حياة أسرية تتفكك تحت وطأة إيقاع المدينة اللاهث في 'ليلة مضطربة'

الفيلم الكوري الجنوبي يدور حول طفلين يخبرهما والديهما أنهما على وشك الانفصال وأن على كل منهما أن يختار مع أي والد سيعيش.
'سكاترد نايت' بين 14 فيلما تتنافس على النجمة الذهبية لأفضل فيلم في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش

مراكش (المغرب) - ماذا يفعل طفلان عندما يلقي والداهما على كاهلهما عبء اتخاذ قرار مصيري سيعيد رسم معالم أسرتهما الصغيرة؟

وفي أول فيلم روائي لهما، تتناول المخرجتان الكوريتان الجنوبيتان لي جي يونج وكيم سول موضوعا شائكا عن ديناميكية العلاقات بين أفراد أسرة صغيرة يضعها إيقاع الحياة اللاهث في العاصمة سول على مفترق طرق.

وتدور أحداث فيلم "ليلة مضطربة" (سكاترد نايت)، الذي يشارك في المسابقة الرسمية من الدورة الثامنة عشر للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، حول الطفلة سومين وشقيقها جين هو اللذين يخبرهما والديهما أنهما على وشك الانفصال وأن على كل منهما أن يختار مع أي والد سيعيش.

تتبع المخرجتان بحساسية شديدة اضطراب مشاعر الطفلة التي تجد نفسها وهي ابنة السبعة أعوام، مضطرة لاختيار سيؤدي في كل الأحوال إلى انفصالها عن شقيقها الذي تربطها به علاقة وثيقة.

يتفتق ذهن الطفلة عن حل يتمثل في قيام الأسرة برحلة بعيدا عن المدينة وضغوطها لعل الوالدين يغيران رأيهما بشأن الانفصال، لكن الأمور لا تسير كما تشتهي.

وتقول المخرجة لي جي يونج إنها أرادت أن تصور طريقة تفكير طفلة لا تدرك ببراءتها الفطرية مدى تعقيد حسابات البالغين.

وقالت قبل عرض الفيلم الثلاثاء "سومين تتصور بسذاجة الأطفال أن الذهاب في رحلة سيعيد كل شيء إلى طبيعته. كطفلة لا تتحمل أي مسؤوليات، يعجز عقلها عن استيعاب أن نمط الحياة في مدينة كبيرة مثل سول يمكن أن تكون له تداعيات سلبية على أسرتها".

أما المخرجة كيم سول فكانت مهتمة بشكل أكبر بتصوير مشاعر الذنب التي تثقل الوالدين بينما يدركان أنهما على وشك إلقاء مسؤولية كبيرة على كاهل طفليهما.

وتقول "من بعيد يبدو الأمر أكثر سهولة على الوالدين، لكن نظرة عن قرب تبين غير ذلك. فهذان الزوجان يدركان أنهما سيظلان حتى آخر لحظة في عمريهما يحملان وزر قرارهما المثير للجدل".

والفيلم من بين 14 فيلما تتنافس على جائزة النجمة الذهبية لأفضل فيلم في الدورة الثامنة عشر من المهرجان والتي تستمر حتى السابع من ديسمبر/كانون الأول.