حماس.. تفاؤل بمخرجات زيارة طهران

نظام الملالي يرتبط بعلاقات وثيقة مع كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحماس وكان سليماني مهندس هذا التقارب.

بقلم: مراد سامي

في الوقت الذي تسعى فيه حماس لاستعادة بريقها الإقليمي والخروج من عنق الزجاجة بعقد تحالفات جديدة، أتى إعلان القوات الأمريكية نجاحها في تصفية قائد فيلق القدس قاسم سليماني ليعيد المياه لمجاريها بين حماس وطهران .

لم تكتف حماس بنعي قاسم سليماني في بيان رسمي أصدرته سويعات بعد الإعلان الرسمي عن مقتله؛ بل قامت بإرسال وفد رسمي بقيادة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية للمشاركة في الجنازة رغم التحذيرات الواسعة من خسارة ثقة الجانب المصري كنتيجة لهذه الزيارة التي تعد تهربا حمساويا من تعهداتها بعدم زيارة هنية لطهران و بيروت في هذه الفترة .

يرتبط نظام الملالي بعلاقات وثيقة مع كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحماس حيث يعد سليماني مهندس هذا التقارب، إلا أن علاقة الحليفين على الصعيد السياسي لم تكن على ما يرام نتيجة موقف المكتب السياسي لحماس سنة 2011 والذي فضل الاصطفاف إلى جانب الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد الحليف الأول لإيران.

مشاركة حماس في جنازة سليماني ساهمت في فتح ثغرة في جدار العزلة السياسية المفروضة عليها، حيث عقد هنية ووفده مباشرة أثر انتهاء مراسم التشييع سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين الإيرانيين على رأسهم إسماعيل قاني خليفة سليماني في قيادة فيلق القدس وهرم السلطة علي خامنئي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية بإيران .

ووفقًا لمصادر داخل حماس، فإن قيادات الصف الأول سعيدة بمخرجات هذه اللقاءات فحتى وإن لم ينجح وفد هنية في الحصول على وعود نصية بمزيد الدعم و التنسيق، فقد أبدت طهران استعدادها الكامل لتمويل الحركة، لهذا تفكر هذه القيادات في برمجة زيارة أخرى لرئيس مكتبها السياسي لطهران لجني ثمار الزيارة الأولى .

حرص حماس على التودد للنظام الإيراني، يطرح أكثر من سؤال حول إمكانية عودة العلاقات إلى سابق عهدها من الالتزام الكامل والتحالف الاستراتيجي، أم أن التحالف الجديد سيكون مقتصراً على تلقي الدعم المالي والعسكري؟

مراد سامي

كاتب فلسطيني