حياة جونسون الخاصة تدخل مزاد السباق لخلافة ماي

حادثة شجار بين المرشح الأوفر حظا لخلافة رئيسة الوزراء البريطانية وشريكته تدخلت على إثرها الشرطة، تسلط الضوء على سلوكه الصدامي.

شجار بين جونسون وشريكته تسبب في تراجع عدد مؤيديه من المحافظين
جونسون لايزال يحظى بدعم غالبية المحافظين
خلافات جونسون مع شريكته مادة دسمة للصحافة البريطانية ولخصومه

لندن - تعرض بوريس جونسون المرشح الأوفر حظا لخلافة رئيسة الوزراء البريطانية المستقيلة تيريزا ماي على رأس حزب المحافظين ورئاسة الوزراء لضغوط اليوم الأحد من شخصيات من حزبه لتوضيح ما جاء في تقارير عن "مشاجرة" مع شريكته أدت إلى استدعاء الشرطة.

وتسلط التقارير الإعلامية الضوء باستمرار على شخصية جونسون القريب في أرائه وسلوكه ورؤيته السياسية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، على نهجه الصدامي.

ولم تفلت حادثة الصراخ والشجار مع شريكته من اهتمام الصحافة البريطانية المؤثرة وقد لا تخرجها التغطيات الإعلامية المستمرة عن نطاق جونسون الصدامي حتى في حياته الخاصة.

ورغم أنه لا يزال يحظى بدعم كبير للتغلب على منافسه وزير الخارجية جيريمي هانت في السباق على زعامة حزب المحافظين وبالتالي على رئاسة الحكومة، أظهر استطلاع سريع نشرته صحيفة 'ذي ميل' الأحد أن المشاجرة أدت إلى تراجع تأييده.

والسبت كشفت صحيفة 'ذي غارديان' أنه تم إبلاغ الشرطة في وقت مبكر الجمعة بعدما أفاد أحد الجيران عن وقوع مشادة كلامية رافقها صراخ وأصوات ارتطام في الشقة الواقعة في جنوب لندن، بعد ساعات من ضمان جونسون موقعا في الجولة النهائية من المنافسة على منصب رئاسة الوزراء.

وأوردت الصحيفة في وقت متأخر الجمعة أن كاري سيموندز، شريكة جونسون سُمعت وهي تقول لرئيس بلدية لندن السابق "ابتعد عني واخرج من شقتي".

ورفض جونسون الإجابة عن الأسئلة المرتبطة بالحادث في أول محطة ضمن الجولة التي يقوم بها هو ومنافسه هانت في أنحاء البلاد والتي تستمر شهرا لكسب أصوات أعضاء حزب المحافظين الذين سيحسمون أمر اختيار رئيس الوزراء المقبل.

وحاول وزير الخارجية السابق التركيز على سياساته، مؤكدا "علينا إنجاز بريكست"، متعهدا بتحضير بريطانيا للانفصال من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق ما لم يتم التوصل إلى تسوية مع التكتل.

وانتقد النائب المحافظ مالكوم ريفكيند رد جونسون. وقال "الحقيقة هي أنه تم استدعاء الشرطة. لا يمكنك القول لا تعليق".

وقال وزير الخارجية الأسبق آلان دنكان لصحيفة 'ذي غارديان' إن جونسون "باتت حوله إشارة استفهام كبيرة"، مضيفا أنه أظهر "افتقاره إلى الانضباط" طوال حياته المهنية.

وأظهر استطلاع نشرته صحيفة 'ذي ميل' الأحد أن جميع الناخبين يفضلون الآن هانت ليصبح زعيما لحزب المحافظين بعدما فقد جونسون سبعة بالمئة من مؤيديه.

كما انخفض تفوقه على هانت بين الناخبين المحافظين من 27 بالمئة إلى 9 بالمئة منذ الجمعة.

جونسون لايزال الأوفر حظا لقيادة بريطانيا في منافسة شرسة مه جيريمي هانت
للمحافظين كلمة الحسم في اختيار من سيخلف تيريزا ماي: بوريس جونسون أم جيريمي هانت

ولكن الكلمة الفصل ستكون لأعضاء حزب المحافظين وعددهم 160 ألف عضو ويظهر أن تأييدهم له لم ينخفض خلال اليوم الأول من النقاشات لاختيار الزعيم الجديد والتي جرت في مدينة بيرمنغهام وسط انكلترا.

ووقف الحضور وصفقوا لجونسون وأطلقوا صيحات الاستهجان عندما سأل الصحافي الذي يجري المقابلة جونسون عن حادثة الجمعة.

وقال حسنين أحد (23 عاما) المؤيد لجونسون "الخلافات المنزلية تحدث دائما لا يمكنك أن تجعل من ذلك قصة كبيرة"، مضيفا "المهم ما الذي سيفعله هذا الشخص لكم بشأن بريكست".

ومع مرور ثلاث سنوات الأحد على تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي، لا تزال هذه القضية تهيمن على السياسة البريطانية.

كما حصل هانت على استقبال حار ووعد بأنه إذا لم يتمكن من التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي "سنخرج بدون اتفاق".

وقالت كارين شكسبير من حزب المحافظين "كنت أميل إلى جونسون، لكن هانت أثار إعجابي البالغ اليوم".

وأضافت "لقد فاجأني بأسلوبه المباشر ونزاهته ولذلك يمكن أن أقول إنني بدأت الآن أميل بشكل كبير إلى جيريمي هانت".

كما تعرض جونسون للانتقادات الأحد بسبب علاقته مع ستيف بانون المستشار السابق المثير للجدل للرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وأظهر تسجيل فيديو نشرته صحيفة 'اوبزيرفر' بانون وهو يزعم أنه ساعد على صوغ خطاب استقالة جونسون من منصبه وزيرا للخارجية العام الماضي.

وبدأت علاقة الاثنين عندما عملا معا كمسؤولين وتردد أنهما التقيا مجددا بشكل غير رسمي الصيف الماضي.

وقال جونسون في ذلك الوقت أن ما يسمى العلاقة مع بانون هو "وهم"، كما نفى مكتبه مزاعم بأن له علاقة عمل معه ووصفها بأنها "غير معقولة لدرجة أنها تصل إلى مستوى المؤامرة".