خامنئي: لا تفاوض مع واشنطن وماكرون ساذج أو متواطئ

المرشد الإيراني يحتفل بالذكرى الأربعين لحصار السفارة الأميركية في طهران ويعتبر أن منع التفاوض مع واشنطن قرار سليم.

طهران - انتقد المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي الأحد، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمحاولته الترتيب لمحادثات بين واشنطن وطهران، معلنا عن معارضته لأي حوار مع واشنطن.

وقال خلال خطاب ألقاه لمناسبة الذكرى الأربعين التي تحييها إيران الاثنين لعملية احتجاز الرهائن في السفارة الأميركية في طهران ان "الرئيس الفرنسي الذي يقول إن اجتماعا سيحل المشكلات بين طهران وأميركا إما ساذج أو متواطئ مع أميركا".

وأضاف المرشد الإيراني في الخطاب الذي نقله التلفزيون الرسمي أن "المعارضة الثابتة للمفاوضات مع الولايات المتحدة هي إحدى الأدوات المهمة التي تمتلكها إيران لمنعهم من إيجاد موطئ قدم في بلدنا العزيز".

وتابع أن "منع التفاوض منطق سليم، يظهر عظمة الجمهورية الإسلامية للعالم ويكشف عظمة (الولايات المتحدة) المزيفة".

وحاول ماكرون الترتيب لاجتماع بين الرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيره الأميركي دونالد ترامب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول، لكنه لم يفلح في مسعاه هذا.

وقال خامنئي الذي تعود له الكلمة الأخيرة في كل القرارات السياسية إنّ "الذين يرون في المفاوضات مع الولايات المتحدة الحل لكل المشاكل هم على خطأ بلا شك"، مشددا على أن "التفاوض مع أميركا لن يؤدي إلى شيء".

وأشار إلى أنّه "لو قبلنا بالمفاوضات، لطرح الأميركيون موضوع الصواريخ ولقالوا، على سبيل المثال، إن الصواريخ الإيرانية يجب أن يبلغ مداها 150 كلم كحد أقصى".

وأضاف "لو قبل المسؤولون الإيرانيون ذلك، لكان تدميراً لبلدنا، وإذا لم يوافقوا فإننا سوف لن نحصل على أي شيء"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية.

ويقول مراقبون إن النظام الإيراني يصر حاليا على رفض التفاوض كإستراتيجية مؤقتة على الأقل حتى نهاية رئاسة ترامب الأولى، حيث تحرص طهران على إظهار أن العقوبات الأميركية لم تكن فعالة، وأن معظم الإيرانيين يؤيدون الحكم أيضًا.

خامنئي حظر في السابق على المسؤولين الإيرانيين عقد أي محادثات مع واشنطن إلا إذا عادت للاتفاق النووي ورفعت جميع العقوبات

ونظرا للصعوبات الاقتصادية غير المسبوقة واحتجاجات الإيرانيين التي باتت شبه يومية في عدة مدن ضد الفساد والتدهور الذي تعاني منه العملة المحلية، يسعى النظام عبر رفضه التحاور مع الأميركيين من جهة إلى دفع المواطنين إلی صناديق الاقتراع خلال الانتخابات القادمة التي تبدو صعبة أکثر من ذي قبل بالنسبة للإصلاحيين والمحافظين على حد سوى.

ومن جهة أخرى يريد النظام الإيراني الحصول على وقت إضافي ينتزع من خلاله تنازلات من الولايات المتحدة يمكنها أن يجنبه انهيار اقتصاده كليا.

لكن إدارة ترامب لا تبدو في عجلة من أمرها، حيث تواصل ضغطها على طهران بزيادة العقوبات يوماً بعد يوم، بالإضافة إلى تعطيل المنشآت العسكرية الإيرانية عن طريق الهجمات الإلكترونية المتكررة وبأقل ثمن، ولا ترى ضرورة في أن تخفف من حدة العقوبات دون أن يحصل تغيير في سلوك إيران، على الأقل بشكل جزئي.

ووصلت العلاقات بين واشنطن وطهران إلى طريق مسدود على مدى العام المنصرم بعد أن انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني.

وعاودت الولايات المتحدة فرض العقوبات على إيران بهدف وقف صادرات النفطية وقالت إنها تسعى لإجبار طهران على التفاوض على اتفاق أوسع نطاقا.

وحظر خامنئي على المسؤولين الإيرانيين عقد أي محادثات مع واشنطن إلا إذا عادت للاتفاق النووي ورفعت جميع العقوبات.

واقتحم طلاب إسلاميون متشددون السفارة الأميركية بعد فترة وجيزة من الثورة الإسلامية في 1979 التي انتهت بسقوط الشاه، حيث تم احتجاز 52 أميركيا رهائن هناك لمدة 444 يوما. ومنذ ذلك الوقت تناصب كل من الدولتين الأخرى العداء.

وقطعت الولايات المتحدة العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد أشهر قليلة من ذلك الحصار.

وتفاقمت التوترات بين البلدين بعد تعرض ناقلات لهجمات في الخليج وجهت فيها الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى إيران وإسقاط طهران طائرة عسكرية أميركية مسيرة مما دفع إلى التحضير لشن هجوم جوي انتقامي ألغاه ترامب في آخر دقيقة.

وقال خامنئي "لم تتغير الولايات المتحدة منذ عقود... تواصل ذات السلوك العدائي الشرير ونفس الديكتاتورية الدولية... دائما ما تضمر أميركا العداء لإيران".

ورأى مرشد الجمهورية الإيرانية أنّ "البعض يحرف حقائق التاريخ ويعتبر أن الخلاف" مع الولايات يعود إلى أزمة الرهائن عام 1979، ولكنه لفت إلى أنّ "الخلاف بين الشعب الإيراني والحكومة الأميركية يمتد إلى مؤامرة 19 آب/أغسطس 1953"، في إشارة إلى "الانقلاب على حكومة محمد مصدق"، بحسب وكالة الأنباء الرسمية.