خبراء هوليوود يحاولون إنقاذ كنز من الأفلام الصامتة

المشاركون في ورشات لكشف ما أمكن عن أشرطة مجهولة يستخدمون أجهزة لوحية وهواتف ذكية إضافة لمعلوماتهم وقوة ملاحظتهم.

أفلام تشهد على بدايات السينما الصامتة

لوس أنجليس - في أحد فنادق هوليوود، يحدّق مئة خبير في شاشات كبيرة، يركّزون على أبسط التفاصيل، لمحاولة التعرّف على أفلام صامتة بالأبيض والأسود طواها النسيان منذ وقت طويل.

وهؤلاء الشغوفون بالسينما يراقبون بعناية بالغة مقتطفات من آلاف الأفلام الطويلة القديمة المحفوظة في مكتبة الكونغرس في الولايات المتحدة، لكن أحداً لا يعرف شيئا عنها ولا عن مضمونها ولا مخرجها ولا من شارك بأدائها.

وفي مسعى لكشف ما أمكن عن هذه الأفلام المجهولة الاسم والمصدر، تنظّم المكتبة ورشات سنوية يجتمع فيها خبراء وشغوفون بالسينما.

ويقول غريغ لوكو مدير قسم المحفوظات المرئية والمسموعة "مكتبة الكونغرس مهتم جدا بمعرفة هذه الأفلام وحفظها ونشر تراثنا السينمائي الصامت الذي ما زال قسم كبير منه مجهولا".

معلومات مكتسبة على طول العمر

خلال الورشات، يستخدم المشاركون أجهزة لوحية وهواتف ذكية للبحث عبر الإنترنت، إضافة إلى معلوماتهم وقوة ملاحظتهم الثاقبة.

وحين يعثر أحدهم على أي تفصيل أو يعرف اسم أحد من الممثلين يخبر الباقين بكل حماسة.

في إحدى الجلسات، صاحت سيدة مشاركة "إنها حديقة بالبوا في سان دييغو".. ثم انتقلت الحماسة إلى زميلة لها عثرت على ما يمكن أن يفيد أيضا في تحديد هويّة هذا الفيلم، فقالت "هناك خزّان للوقود مثل هذا تماما في شرق لوس أنجليس".

مكتبة الافلام الصامتة
مكتبة من الارث الثقافي في أشرطة قديمة

يعتمد هؤلاء الخبراء والهواة على ما اكتسبوه من معلومات طول حياتهم، مما لا يمكن العثور عليه في قاعدة معلومات محددة.

وتقول راشيل ديل غوديو المسؤولة التقنية في المكتبة "البعض لديهم معلومات كبيرة في تاريخ السينما، لكن هذا ليس شرطا لازما.. في بعض الأحيان نقع على أشخاص لديهم ذاكرة قوية جدا" أو مقدرة على تحديد المواقع التي تظهر في المشاهد، أو حتى القدرة على تحديد من هو الممثل من مؤخّرته الظاهرة في مشهد.

كنوز سينمائية

تناولت هذه الورشات حتى الآن 763 فيلما من العام 2012، وقد تمكّن المشاركون من تحديد ما يقارب نصفها.

وتقول ديل غوديو "نحن فخورون جدا، بعض هذه الأفلام متوفر في نسخ أخرى كاملة، لكن بعض النسخ هنا هي الوحيدة".

في العام 2013، أصدرت المكتبة دراسة جاء فيها أن ثلاثة أرباع الأفلام الصامتة التي أنتجتها كبرى الشركات بين العامين 1912 و1929، والبالغ عددها 11 ألفا، قد فُقدت.

ومن الكنوز السينمائية المعثور عليها بفضل هذه الورشات فيلم رسوم متحركة من إنتاج "وولت ديزني" في العام 1928، وفيلم لجون فورد عام 1927.

وعثر أيضا على فيلم عن قصة طفل ضيّعه والده، وتبيّن أن هذا الفيلم هو "تودلز، توم أند ترابلز" الذي انتج في العام 1915.

وقد تمكّن الخبراء من التعرّف على تاريخ صدوره والأماكن التي صوّرت فيها مشاهده، بفضل عوامل عدة أبرزها ملابس الممثلين، والمواد المعروضة في واجهات المتاجر، والمصابيح المستخدمة في إنارة الشوارع.