حماية استثنائية لأكثر من مليوني مسلم يؤدون مناسك الحج

أكثر من 1.8 مليون مسلم أجنبي وصلوا الثلاثاء إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك الحج في مدينة مكة المكرمة.

مكة المكرمة - يبدأ نحو 2.5 مليون مسلم الجمعة أداء مناسك الحج في مدينة مكة المكرمة غرب السعودية، قادمين من مختلف بقاع الأرض، وسط تصاعد للتوترات في منطقة الخليج.

وبدأ الحجاج المسلمون بالتدفق من كل أنحاء العالم للقدوم إلى مدينة مكة المكرمة لأداء فريضة الحج.

وبحلول ظهر الثلاثاء، وصل أكثر من 1.8 مليون حاج أجنبي بحسب السلطات السعودية لأداء المناسك.ومن المتوقع أن يتجاوز العدد الكامل للحجاج الوافدين هذه السنة مع الحجاج المقيمين في المملكة 2.5 مليون.
وأفادت وزارة الداخلية السعودية في رسم تحليلي بحسابها الموثق على تويتر، أن عدد القادمين لأداء مناسك الحج من الخارج عبر المنافذ الجوية والبرية والبحرية حتى عصر الثلاثاء بلغ مليونا و803 آلاف، و228 شخصا. 

وأوضحت أن عدد القادمين عن طريق الجو بلغ مليونا و692 ألفا، و117 شخصا، فيما قدم عن طرق البر 93 ألفا، و861 حاجا، وعبر البحر 17 ألفا و250. 

ويشكل الحج تحديا أمنيا ولوجستيا للسلطات السعودية، التي عززت الإجراءات الأمنية في مكة وتم تحديد الزائرين، بالإضافة إلى حشد عشرات الآلاف من رجال الأمن وكاميرات لمراقبة كل منطقة في مكة.

ويأتي الحج هذا العام في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدا للتوترات بين واشنطن وطهران، خاصة في الخليج بعد سلسلة هجمات استهدفت ناقلات نفط وأخرى بطائرات مسيرة.

وتفاقم الوضع مع تعرض ناقلات نفط في الخليج لهجمات اتّهمت الولايات المتّحدة إيران بالوقوف خلفها رغم نفي طهران، وسط تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز على خلفية العقوبات الأميركية عليها.

وأعلنت السعودية، الثلاثاء، أن سماء مكة المكرمة تحت الحماية العسكرية طوال أداء مناسك الحج في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة.
وقال قائد منطقة الطائف ووحدات القوات المسلحة المشاركة في مهمة الحج، اللواء محمد مشبب القحطاني، إن "سماء منطقة مكة المكرمة محمية من أي أهداف عسكرية، عبر منظومات الدفاع الجوي التي تمتلك قدرات عالية لاعتراض وتدمير أي هدف معاد".
وأوضح أن "القوات الجوية السعودية تتعاون مع القوات الأمنية الأخرى، في مراقبة حركة الحجاج وحمايتهم".
وأضاف ان "القوات المسلحة تساهم بوحدات إبطال المتفجرات وأسلحة الدمار الشامل، وتطهير المصابين من تلك المواد، وتأمين حركة الحشود داخل الحرم، وهي في أهبة الاستعداد طوال موسم الحج".

والأحد الماضي، شاركت قوات الأمن السعودية في عرض عسكري في مكة المكرمة في الوقت الذي بدأ فيه المسلمون من مختلف أنحاء العالم التوجه صوب المدينة المقدسة لأداء فريضة الحج التي تبدأ هذا العام في التاسع من أغسطس/آب، ويقيم غالبيتهم حاليا في مكة في حين ينتظر البعض في المدينة المنورة للتوجه إلى مكة قبيل بدء موسم الحج بقليل.

واشتملت التدريبات على أساليب التصدي لمهاجمين مسلحين واحتواء الحرائق. ويقام التدريب سنويا ضمن الاستعدادات لضمان سلامة الحجاج.

وتتوجه أنظار العالم الإسلامي يوم الجمعة إلى مكة المكرمة، حيث تبدأ مشاعر الفريضة الأعظم لدى المسلمين قبل حلول عيد الأضحى المبارك الأحد 11 أغسطس.

ولا يسمح بدخول غير المسلمين إلى المدينة المقدسة التي تضم المسجد الحرام وفيه الكعبة.

وجاء سوبار (40 عاما) من أندونيسيا، وارتدى طربوشا أحمر اللون، مؤكدا "هذه المرة الأولى التي أشعر فيها بأمر بهذه القوة. شعور عظيم".

ويعدّ الحج من أكبر التجمعات البشرية سنويا في العالم. ويشكل أحد الأركان الخمسة للإسلام وعلى من استطاع من المؤمنين أن يؤديه على الأقل مرة واحدة في العمر.

وبالنسبة للأوغندي ليكو أبيبو الذي يعمل ميكانيكيا "نحن تجمعنا هنا جميعا لذات السبب (..) الإسلام يوحدنا".

ويؤكد الحاج الهندي نورول جمال وهو متقاعد يبلغ من العمر 61 عاما "يوجد كل شعوب العالم وكل اللغات. لا توجد أي فروق بيننا".

وتجاوزت درجات الحرارة الأربعين درجة مئوية، وحمل بعض الحجاج في مكة المظلات في محيط المسجد الحرام.

وتم تجهيز المشاعر المقدسة بأعمدة تعمل على رش رذاذ الماء المبرد للتخفيف من وطأة الحر.

ويقول كمال بوسليماني (57 عاما) من الجزائر إن "المساجد مكيفة والمياه موجودة، تحتاج فقط إلى حماية نفسك من الشمس".

ويؤدي الحجاج الطواف حول الكعبة مع بداية الشعائر، ثم يقومون بالسعي بين الصفا والمروى قبل ان يتوجهوا إلى منى في يوم التروية، ومنها إلى عرفات على بعد عشرة كيلومترات.

ويطلق مسمى "يوم التروية" على اليوم الذي يسبق الوقوف في جبل عرفات لان الحجيج كانوا يتوقفون تاريخيا في منى للتزود بالمياه ولتشرب الحيوانات التي كانوا يركبونها.

وبعد يوم الوقوف في عرفات، ينزل الحجاج إلى منطقة مزدلفة في ما يعرف بالنفرة، ويجمعون الحصى فيها لاستخدامها في شعيرة رمي الجمرات. وفي اليوم الأول من عيد الأضحى، يقوم الحجاج بالتضحية بكبش ويبدأون شعيرة رمي الجمرات في منى.

ويأتي الكثير من الحجاج قبل بدء مناسك الحج، ويتوافدون لزيارة المسجد الحرام والكعبة والصلاة هناك.

ويأتي الحجاج في مجموعات إلى مكة بقيادة مرشدين يحملون لافتات بلدانهم، بينما يقوم رجال أمن سعوديون بتوجيه المجموعات.

وعند مدخل المدينة هناك ازدحام شديد في حركة المرور مع تلوث شديد للهواء. ويرتدي الكثير من الحجاج أقنعة جراحية تقيهم من التلوث.

وبين مواقيت الصلاة، يتجول الحجاج في محلات تجارية متنوعة في مكة.

وبالإضافة إلى الحج، يمكن للمسلمين زيارة مكة طوال العام وأداء العمرة.