حملة التشويه والأكاذيب لا تمنع الإمارات من إغاثة السودانيين

أبوظبي تعلن عن تخصيص 28 مليون دولار لمعالجة الأزمة الإنسانية في السودان ودول مجاورة.
الإمارات تموّل المبادرات الصحية في السودان بـ8 ملايين دولار
أبوظبي تجدد التزامها بالتضامن مع الشعب السوداني

أبوظبي - لم تمنع حملة التشويه والمزاعم التي روجت لها قيادة الجيش السوداني، الإمارات من تقديم دعم إغاثي سخي للمساعدة في تخفيف الأزمة الإنسانية في السودان والتي وصفتها منظمات دولية وأممية بأنها غير مسبوقة.
وهذه المبادرة لم تكن استثناء في سياق مبادرات أوسع قامت بها أبوظبي في عدة مناطق تشهد نزاعات وذلك ضمن سياسة الدعم الانساني المتواصلة من السلف إلى الخلف والتي تتجاهل الإساءات وحملات التشويه والتضليل وتركز على مد يد العون للمتضررين من الحروب بغض النظر عن جنسياتهم ودياناتهم وانتماءاتهم.

وتأتي هذه المبادرة الإنسانية في إطار الجهود التي بذلتها أبوظبي منذ اندلاع النزاع للتخفيف من حدة الكارثة الإنسانية، بالتوازي مع مساعيها لوقف الحرب والدفع إلى الحوار من أجل الوصول إلى حلول توافقية دون الانحياز إلي أي طرف من طرفي النزاع.

ودحضت الإمارات بالدليل القاطع كافة أكاذيب البرهان وأعضاء حكومته بتسليح قوات الدعم السريع، فيما وُصفت هذه الاتهامات بـ"السخيفة" خاصة وأنها تتزامن مع حالة الارتباك التي تعصف بالجيش السوداني بعد تفاقم خسائره سواء على الميدان أو في الأرواح.

وأعلنت الإمارات اليوم الخميس تخصيص 28 مليون دولار أميركي لمعالجة الأزمة الإنسانية في السودان ودول مجاورة.

ويأتي الدعم الإماراتي لمساعدة السودان على مواجهة الأزمة الإنسانية في إطار اتفاقيتين وقعهما من جانب الإمارات سلطان الشامسي مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والمنظمات الدولية، وعن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة مارك مانلي، رئيس إدارة علاقات المانحين وحشد الموارد، وذلك في مقر المفوضية في جنيف، وفق وكالة أنباء الإمارات الرسمية "وام"، الخميس.
وقالت الوكالة إن أبوظبي "أبرمت مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اتفاقية، تقدم من خلالها دولة الإمارات 20 مليون دولار أميركي لدعم العمليات الإنسانية للمفوضية في السودان والدول المجاورة".
وستساعد هذه المخصصات في "تحسين المأوى والرعاية الصحية والخدمات الأساسية لآلاف النازحين في كل من السودان وجنوب السودان".
وفي سياق متصل قالت الوكالة في بيان منفصل إن الإمارات "خصصت أيضا 8 ملايين دولار أميركي ضمن اتفاقية مع منظمة الصحة العالمية، ستمول المبادرات الصحية الهامة في السودان، والتي تهدف إلى التخفيف من الظروف القاسية التي يواجهها الشعب السوداني الشقيق".
ونقلت الوكالة عن لانا نسيبة مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية قولها إن "العمل الذي تقوم به منظمة الصحة العالمية في السودان ينقذ الأرواح كل يوم، ونعتقد أنه من الضروري دعم هذه المهمة المستمرة".
وأضافت "تتمتع الإمارات ومنظمة الصحة العالمية بشراكة طويلة الأمد، مما أفاد الشعوب في حالات الأزمات في جميع أنحاء المنطقة.. نحن ملتزمون بالتضامن مع الشعب السوداني الشقيق".
وتعد الاتفاقيتان "جزءا من التزام أوسع بقيمة 70 مليون دولار مخصص لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة في السودان، من خلال وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية"، وفق المصدر نفسه.
كما يمثل "جزءا كبيرا من تعهد دولة الإمارات الذي أعلنت عنه خلال مشاركتها في المؤتمر الإنساني الدولي للسودان والدول المجاورة الذي عقد في أبريل/نيسان الماضي والبالغ 100 مليون دولار.
والأحد، وقعت الإمارات اتفاقية مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، للمساهمة بـ25 مليون دولار في تقديم مساعدات غذائية طارئة لمتضررين من الحرب في دولتي السودان وجنوب السودان، حسب الوكالة الرسمية.

وكانت الإمارات سبّاقة في مدّ يد العون لكافة الدول التي عرفت أزمات وحروبا، فيما أولت المسألة الإنسانية أهمية بالغة ضمن جهودها للتخفيف من معاناة ضحايا الصراعات.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وحوالي 8.5 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
وحذر برنامج الأغذية العالمي السبت من "تزايد تداعيات أزمة السودان على البلدان المجاورة، مع هجرة أكثر من 2 مليون شخص خارج البلاد، وخاصة إلى تشاد وجنوب السودان".
وفي عام 2011، انفصلت جنوب السودان عن السودان، عبر استفتاء شعبي، وتشهد منذ 2013 حربًا أهلية بين القوات الحكومية والمعارضة اتخذت بُعدًا قبليا.