حميدتي يدفع لتعزيز مناخ الاستقرار في ابيي

نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان يترأس اللجنة العليا للإشراف السياسي والإداري على منطقة أبيي التي تتمتع بوضع خاص، بينما تركزت المباحثات على إيجاد حلول سياسية تنهي النزاعات والتوترات والفراغ الإداري والحكومي.

 الخرطوم - يعمل نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي" على تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة أبيي التي تتمتع بوضع خاص ضمن اتفاقية السلام الشامل بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان.

ويتحرك حميدتي على أكثر من جبهة لتهيئة مناخ يتيح تقريب وجهات النظر بين قبيلتي دينكا نقوك والمسيرية لإيجاد حلول سياسية تنهي النزاعات والتوترات بما يضمن الاستقرار ويتماشى مع رغبة الأطراف المعنية بمستقبل المنطقة.

وفي سياق الجهود المستمرة، ترأس نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالقصر الجمهوري اليوم الأحد اجتماع اللجنة العليا للإشراف السياسي والإداري على منطقة أبيي. 

وقال محمد عبدالله ودابوك  مقرر اللجنة في تصريح صحفي إن اللجنة وقفت من خلال الاجتماع على  الأوضاع الإنسانية والأمنية بمنطقة ابيي ووضعت التوجيهات المناسبة المتعلقة بحفظ الأمن والاستقرار.

وتابع أن اللجنة برئاسة حميدتي أكدت على  ضرورة خلق بيئة طيبة للتواصل بين قبيلتي دينكا نقوك والمسيرية على أن تراعي الحلول السياسية رغبات الأطراف المعنية بمستقبل المنطقة. 

وأكد مقرر اللجنة أن السودان يتبنّى اتجاه تحقيق تواصل إيجابي مسؤول لإحداث اختراق يصب في تعزيز الأمن والاستقرار ويدعو دولة الجنوب لمواصلة الجهود المشتركة لتحقيق التنمية وتوفير الخدمات الأساسية وبناء السلام.

وقال ودابوك إن "منطقة ابيي تحتاج  لملء الفراغ الإداري الحكومي وإيجاد سلطة للتواصل مع المواطنين"، مشددا علي ضرورة تنفيذ اتفاقية الترتيبات الإدارية والسياسية المتفق عليها بين البلدين (السودان وجنوب السودان) والمدعومة من المجتمع الدولي من أجل مصلحة سكان المنطقة.

كانت منطقة أبيي تابعة لولاية غرب كردفان التي تم حلها بعد توقيع اتفاق السلام وسكانها مزيج من قبائل المسيرية العربية والزنوج وتعد في نفس الوقت جسرا بين شمال السودان وجنوبه. وأصبحت تبعية هذه المنطقة الغنية بالنفط محل نزاع بين الحكومة والحركة الشعبية.   

ويدور الخلاف بين الشمال والجنوب في منطقة آبيي حول قبيلة العربية المسيرية التي يقول الجنوبيون إنها ليست مستقرة في آبيي وإنما هي من القبائل الرحل التي تقوم بالانتقال إلى آبيي للرعي لمدة بضعة أشهر كل عام ثم تهاجر شمالا بقية العام.

لكن القبيلة العربية وكذلك الخرطوم تقولان إن آبيي هي أرض المستقر للمسيرية وأن هذه القبيلة تهاجر شمالا بسبب الظروف المناخية التي تؤثر على المراعي ثم تعود إلى آبيي.

ولم تحسم هذه القضية بين الشمال والجنوب، بينما يتمسك الأخير بعدم منح قبائل المسيرية حق التصويت.

وتعثرت مفاوضات بين جنوب السودان والسودان حول وضعية ابيي، فيما قالت مصادر حكومية العام الماضي إن الجانبين دخلا في نقاش جاد شمل بحث إمكانية تشكيل إدارة مشتركة، لكن التقلبات السياسية والأزمة التي تعيشها الخرطوم، تسببت في توقف النقاشات.

ومن المتوقع أن يستأنف الطرفان النقاشات حول وضع ابيي بمجرد تشكيل حكومة مدنية، بينما يجري العمل على اتفاق سياسي بين القادة العسكريين والقوى المدنية لتشكيل حكومة يقودها المدنيون.