خامنئي يتوعد بالثأر من ترامب لدوره في اغتيال سليماني

مرشد الثورة الإيرانية يحرض على استهداف شخص الرئيس الأميركي المنتهية ولايته في تصعيد غير مسبوق.
مخاوف من محاولات المخابرات الايرانية استهداف شخص ترامب او اقربائه بعد خروجه من البيت الابيض
استهداف ترامب سيؤدي الى مزيد توتير الاجواء بين الحكومة الايرانية وادارة بايدن رغم تداعيات احداث الكابيتول

طهران - نشر حساب مرتبط بالمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي على تويتر تغريدة تدعو إلى الثأر لقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الفريق قاسم سليماني ويبدو أنها تستهدف مباشرة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي أمر بالعملية.
وجاء في التغريدة التي نشرت قبيل منتصف ليل الخميس الجمعة على حساب "خامنئي سايت" وهو الموقع الالكتروني الخاص بآية الله خامنئي، وكتبت باللغة الفارسية "لا مفر من الثأر. قاتل سليماني ومن أمر بقتله سينالان الانتقام".
وأرفقت التغريدة بصورة مركبة لترامب وهو يمارس لعبة الغولف على ضفة البحر ويظهر على الملعب الأخضر ظلّ طائرة حربية.

ويثير هذا التحريض العلني مخاوف من امكانية استهداف ترامب او عائلته واقربائه بعد خروجه من البيت الابيض وذلك بتخطيط من المخابرات الايرانية التي لها سوابق في عمليات الاغتيال.

ومما لا شك فيه ان استهداف ترامب سيؤدي الى مزيد توتير الاجواء بين الحكومة الايرانية وادارة جو بايدن رغم تداعيات احداث الكابيتول لان الكرامة الاميركية ستكون مستهدفة في هذه الحالة.
وقتل سليماني قائد فيلق القدس الذي يوكل إليه أداء مهام خارجية، فجر الثالث من كانون الثاني/يناير 2020، ومعه نائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، في ضربة جوية قرب مطار بغداد، في عملية اغتيال وضعت الجمهورية الإسلامية في مواجهة تحديات على صعيد دور إقليمي كان سليماني أحد أبرز صانعيه.
وجرت العملية بأمر من ترامب الذي غادر منصبه الأربعاء وخلفه جو بايدن. وقد توجه إلى نادي الغولف الذي يملكه في فلوريدا في جنوب غرب الولايات المتحدة.
وتعهد المرشد الأعلى مراراً بالانتقام لموت سليماني. وفي الأول من كانون الثاني/يناير خلال احتفال لإحياء ذكرى سليماني، حذّر رئيس السلطة القضائية في إيران ابراهيم رئيسي من أن قتلة سليماني "لن يكونوا بأمان في أي مكان من العالم".
وقال رئيسي حينها إنه حتى الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أمر بتصفية سليماني "لا يمكنه الإفلات من العدالة".
وجاء في التغريدة التي نشرت على حساب موقع خامنئي أن "الانتقام يمكن أن يحلّ في أي وقت".
وكان الرئيس الايراني حسن روحاني أشاد بنهاية عهد ترامب واصفا اياه بالطاغية حيث قال روحاني في كلمة متلفزة خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة الاربعاء "اليوم تنتهي حقبة طاغية آخر، واليوم هو اليوم الأخير من حكمه النحس".
واعتبر في الكلمة التي تأتي قبل ساعات من تولي بايدن منصبه، أن الأعوام الأربعة التي أمضاها ترامب في الحكم "لم تثمر سوى الظلم والفساد وتسببت بالمشاكل لشعبه والعالم".
وشهدت العلاقات المقطوعة منذ عام 1980 بين طهران وواشنطن، توترا إضافيا في عهد ترامب الذي اعتمد سياسة "ضغوط قصوى" حيال الجمهورية الإسلامية.
وأبرمت إيران والقوى الست الكبرى (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين) عام 2015 في فيينا، اتفاقا بشأن برنامجها النووي بعد نحو 12 عاما من التوتر بشأنه.
وأتاح الاتفاق رفع العديد من العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على إيران، مقابل خفض أنشطتها النووية وضمان عدم سعيها لتطوير سلاح نووي.
لكن ترامب سحب بلاده أحاديا من الاتفاق عام 2018، معتبرا أنه غير كافٍ، وأعاد فرض عقوبات قاسية على طهران انعكست سلبا على اقتصادها وقيمة عملتها.
وقامت إيران بعد نحو عام بالتراجع تدريجيا عن غالبية التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق النووي.
وفي التاسع من كانون الثاني/يناير، حذف تويتر تغريدة نشرت على إحدى حسابات خامنئي، تضمنت منعاً لاستيراد اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المصنعة في الولايات المتحدة أو بريطانيا، على اعتبار أن إيران لا يمكن أن تثق بهذين البلدين.
واعتبر الموقع أن تلك التغريدة تنتهك "تحديداً سياسة (تويتر) حول المعلومات المغلوطة عن كوفيد-19".