خامنئي لا يريد مساعدات واشنطن لكورونا بل رفع العقوبات

عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا في إيران يرتفع إلى 1685، بعد تسجيل 129 حالة وفاة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

طهران - قال المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي اليوم الأحد في خطاب بثه التلفزيون إن عرض الولايات المتحدة مساعدة إيران في مكافحة وباء فيروس كورونا الجديد أمر غريب، واصفا زعماء الولايات المتحدة بأنهم "دجالون".

وعلى الرغم من التوتر الشديد بين الدولتين منذ فترة طويلة، عرضت واشنطن مساعدات إنسانية على إيران في وقت تواجه فيه صعوبات للتغلب على انتشار المرض.

وإيران أكثر الدول تضررا بالمرض في الشرق الأوسط، حيث تجاوز عدد الوفيات 1600 حالة في حين أصيب أكثر من 21 ألف شخص.

وقال خامنئي في الخطاب "عرض الأميركيون عدة مرات مساعدة إيران على احتواء الفيروس... أنتم متهمون بإيجاد هذا الفيروس. لا أعلم إن كان الأمر صحيحا لكن من الغريب أنكم ترغبون في مساعدة إيران".

وأضاف "وبخلاف حقيقة أنكم تواجهون نقصا في سبل مكافحة الفيروس.. ماذا إذا أعطيتم لنا عقارا يساعد على بقاء الفيروس في إيران بشكل دائم؟".

وتابع قائلا "إيران لديها القدرة على تخطي أي أزمة بما يشمل تفشي كورونا".

واليم الأحد، أعلنت وزارة الصحة الإيرانية ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا في البلاد إلى 1685، بعد تسجيل 129 حالة وفاة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وصرح المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية كيانوش جهانبور بأن عدد الإصابات ارتفع إلى 21638 حالة بعد تسجيل 1028 حالة إصابة جديدة.

كما أعلن أن 7913 من المصابين قد تعافوا بالفعل، وفقا لما نقلته عنه وكالة "فارس" الإيرانية.

ال
تعقيم الشوارع في طهران في انتظار المساعدات 

ويتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة منذ انسحاب واشنطن في 2018 من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات التي أعاقت اقتصاد طهران.

وزادت حدة التوتر عندما أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتنفيذ ضربة بطائرة مسيرة قتلت قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في الثالث من يناير/كانون الثاني وردت إيران بضربات على أهداف أميركية في العراق في الثامن من ذات الشهر.

وقال خامنئي "عدونا الأول هو أميركا. إنها أكثر أعداء إيران شرا وشؤما... وقادتها دجالون".

وألقت السلطات الإيرانية باللوم على العقوبات الأميركية في عرقلة جهودها للحد من انتشار المرض رغم أنها تقاعست في الحد من تداعياته منذ البداية حيث أصر المسؤلون الإيرانيون على نفي وجوده أصلا داخل البلاد.

وبعد انشار حالات الإصابة بالفيروس في البلاد وفقدان السيطرة على حصرها، اعترفت طهران بوجد الفيروس وأدى انتشاره إلى وفيات بالمآت، ودعت أكثر من مرة وعلى لسان العديد من المسؤولين لرفع العقوبات الأميركية المسلطة عليها لكن واشنطن رفضت رفع العقوبات عنها.

ولم يكشف خامنئي متى وأي نوع من العروض قدمتها واشنطن لطهران فيما يتعلق بالفيروس.

لكن بداية الشهر الجاري أعلن ترامب عن استعداد الولايات المتحدة لمساعدة إيران في مواجهة انتشار كورونا، في حال قبلت طهران بذلك، وذلك بعد أن صرح وزير الخارجية مايك بومبيو بأن واشنطن عرضت على طهران المساعدة في مجابهة الوباء من خلال السفارة السويسرية في إيران.

لكن وزارة الخارجية الإيرانية وصفت العرض الأميركي آنذاك بـ"المضحك"، قائلة إنه لا يمثل سوى "لعبة سياسية".

كما دعا الرئيس حسن روحاني الولايات المتحدة إلى رفع  العقوبات على واردات الدواء إلى البلاد لإثبات جديتها في إبداء استعدادها المساعدة في مواجهة الفيروس التاجي.

يذكر أن فرنسا وبريطانيا وألمانيا والصين والإمارات أرسلت تجهيزات طبية ومساعدات لإيران في إشارة الى التضامن معها في ظل انتشار الوباء الذي وضعها في قائمة البلدان المتضررة منه بعد الصين وإيطاليا.