمال إسرائيل وعلى طول الحدود مع لبنان".
وأضاف "وأكد على الأولوية القصوى لتمكين أكثر من 80 ألف إسرائيلي نازح من العودة إلى منازلهم"، قائلا "هناك نتيجة واحدة محتملة فقط: واقع جديد على الساحة الشمالية، سيمكن من العودة الآمنة لمواطنينا".
واستدرك "ومع ذلك، فإننا نجد أنفسنا عند مفترق طرق فهناك نافذة زمنية قصيرة للتفاهمات الدبلوماسية، وهو ما نفضله. لن نتسامح مع التهديدات التي يشكلها وكيل إيران حزب الله اللبناني وسنضمن أمن مواطنينا".
وكانت إسرائيل طلبت من سكان عشرات البلدات الإسرائيلية القريبة من حدود لبنان المغادرة مع بدء الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي.
ومنذ نحو 3 أشهار يتواصل القصف المتبادل يوميا بين الحزب المدعوم من إيران والفصائل الفلسطينية في لبنان من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، على طرفي الحدود.
وتصاعدت في اليومين الماضيين مخاوف من اندلاع حرب بين إسرائيل ولبنان بعد اغتيال العاروري، فيما تواصل الدولة العبرية حالة التأهب على كل الجبهات، مع رفع حالة اليقظة في سفاراتها.
وقالت هيئة البث الحكومية الإسرائيلية "في ظل تهديدات حماس وحزب الله فقد طُلب من سلاح الجو والقوات المرابطة على الحدود مع لبنان زيادة اليقظة".
كما "تم الطلب من السفارات الإسرائيلية والمؤسسات الإسرائيلية واليهودية في العالم زيادة اليقظة"، وقالت إن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية سيجتمع مساء اليوم الخميس لبحث التطورات.