حماس لا ترى فارقا بين نشر قوات دولية واحتلال جديد لغزة
غزة - جدّدت حركة حماس رفضها لما تعتبره استبدال احتلال بآخر من خلال نشر قوات دولية في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب التي تشنها إسرائيل، لكنها أكّدت أنها لا تعارض هذا التوجه، الذي طرحته الولايات المتحدة، في حال كانت مهمتها تحرير فلسطين.
وقال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية أسامة حمدان "إذا كانت هناك قوات تريد إنهاء الاحتلال أهلا وسهلا بها، أما أن تأتي قوات بديلة عن الاحتلال فالسؤال: من قال إن الفلسطينيين يريدون استبدال الاحتلال الصهيوني باحتلال آخر؟".
وفي الأسابيع الأخيرة جرى الحديث إعلاميا حول مقترح أميركي لإمكانية قدوم قوات دولية إلى قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وفي 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية بأن مبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكغورك كان قد التقى مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت وبحث معهما من بين أمور أخرى أن يكون من يسيطر على غزة في اليوم التالي للحرب هي قوة دولية.
ووافقت إسرائيل على المقترح الأميركي بنشر قوات دولية في القطاع الفلسطيني بعد انتهاء الحرب، لكن ما يعرف بـ"مستقبل غزة" لا يزال محلّ خلاف بين واشنطن والدولة العبرية، في ظل الرفض الدولي لإعادة احتلال القطاع.
وفي شأن آخر قال القيادي في حماس إن "القيادة الفلسطينية أمر ليس حكرا على أحد وينبغي أن لا يكون حكرا على أحد"، مضيفا "لن تكون الحركة يوما من يحتكر الحكم وعلى العكس حماس منذ أن انطلقت قدمت مبادرات عديدة أولها عام 1988 وتضمنت أن تكون القيادة الفلسطينية منتخبة انتخابا حرا ومباشرا في الأراضي الفلسطينية المحتلة والخارج".
وأردف "ما زال هذا موقفنا وهذا ما توصلنا إليه عبر اتفاق بين كل القوى الفلسطينية عام 2017 تضمن إجراء انتخابات للمجلسين الوطني والتشريعي والرئاسة وجرى التأكيد على هذا الموقف في اتفاق آخر عام 2021 تم خلاله تحديد مواعيد لإجراء هذه الانتخابات".
وأشار إلى أن "الانتخابات تعطلت بسبب التعنت الإسرائيلي"، مشيرا إلى رفض تل أبيب إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة.
وزاد "في كل الأحوال نعتقد أن القيادة الفلسطينية ليست حكرا على أحد، بل هي قرار وطني شعبي يأتي من خلال صناديق الاقتراع والانتخابات الحرة والنزيهة".
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2017 وقعت حركتا فتح وحماس اتفاقا للمصالحة الفلسطينية بالعاصمة المصرية القاهرة نصّ على أن تشرف حكومة الوفاق الوطني على إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وأن يتم إجراء انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني بالخارج، لكن لم يتم تنفيذ الاتفاق بسبب خلافات وقعت بين الحركتين لاحقا.
وفيما يتعلق بمستقبل قطاع غزة وإن كان يمكن تجاوز حركة حماس في تحديده، قال حمدان "كل الذين يتحدثون عن غزة بدون حماس يقفزون إلى استنتاج أن إسرائيل تنجح في مغامرتها العسكرية. نحن نقول أن الدولة العبرية لن تنجح ومظاهر فشلها بهذه المغامرة واضحة".
وأضاف "الجانب الوحيد الذي حقق فيه الإسرائيلي إنجازا هو قتل أكثر من 20 ألف مواطن معظمهم من النساء والأطفال. هذا ليس نجاحا والذي ينجح حتى الآن هو الشعب الصامد والمقاومة الفاعلة بمواجهة الاحتلال".
"لا نحتاج وصاية ولا نقبلها من أحد، لا كحماس ولا كفلسطينيين".
وشدد على أن "مستقبل غزة وكل فلسطين يرسمه أبناء الشعب الفلسطيني وبالتالي لا نحتاج وصاية ولا نقبل وصاية من أحد، لا كحماس ولا كفلسطينيين"، مؤكدا أن "من يقرر شكل وطبيعة الإدارة والقيادة الفلسطينية والشأن الداخلي هم الفلسطينيون وسوى ذلك لا يمكن أن نقبل".
