حملة 'أيادي بيضاء' في المغرب تنتفض على الخمور المغشوشة

السلطات المغربية تخوض حملة واسعة لمحاربة الخمور المغشوشة أو المنتهية الصلاحية المضرة بالصحة في المطاعم والحانات، وتقوم بتوقيف بعض أهمّ مروجيها.

حملة 'الأيادي البيضاء' تتم تحت إشراف المدير العام للأمن الوطني والمخابرات الداخلية
أزمة كورونا تسببت في تضرر المطاعم والعلب الليلية والمقاهي

الرباط - تخوض السلطات المغربية منذ نهاية آب/أغسطس الفائت حملة واسعة لمحاربة الخمور المغشوشة أو المنتهية الصلاحية التي تقدمها مطاعم وحانات في مدن عدة، وقد أسفرت عن توقيف بعض أهمّ مروجيها وإغلاق عدد من المطاعم.
ونفذت السلطات في إطار هذه الحملة "417 عملية مراقبة مباغتة" في مختلف المدن المغربية ما بين 31 آب/أغسطس و22 أيلول/سبتمبر، مكّنت من ضبط أكثر من 1,2 مليون قنينة كحول وإغلاق 87 مطعماً وتوقيف 45 شخصا، بحسب ما أفادت المديرية العامة للأمن الوطني.
وأطلقت وسائل الإعلام المحلية على هذه الحملة تسمية "الأيادي البيضاء" أو "عملية باخوس"، نسبة إلى إله النبيذ في الميثولوجيا الرومانية، وهي تستهدف ضبط الخمور المزورة وكذلك تلك المستوردة من الخارج بشكل غير قانوني، فضلا عن دَهم مستودعات سرية.
 وأتلفت الشرطة بواسطة جرافة الثلاثاء أكثر من 20 ألف قنينة خمور منتهية الصلاحية أو تحمل ملصقات جمركية مزورة، في إحدى ضواحي الدار البيضاء (غرب) العاصمة الاقتصادية للمملكة، بحضور وسائل الإعلام المحلية.

لا شيء يوقف جشع أرباب بعض المطاعم والعلب الليلية

وكانت عملية مماثلة أسفرت عشية ذلك عن إتلاف نحو 60 ألف قنينة "منتهية الصلاحية أو تم تزويرها" ضبطت في مطاعم بمدينة مراكش (جنوب) العاصمة السياحية للمملكة، بحسب المديرية العامة للأمن. بينما أغلق نحو 12 مطعما في طنجة (شمال) إثر عمليات مراقبة الأربعاء والخميس.
وكانت هذه العمليات قد بدأت في الدار البيضاء على إثر احتجاجات زبائن مطاعم عبر مواقع التواصل الاجتماعي على تغريمهم 300 درهم (نحو 30 دولار) لعدم وضعهم الكمامات الواقية التي فُرضّت إلزاميا في المغرب منذ نيسان/أبريل للتصدي لوباء كوفيد-19.
وشدّد هؤلاء على أن القانون يعفي زبائن المقاهي والمطاعم من وضع الكمامات أثناء تناول الطعام أو الشراب.
وتوالت مذّاك عمليات مراقبة المطاعم التي تنفذها الشرطة والجمارك والمصالح الصحية في الإدارة المحلية لعدد من المدن.
ويعد مروج الخمور سعيد بوقنوف من أبرز الموقوفين على إثر هذه العمليات، إذ تصفه وسائل الإعلام المحلية بـ"بارون الخمور في المغرب". وهو حاليا رهن التوقيف الاحتياطي منذ 8 أيلول/سبتمبر، ويعد من أبرز موزعي الخمور في المملكة من خلال متاجر وحانات ومستودعات تخزين عدة.
وكشفت الحملة ضد الخمور المغشوشة "المضرة بالصحة العمومية" النقاب أيضا عن "بؤر للفساد المالي" و"شبكات ترويج أموال غير مشروعة" و"صناديق سوداء" تديرها "مافيا"، بحسب وسائل إعلام محلية.
وقال موقع "لو360" المعروف بقربه من السلطات إن "لا شيء يوقف جشع أرباب بعض المطاعم والعلب الليلية". ونشر الموقع مقالات تنوه بحملة "الأيادي البيضاء"، مشيرا إلى أنها تتم تحت إشراف المدير العام للأمن الوطني والمخابرات الداخلية عبد اللطيف حموشي شخصيا.
وكشف الموقع نفسه بعض طرق الغشّ التي تلجأ إليها بعض العلب الليلية ومنها "استعمال حقن خاصة لإفراغ قناني خمور لتملأ بعد ذلك بكحول رديئة"، بينها "فودكا بلغارية يعافها حتى المتشردون في بلدان أوروبا الشرقية".
ونبه موقع "لوديسك" في المقابل إلى أن "حملة التطهير هذه (...) تثير مخاوف في أوساط مهنيي القطاع المتضرر أصلا بسبب تداعيات أزمة كوفيد-19".
وأصابت الأزمة المطاعم والعلب الليلية والمقاهي في مقتل حيث أغلق العديد منها، بعد توقفها الاضطراري بسبب الحجر الصحي لثلاثة أشهر والقيود المفروضة بعد تخفيفه، فضلا عن استمرار إغلاق الحدود منذ آذار/مارس في وجه السياح الأجانب.