حماس تستعد لاستئناف العلاقات مع دمشق بعد عقد من القطيعة

رئيس المكتب السياسي لحماس يصل إلى بيروت في زيارة تقول الحركة إنها خاصة بلبنان حيث سيلتقي مسؤولين لبنانيين وقادة كبار من حزب الله وقادة الفصائل الفلسطينية في المخيمات.
بصمة إيرانية تطبع عودة العلاقات بين دمشق وحماس

غزة - قال مصدران في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية إن الحركة قررت استئناف علاقاتها مع سوريا بعد عشر سنوات من مقاطعة قيادتها دمشق بسبب معارضتها لحملة الرئيس السوري بشار الأسد على انتفاضة ضد حكمه، فيما تزامن هذا الإعلان مع وصول رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية إلى بيروت حيث من المقرر أن يلتقي قيادات من حزب الله حليف الرئيس السوري بشار الأسد

وقال مسؤول بالحركة طلب عدم الكشف عن هويته إن "الطرفين عقدا لقاءات على مستويات قيادية عليا لتحقيق ذلك، فيما ذكر مسؤولان آخران أن حماس "اتخذت قرارا بالإجماع لإعادة العلاقة مع سوريا".

وأيد زعماء حماس علنا الانتفاضة التي استهدفت الإطاحة بحكم أسرة الأسد وغادروا مقارهم في دمشق. وأثار ذلك غضب إيران حليفهما المشترك.

واستؤنفت العلاقات بعد ذلك بين حماس وإيران وأشاد مسؤولون من الحركة بالجمهورية الإسلامية لمساعدتها في إعادة بناء ترسانتها للصواريخ بعيدة المدى في غزة والتي يستخدمونها في قتال إسرائيل. ويبدو أن استئناف العلاقات مع دمشق يأتي بترتيبات من إيران وحزب الله.

اسماعيل هنية في زيارة خاصة لبيروت
اسماعيل هنية في زيارة خاصة لبيروت

وأعلنت حماس كذلك أن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية الذي وصل اليوم الثلاثاء إلى العاصمة اللبنانية بيروت على رأس وفد قيادي من الحركة في زيارة رسمية تستمر عدة أيام، سيلتقي المسؤولين والقيادات اللبنانية وقيادات الفصائل الفلسطينية ويلقي كلمة أمام المؤتمر "القومي الإسلامي" في دورته الـ31 المنعقد في بيروت.

وقال المتحدث باسم حماس جهاد طه إن زيارة هنية الحالية هي "زيارة خاصة بلبنان"، موضحا أنه سيلتقي المسؤولين والمرجعيات اللبنانية وقادة الفصائل والفعاليات الشعبية الفلسطينية، وليس لأي شأن آخر.

وأكد مصدر في الحركة أنه من المقرر أيضا أن يجتمع هنية مع قيادات كبيرة في حزب الله اللبناني لبحث تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية والتوترات الحاصلة بين لبنان وإسرائيل، إلى جانب التنسيق المشترك بين الجانبين.

وتأتي زيارة هنية لبيروت وقرار حماس استئناف العلاقات مع دمشق بعيد توترات خطيرة في القدس كادت تفجر أسوأ موجة عنف في الأراضي المحتلة هذا العام. كما تأتي هذه التطورات بينما تشهد إسرائيل التي توجه من حين إلى آخر ضربات صاروخية لمقرات حماس، أزمة سياسية مع انهيار الائتلاف الحكومي المكون من ثمانية أحزاب ودخولها مرحلة حل الكنيست (البرلمان) للتمهيد لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة قد تعيد خلط الحسابات مجددا وتعيد إلى الواجهة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو الأكثر تطرفا والذي خاضت تل أبيب في عهده حربا دموية مع حماس.