حمدة السعيدي يدعو محبي الفن إلى 'عالم العجائب'

الفنان التشكيلي يمزج بين الواقع والخيال من خلال لوحات فنية يخرج فيها عن القواعد المعتادة.

تونس - يمزج الفنان التشكيلي حمدة السعيدي في معرضه "عالم العجائب" بين الواقع والخيال من خلال لوحات فنية متنوعة يخرج فيها عن القواعد المعتادة، حيث تتغير طرق التلقي لتنقلب رأسا على عقب.

وتحل أعمال السعيدي لأول مرة في رواق ألكسندر روبتزوف بالمرسى، في معرض يتواصل من الثامن إلى التاسع والعشرين من يونيو/حزيران الجاري، ويقدم من خلاله الفنان رؤيته المتفردة للعالم، وذلك بعد عدة معارض في مدينة تونس العتيقة وفي قابس بالجنوب التونسي.

ودعا السعيدي من خلال صفحته بفيسبوك أصدقاءه ومحبي الحياة والفن والألوان لزيارة معرضه "عالم العجائب"، متوجها بالشكر لكل من حضر افتتاح هذا المعرض الشخصي، قائلا "دعمكم وتشجيعكم لمسني بعمق.. ولمن لم يتمكن من الحضور يستمر المعرض حتى التاسع والعشرين من يونيو/حزيران.. لا يزال أمامك الوقت لتأتي وتكتشفه..".

يشكل الفنان باعتماد أدوات تستعمل يوميا في المنزل على غرار الحبل وملقط الغسيل، لوحات مبهرة يتداخل فيها الأعلى بالأسفل ويحاول الناظر تتبع هذه الأشكال محاولا فهم المنطق الذي ارتكز عليه الفنان في تشكيل هذا العمل أو ذاك، ساعيا إلى سبر أغوار ما يشاهد، والوقوف على الواقع من الخيال. إنها لعبة بصرية تكشف عن رسم حر ومتحرر من كل القيود الممكنة.

ويراوح الفنان في هذه الإبداعات البصرية بين عالمي الإنسان والحيوان، بل يتعايش فيها العالمان على اختلاف طبيعة الكائنات سواء كانت برية أو بحرية أو برمائية أو جوية (طيور – أسماك - دجاج...).

وتعكس اللوحات قدرة الفنان على التلاعب بأشكال تجمع بين عالم غريب فيه الكثير من الفنتازيا، إذ يخلق حوارا غريبا بين كائنات تتأرجح بين الحيوانية والإنسانية ترنو إلى الالتحام في جسد واحد وهي في الآن ذاته تتحرك في مجال واسع لا حدود له، وذلك نقلا عما نشر بوكالة تونس أفريقيا للأنباء.

كما يستحضر حمدة السعيدي في بعض اللوحات راقصات الباليه والفنان المهرج وعديد الشخصيات ذات اللباس المزركش والألوان المشرقة، ليصنع منها لوحات مميزة، وبورتريهات ذات قسمات لا تخلو من التأمل والحزن والغارقة أحيانا في حالة من الحلم والرغبة في تحقيق الذات بشتى الطرق التعبيرية.

والفنان التشكيلي حمدة السعيدي المولود سنة 1979 في قرية طنبار من ولاية قبلي أين زاول دراسته الابتدائية والثانوية، تحصل على الباكالوريا رياضيات سنة 2000 ثم درس الفنون الجميلة بنابل وحاز الأستاذية في اختصاص الحفر الفني، ثم تابع دراسته في تونس العاصمة وتحصل سنة 2017 على الدكتوراه في علوم وتقنيات الفنون الجميلة. وتولى التدريس في المعهد العالي للفنون الجميلة بنابل ثم في المعهد العالي للفنون والحرف بتطاوين وحاليا في المعهد العالي للفنون والحرف بقابس.