حملة تركية لتصفية الحزب الموالي للأكراد سياسيا

تركيز أجهزة الرئيس التركي الأمنية تنصب على حزب الشعوب الديمقراطي الذي بات يشكل رقما صعبا في المعادلة الانتخابية وثقلا سياسيا يثير انزعاج أردوغان.
أردوغان يضع المتمردين الأكراد وحزب الشعوب الديمقراطي في سلّة واحدة
هالة اعلامية ترافق الكشف عن مخابئ أسلحة لحزب العمال الكردستاني
أردوغان يلعب ورقة الترهيب والاستقطاب لإضعاف حزب الشعوب الديمقراطي

أنقرة - تحيط تركيا حملات أمنية ضد متمردي حزب العمال الكردستاني بهالة إعلامية حتى لو كانت عمليات محدودة من ضبط أسلحة وذخائر ضمن محاولات لتضخيم الحدث تحت مسمى مكافحة الإرهاب، فيما ينصب تركيز الأجهزة الأمنية على حزب الشعوب الديمقراطي تحديدا والذي تعتبره الحكومة التركية واجهة سياسية للمتمردين الأكراد.

ويبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يخوض معركة طويلة مع خصومه السياسيين خاصة الموالين منهم للأكراد أو المطالبين بالتعامل بعدل وشفافية مع الأقليات، بات أكثر توجس من حزب الشعوب الديمقراطي الذي شكل ولايزال ثقلا سياسيا في موازين القوى الانتخابية.

 ويشكل الأكراد نحو 20 بالمئة من إجمالي سكان تركيا ولذلك يعمل أردوغان منذ حصول حزب الشعوب الديمقراطي على نحو 10 بالمئة من الأصوات ودخوله البرلمان التركي، على تحجيم دوره واستقطاب جنوب شرق تركيا الخارج عن السيطرة الانتخابية والسياسية لحزب العدالة والتنمية.

 ووظّف أردوغان حالة الطوارئ وقانون الإرهاب بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في صيف العام 2016 لإضعاف الشعوب الديمقراطي من خلال الزج بعدد من رموزه وأعضائه في السجون ومن ضمنهم الزعيم السابق للحزب صلاح الدين دميرتاش ونواب جردوا من الحصانة ورؤساء بلديات خلعوا من مناصبهم.

وكان لافتا خلال الفترة الأخيرة تكثيف الأجهزة الأمنية لحملاتها على ما تقول إنها أوكار لحزب العمال الكردستاني.

وأعلنت ولاية 'وان' التركية عن ضبط أسلحة وذخائر قالت إنها تابعة لمنظمة 'بي كا كا' التسمية المختصرة لحزب العمال الكردستاني.

وأشارت في بيان اليوم الأربعاء إلى استمرار أعمال قوات الدرك الرامية للكشف عن أنشطة التنظيم. وقالت إن القوات نفذت عملية أمنية ضد 'بي كا كا' في ريف قضاء 'إباكيولو' بشرق البلاد "لتحديد مخابئ وأوكار الإرهابيين".

ودأبت قوات الأمن والجيش التركي على استهداف مواقع المنظمة التي تصفها أنقرة بالإرهابية وملاحقة عناصرها داخل البلاد وشمالي العراق.

وذكرت وكالة الأناضول الحكومية أن هذه التطورات تأتي ردا على هجمات إرهابية تنفذها المنظمة الانفصالية داخل تركيا بين الحين والآخر، مستهدفة المدنيين وعناصر الأمن والجيش.

وتخص تركيا اعتصاما أمام مقر حزب الشعوب الديمقراطي في ولاية دياربكر (شرق) بتغطية خاصة إذ تطالب أسر باستعادة أبنائها من حزب العمال الكردستاني، محملة الحزب الموالي للأكراد المسؤولية عن التحاقهم بصفوف المتمردين.   

وأعرب الرئيس التركي عن دعمه للأمهات المعتصمات في أكثر من مناسبة، فيما قالت وكالة الأناضول إن الوزراء والسياسيين وفنانين وصحفيين وكتاب ورياضيين ومنظمات مدنية ورجال دين وأفراد من كافة فئات المجتمع يدعمون الأمهات المعتصمات.

ويسعى أردوغان على ما يبدو لوضع المتمردين الأكراد وحزب الشعوب الديمقراطي في سلّة واحدة حتى يسهل عليه التخلص من ثاني أكبر حزب معارض هدد في وقت ما حظوظه في رئاسة تنفيذية بصلاحيات مطلقة.

وقد اعتقلت اجهزة أردوغان منذ سبتمبر/ايلول الماضي أكثر من 80 شخصية من حزب الشعوب الديمقراطي بتهم تقول مصادر من الحزب إنها كيدية وسياسية وتشمل تلقي تعليمات من حزب العمال الكردستاني لتأجيج احتجاجات كوباني في أكتوبر/تشرين الأول 2014 وهي الاحتجاجات التي قتلت فيها الشرطة التركية 31 من المتظاهرين الأكراد.