حميدتي رئيسا لتحالف 'تأسيس' تمهيدا لتشكيل حكومة السلام والوحدة

تحالف السودان التأسيسي يعلن عن تشكيل هيئة قيادية له برئاسة قائد قوات الدعم السريع، فيما عُين رئيس الحركة الشعبية - شمال عبدالعزيز الحلو نائبا له.

الخرطوم - أعلن تحالف السودان التأسيسي "تأسيس" اليوم الثلاثاء تشكيل هيئة قيادية له برئاسة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي"، ورئيس الحركة الشعبية - شمال عبدالعزيز الحلو نائبا له، فيما يرسل هذا الإعلان رسالة واضحة للوسطاء الإقليميين والدوليين بأن أي حل مستقبلي في السودان يجب أن يشتمل على دور أساسي لحميدتي وتحالفه.

ويعدّ هذا التكليف خطوة هامة على طريق تشكيل "حكومة سلام ووحدة" وهو تحرك يعكس رغبة حميدتي في الانتقال من قائد عسكري إلى قائد سياسي للدولة، بما يفضي إلى تأسيس الدولة السودانية الجديدة.

ويعزز هذا التطور فرص قائد الدعم السريع في فرض شروطه في أي مفاوضات مستقبلية ورفض أي حلول لا تضمن تسوية شاملة للأزمة السودانية.

وتمكن حميدتي خلال جولاته الخارجية ولقاءاته مع قادة وسياسيين من دول أخرى من بناء شبكة دعم إقليمية ودولية لموقفه، فيما ينتظر أن تؤسس قيادته لتحالف "تأسيس" لمزيد جذب المؤيدين لكيانه السياسي الجديد.

ومنذ اندلاع الحرب في السودان أثبت قائد قوات الدعم السريع التزامه الصادق بالانخراط في أي مبادرات تهدف إلى إنهاء الصراع، لكن تعنت قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وتمسكه بالتصعيد وتلغيمه المفاوضات بشروط اُعتبرت "تعجيزية" عقد جهود إرساء سلام.

وقال التحالف، في بيان "عقب مشاورات موسعة، عقدت الهيئة القيادية لـ"تأسيس" سلسلة اجتماعات اتسمت بالشفافية والجدية، تم خلالها إجازة النظام الأساسي، وتشكيل الهيئة القيادية من 31 عضوا".

وأوضح أنه "تم توافق على القيادة برئاسة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، وعبدالعزيز آدم الحلو نائبا للرئيس، وعلاءالدين عوض نقد متحدثا رسميا، ومكين حامد تيراب مقررا".

وفي فبراير/شباط الماضي، شكلت قوات الدعم السريع وقوى سياسية وحركات مسلحة سودانية، خلال اجتماعات بالعاصمة الكينية نيروبي، تحالف "تأسيس"، ووقعت ميثاقا سياسيا لتشكيل حكومة موازية للسلطات في السودان.

واستدعى السودان آنذاك سفيره لدى نيروبي كمال جبارة، احتجاجا على استضافة كينيا الاجتماعات التي ضمت قوى سياسية وقيادات من الدعم السريع. وتقول كينيا إن استضافتها لتلك اللقاءات "تأتي في إطار سعيها لإيجاد حلول لوقف الحرب في السودان، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي".

ويعد إعلان تحالف "تأسيس" عن تشكيل هيئته القيادية خطوة ذات دلالات كبيرة تعكس محاولة لإعادة تشكيل الخارطة السياسية في السودان، لكنها في الوقت نفسه تنذر بمزيد من الانقسام في بلد يعاني بالفعل من ويلات الحرب.

ومنذ أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني والدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.