حماس لا تزال تسعى لإبرام اتفاق مع إسرائيل رغم اغتيال أبناء هنية

إسماعيل هنية يؤكد أن مصالح الشعب الفلسطيني مقدمة على أي شيء اخر متهما إسرائيل بالمماطلة.

غزة - قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس الخميس إن الحركة لا تزال تسعى إلى إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن بعدما قتل هجوم إسرائيلي ثلاثة من أبنائه في غزة.
وأضاف عندما سُئل عما إذا كان مقتلهم سيؤثر على المحادثات "شعبنا الفلسطيني مصالحه مقدمة على أي شيء وأبناؤنا وأولادنا هم جزء من هذا الشعب وجزء من هذه المسيرة"، وذلك خلال تلقيه التعازي في قطر.
وذكر "نحن نسعى إلى ذلك (اتفاق)، ولكن حتى هذه اللحظة، العدو الصهيوني يماطل ويتهرب من الاستجابة للمطالب لتقديم الاستحقاق المطلوب للتوصل لاتفاق".
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية الخميس إن القوات الإسرائيلية نفذت الهجوم الأربعاء دون استشارة كبار القادة أو الزعماء السياسيين مما يغامر بتعقيد جهود تحرير الرهائن الذين ما زالوا في غزة.
وقال عوفري بيباس ليفي الذي أُسر شقيقه ياردن بيباس مع زوجته وطفليه الصغيرين خلال الهجوم الذي قادته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول "لا أمل لدي غير ألا يؤثر هذا على المفاوضات. آمل ألا يجعل هذا حماس تضع شروطا أشد على الاتفاق".
وتواجه الحكومة الإسرائيلية ضغوطا متزايدة من عائلات الرهائن الإسرائيليين البالغ عددهم 133 لضمان فك أسرهم. والمحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر لم تتوصل بعد إلى اتفاق.
وقال عبداللطيف القانوع المتحدث باسم حماس في بيان "مفتاح أي اتفاق مع الاحتلال ينطلق من وقف دائم لإطلاق النار وأبرز أولوياتنا في العملية التفاوضية المستمرة عودة النازحين بلا قيود وانسحاب كامل للقوات من قطاع غزة". مضيفا "دون ذلك لن يتم (الاتفاق)".

مفتاح أي اتفاق مع الاحتلال ينطلق من وقف دائم لإطلاق النار

وتواجه حكومة نتنياهو انتقادات متزايدة أيضا من الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، لسير حملتها العسكرية وتسلسل القيادة في تحقيق أهدافها.
وكان الدافع وراء ذلك هو ارتفاع عدد القتلى المدنيين الفلسطينيين الذي تفاقم في الآونة الأخيرة بسبب قصف أودى بحياة عمال إغاثة أجانب وفلسطينيين في غزة.
وذكر موقع والا الإخباري الإسرائيلي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت لم يعلما سلفا بالضربة الجوية التي تمت الأربعاء بتنسيق بين الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (شين بيت).
ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن أمير ومحمد وحازم هنية جرى استهدافهم لأنهم اعتبروا مقاتلين وليس لأنهم أبناء الزعيم السياسي لحماس. ولم يعلق الجيش على تقارير بشأن مقتل أربعة من أحفاد هنية في العملية ذاتها.
وقال هنية (61 عاما) إن أبناءه لم يكونوا مقاتلين. وأضاف "هذه ادعاءات كاذبة وتبرر هذه المجزرة وهذه الجريمة". وتابع "هؤلاء كانوا في يوم عيد كانوا في زيارة الأرحام".
ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" المحافظة عن مسؤولين عسكريين لم تذكر أسماءهم قولهم إن الهجوم نُفذ وفقا للإجراءات، لكنهم قالوا إن هناك شكوكا حول ما إذا كان يجب ضرب مثل هذا الهدف الحساس دون استشارة القيادات العليا أولا.
ووصفت صحيفة هاآرتس اليسارية التي تنتقد بشدة نتنياهو وحكومته، قتل أبناء هنية وأحفاده واغتيال ضباط إيرانيين بارزين الأسبوع الماضي في دمشق بأنها "أعمال عدوان استباقية الهدف منها إحباط أي فرصة لإبرام اتفاق رهائن".
وجاء تنفيذ الهجوم بعد أيام من طرد ضابطين بسبب سوء التقدير وانتهاك إجراءات سير العمل في هجوم على قافلة مساعدات في غزة أدى إلى مقتل سبعة من عمال الإغاثة. وتصاعدت المناشدات الدولية بوقف إطلاق النار مع دخول الحرب شهرها السابع لكن هذا لم يؤثر كثيرا على تقدم المحادثات. وتطالب حماس بإنهاء الهجوم الإسرائيلي وسحب القوات الإسرائيلية والسماح للنازحين من غزة بالعودة إلى ديارهم.
وتريد إسرائيل ضمان عودة الرهائن لكنها تقول إنها لن تنهي الحرب حتى تقضي على القوة العسكرية لحماس، وإنها ما زالت تخطط لاجتياح مدينة رفح في جنوب القطاع التي يحتمي فيها أكثر من مليون مدني.