وأكمل القيادي "لن نقبل شخصا يأتينا ويقول إنه مشروع لأنه يركب دبابة إسرائيلية أو يحتمي بمظلة أميركية. من يصنع الشرعية هو الشعب الفلسطيني".
وفيما يتعلق بتصريح متحدث الحرس الثوري الإيراني رمضان شريف، الذي تراجعت طهران عنه لاحقا، بأن عملية طوفان الأقصى كانت ضمن الرد على اغتيال القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني قال حمدان إن "الهجوم عملية فلسطينية تخطيطا وإعدادا وتنفيذا واشتباكا مع العدو وقائد الثورة الإيرانية أعلن تأييده لها باعتبارها خطوة باتجاه تحرير فلسطين".
وأضاف "التصريح الذي صدر عن المتحدث باسم الحرس الثوري جرى التعليق عليه مباشرة وتوضيحه من قائد الحرس الذي أكد على موقف قائد الثورة الإيرانية" وتابع "الموقف الإيراني يؤيد مقاومتنا ويؤيد شعبنا. نحن نعتقد أن هناك تصريحا وقع خلل فيه وتم تصويبه".
وأشار إلى أن "هذا التصويب لا يعني بحال من الأحوال التغاضي عن الدور الذي لعبه الحرس الثوري ولاسيما قاسم سليماني بدعم المقاومة في فلسطين ليس حماس فقط وإنما كل المقاومة. هذا أمر مقدر ولكن هناك فارق بين أن نقدر الأمور كما هي وأن تخرج أخطاء تحتاج لمعالجة وبين الحلفاء المعالجات سهلة".
وفيما يتعلق بمفاوضات وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، قال حمدان "نتلقى بعض المبادرات من الوسطاء ومنهم الأشقاء في قطر ومصر، وهناك بعض الأطراف الأخرى التي تتصل وتتحدث عن بعض المقترحات"، مضيفا "لدينا موقف واضح ومحدد، أن أصل المشكلة هو العدوان الإسرائيلي على غزة وليست قضية الأسرى".
وتابع "قضية الأسرى نتاج طبيعي لهذا العدوان وبالتالي لا يمكن الذهاب للتفاصيل قبل البدء بأصل الموضوع وهو وقف العدوان على شعبنا. إذا توقف القصف ودخلت الإغاثة وتحقق للشعب ما يريده من إنهاء للحصار عند ذلك يصبح الحديث عن قضية الأسرى أمر طبيعي".
وذكر أن "الكل يعرف أننا نريد صفقة لتبادل الأسرى وهذا ليس سرا ولكن هذا التبادل لا يمكن أن يتم والعدوان لا زال مستمرا"، مشددا على أنه "ليس هناك رفض للأفكار وإنما هناك أفكار عديدة تطرح ونحن نناقشها طالما أن الأمور بدائرة النقاش".
ورفض حمدان الحديث عن تفاصيل هذه المبادرات، قائلا "نفضل عدم التحدث عن تفاصيل لأن ما سأقوله اليوم قد يتغير غدا نتيجة النقاش. عندما نصل إلى صيغة سيتم الإعلان عنها".
وأضاف "الإطار العام الذي نطالب فيه وقف العدوان وإدخال الإغاثة وفتح المعابر والتفاوض على قضية الأسرى. هذا التسلسل الطبيعي".
وحول العلاقة مع حزب الله ودوره في الحرب وصفها بـ"جيدة"، مضيفا "لن نضع أنفسنا في يوم موضع من يقيّم ما تفعله الجماعة اللبنانية".
وزاد "جيد أن الحزب يحاول مد يد المساعدة ويقاوم من جنوب لبنان باتجاه شمال فلسطين ويقدم شهداء وتتعرض بيوت عائلاته وجمهوره للقصف اليومي من الاحتلال".
وتابع "كل ذلك تضحيات مقدرة وأعتقد أن ما يفعله حزب الله أثر على قدرة الجانب الإسرائيلي، فبدلا من أن يوجه كامل طاقته ضد غزة هو مضطر أن يوزع جزء منها باتجاه شمال فلسطين".
وأكد القيادي في حماس على أن حركته "لا تحدد ما هو المطلوب من أحد وما الذي يجب أن يفعله"، مضيفا "نحن نطلب من الجميع أن يفعل ما يستطيع وما يراه مناسبا".
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ نحو 3 أشهر حربا على غزة خلّفت حتى مساء الخميس أكثر من 21 ألف قتيل و55 ألفا و603 مصابين معظمهم أطفال ونساء ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.