حماس تضع سلامة الرهائن الإسرائيليين في الواجهة

كتائب القسام تؤكد أنها نقلت عددا من الأسرى الإسرائيليين إلى مراكز الرعاية لتلقي العلاج بسبب خطورة وضعهم الصحي وحفاظا على حياتهم.
القسام تعلن مقتل أسير بسبب نوبات الهلع جراء القصف المتكرر

غزة - نفت كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس أن يكون الرهائن الإسرائيليين محتجزين في المستشفيات، بينما أعلنت أنها قامت بنقل بعضهم إلى مراكز رعاية لتلقي العلاج بسبب خطورة وضعهم الصحي. وفي الأثناء لم تحرز مفاوضات الإفراج عن الأسرى أي تقدّم في ظل تمسك الحكومة الإسرائيلية التي تواجه ضغوطات متزايدة لإبرام صفقة تفضي إلى عودة المحتجزين، بمواصلة حربها الدموية إلى حين تحقيق هدفها المتمثل في القضاء على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية. 

وقالت كتائب القسام في بيان "ردا على كذب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والناطق باسم جيشه حول وجود أسرى صهاينة في المستشفيات، لقد نقلنا عددا منهم لمراكز الرعاية لتلقي العلاج بسبب خطورة وضعهم الصحي وحفاظا على حياتهم".

وأضافت أن أحدهم "تلقى الرعاية المكثفة وبعد تعافيه أُعيد لمكان احتجازه وتوفي بسبب نوبات الهلع جراء القصف المتكرر حول مكان احتجازه".

وقال نتنياهو الخميس في مقابلة مع "سي بي إس إيفيننغ نيوز" الأميركية "كان لدينا مؤشرات قوية بأن المحتجزين موجودون في مجمع الشفاء وهذا أحد أسباب دخولنا المستشفى".
وكان الجناح العسكري لحركة حماس قد حذر في بيانات سابقة من أن الرهائن في مرمى النيران الإسرائيليين، متهما حكومة الحرب بتعطيل مفاوضات إطلاق سراح العشرات منهم مقابل هدنة مؤقتة.

يأتي هذا بينما تقود قطر جهودا للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، فيما حذرت طيلة الأيام الأخيرة من أن ينسف القصف المستمر على غزة مساعي تحرير المحتجزين.

وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة العثور على جثتي رهينتين احتجزتهما حركة حماس، وفق سلطات الدولة العبرية التي تؤكد أن معظم القتلى مدنيون.

وقال الجيش إنه عثر على رفات نوعا مارسيانو وهي جندية تبلغ 19 عاما أعلنت إسرائيل وحماس عن وفاتها قبل بضعة أيام وجثة يهوديت فايس (65 عاما) التي خطفت من كيبوتس بئيري.

وأثار الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الجمعة مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الحاجة الملحّة للإفراج عن كل الرهائن الذين احتجزتهم حركة حماس في هجومها على إسرائيل الشهر الماضي، وفق البيت الأبيض.

ونفى رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هانغبي اليوم الجمعة أي اتفاق لتبادل الأسرى مع حركة حماس قائلا"أرى الكثير من التقارير، في هذه المرحلة لا اتفاق على أي من القضايا التي تشكل جزءا من عملية المناقشة".
وتابع "إذا توفر مثل هذا الاتفاق فسيؤدي إلى تمكن عائلات عديدة من لمّ شملهم مع أحبائهم"، مضيفا "الحكومة اتخذت قرارا بالإجماع لا لبس فيه أنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار دون إطلاق سراح كبير جدا للمختطفين. ونقف إلى جانب ذلك ولا نتنازل".
وأكمل "عندها فقط سنوافق على وقف إطلاق النار وسيكون محدودا وقصيرا للغاية لأننا بعد ذلك سنواصل التقدم نحو أهدافنا في الحرب".
وقال إعلام عبري إن المفاوضات تتركز حول إطلاق حماس عشرات الرهائن مقابل إطلاق تل أبيب عشرات الأسرى من النساء والأطفال من سجونها ووقف إطلاق النار لعدة أيام في غزة وإدخال مواد إنسانية إلى القطاع.
وفي تل أبيب شاركت عائلات رهائن إسرائيليين مع آلاف في مسيرة باتجاه القدس اليوم الجمعة لتكثيف الضغوط على الحكومة لتأمين إطلاق سراح ذويهم بعد حوالي ستة أسابيع من احتجازهم على يد حركة حماس ونقلهم إلى قطاع غزة.

وبدأت المسيرة من تل أبيب قبل ثلاثة أيام وتمتد حاليا لبضعة كيلومترات. وأغلقت الشرطة أجزاء من الطريق السريع الرئيسي بينما بدأ المتظاهرون في صعود التلال المؤدية إلى القدس.

ورفع المشاركون في المظاهرة صور أحبائهم ولوحوا بالأعلام الإسرائيلية وهتفوا "لن نستسلم، نطالب بإطلاق سراح الرهائن!"

واحتجز مقاتلو حماس حوالي 240 شخصا خلال هجومهم في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل ويعتقد أن الأسرى، وبينهم الرضع والأجداد، محتجزون في أنفاق عميقة تحت قطاع غزة.

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية وعربية عن مفاوضات لتأمين إطلاق سراح بعض الرهائن على الأقل، لكن لم يكن هناك تأكيد من أي جانب عن اتفاق وشيك.

وقال يوفال هاران الذي كان يسير حاملا لافتة تضم صور سبعة من أفراد عائلته تم احتجازهم، بما في ذلك ابنة أخيه البالغة من العمر ثلاث سنوات "اسمعوا صرختنا. أعيدوهم إلى المنزل الآن"، متابعا "ما هو ثمن سعر طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات؟ يجب استعادتهم الآن بأي ثمن".

والتقى السفير الألماني لدى إسرائيل شتيفن زايبرت بالمشاركين في المسيرة ودعا إلى إطلاق سراح غير مشروط للرهائن.

وقال متحدثا عبر مكبر للصوت "إننا نعمل من أجل ذلك على جميع المستويات السياسية والدبلوماسية ونطلب منكم فقط إبقاء الأمل حيا... في قلوبنا وعقولنا نحن معكم".

وفي نقطة ما من المسيرة، ظهر الوزير ميكي زوهر، وهو عضو في حزب ليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وقوبل بسخرية كبيرة حيث صرخ فيه المشاركون "عار!" و"تحمل المسؤولية!".

وقال لبعض المشاركين في المسيرة "كنت أعلم أنه لن يكون من السهل المجيء إلى هنا. كنت أعلم أنني سأتعرض للصراخ... لكن هذا لا يهم. جئت إلى هنا لأقول لكم، بأكبر قدر ممكن من الوضوح، إننا سنفعل كل شيء، كل شيء، لإعادة الجميع إلى منازلهم".

وتقول العائلات والمشاركون تأييدا لهم إنهم سينهون المسيرة التي يبلغ طولها نحو 60 كيلومترا السبت أمام مقر إقامة نتنياهو في القدس.