خامنئي يرفض معاداة الشعب اليهودي لكنه يستعدي شعوب المنطقة

الزعيم الإيراني الأعلى يستغل مجددا القضية الفلسطينية لدغدغة مشاعر أنصاره بالحديث عن القضاء على دولة إسرائيل في وقت يساند فيه انتهاكات الميلشيات الموالية له في عدد من الدول العربية.

طهران –يحاول الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي مجددا دغدغة مشاعر أنصاره بالحديث عن القضاء على دولة اسرائيل في وقت ترتكب فيه الميليشيات الموالية له سواء انتهاكات بحق المتظاهرين السلميين في لبنان والعراق ودعمه لجرائم الحوثيين في اليمن وتهديد الاستقرار في سوريا.
وقال الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي الجمعة إن إيران لا تدعو إلى القضاء على الشعب اليهودي لكنها تعتقد أن على أصحاب الأديان المختلفة أن يقرروا مستقبل إسرائيل في استغلال مفضوح للقضية الفلسطينية.
ومنذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979، ترفض إيران الاعتراف بإسرائيل وتدعم الجماعات الفلسطينية المسلحة. وتتهمها إسرائيل منذ زمن طويل بالسعي لتدميرها وتعتبرها عدوها الرئيسي في الشرق الأوسط.
ويرى مراقبون ان خامنئي لا يريد استعداء اليهود لكنه في المقابل يستعدي الشعوب العربية بتوجيهه تهديدات للمتظاهرين السلميين المطالبين بالتغيير في العراق ولبنان.
ونقل الموقع الرسمي للزعيم الإيراني الأعلى عنه قوله في مؤتمر إسلامي في طهران "الدعوة إلى القضاء على دولة إسرائيل لا تعني القضاء على الشعب اليهودي... بل تعني أن على شعب فلسطين، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهودا، أن يختار حكومته".

ودائما ما يشكك خامنئي في دوافع المتظاهرين السلميين ويعتبر تحركاتهم مؤامرة في تدخل سافر في الشؤون الداخلية لعدد من دول المنطقة حيث اصبح الدعم الايراني الامشروط للجماعات المسلحة المرتبطة بها واضحا للعيان في تجاهل للانتقادات الدولية.
ويبدو ان خامنئي كان يعتقد بان شعوب المنطقة لديها قابلية للخضوع للنفوذ الايراني لكن مظاهرات الشعبين العراقي واللبناني اطاح بتلك الاحلام وحولها الى اوهام لا يبدو ان المرشد الاعلى والمحيطين به قادرون على استيعابها وفك رموزها.

وتورطت المجموعات المسلحة المحسوبة على ايران في قتل متظاهرين في العراق عبر قنصهم فيما اشارت تقارير حقوقية دولية على غرار منظمة العفو الدولية أن القنابل المسيلة للدموع والقنابل الدخانية التي استخدمتها قوات الأمن العراقية ضد المحتجين وتسببت في إصابات قاتلة و"شنيعة"، إيرانية الصنع وأن مصدرها منظمة الصناعات الدفاعية الإيرانية.

وفي لبنان تورط عناصر موالية لحزب الله ولحركة امل الشيعيتين بفض اعتصام المتظاهرين بالقوة ما يشير الى حالة الفزع التي يبدو عليها الموالون لايران من المظاهرات السلمية.

قنص المتظاهرين في العراق
المجموعات الموالية لايران تورطت في جرائم ضد المتظاهرين السلميين في العراق

وانتقد خامنئي، وهو صاحب الكلمة العليا في السياسة الداخلية والخارجية بإيران، القوى الغربية لممارسة ضغوط على طهران بسبب برنامجها النووي.
وقال "كل الدول تحتاج إلى طاقة نووية سلمية لكن المحتكرين الغربيين يسعون لأن تظل هذه الطاقة في حالة احتكار... يعلم الغرب أننا لا نسعى إلى الحصول على أسلحة نووية بسبب مبادئنا ومعتقداتنا".
وتنفي إيران مرارا وتكرارا سعيها لصنع قنبلة نووية، مشيرة إلى مرسوم أصدره خامنئي في أوائل القرن الحادي والعشرين يحظر تطوير الأسلحة النووية أو استخدامها.
وتعتقد وكالات المخابرات الأميركية والوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران كانت تملك برنامجا سريا لصنع قنبلة ذرية على مدار سنوات لكنها أوقفته.
وقالت فرنسا وبريطانيا وألمانيا هذا الأسبوع إنها تشعر بقلق بالغ إزاء قرار إيران استئناف تخصيب اليورانيوم في منشأة تحت الأرض، لكنها لم تصل إلى حد الدعوة بشكل مباشر إلى فرض عقوبات جديدة.
كانت خطوة إيران هي الأحدث في سلسلة خطوات تجاوزت فيها حدود اتفاقها النووي لعام 2015 مع القوى العالمية، ردا على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق العام الماضي وإعادة فرض العقوبات الأميركية عليها.