خبرة ريال مدريد تتغلب على حماسة أياكس في دوري الأبطال

الفريق الملكي بتشكيلته المخضرمة يفوز على شبان نظيره الهولندي في عقر دار الأخير، وتوتنهام يسير بثبات نحو ربع النهائي على حساب دورتموند.

امستردام - تفوقت خبرة لاعبي ريال مدريد، حامل اللقب في المواسم الثلاثة الماضية، على حماسة لاعبي أياكس امستردام الشبان ففاز العملاق الإسباني على نظيره الهولندي في عقر دار الأخير 2-1 ليخطو خطوة كبيرة نحو بلوغ ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، في حين حذا حذوه توتنهام الإنكليزي بفوز صريح على بوروسيا دورتموند الألماني بثلاثية نظيفة.

على ملعب "يوهان كرويف أرينا"، كان اياكس امستردام الطرف الأفضل طوال فترات المباراة والأكثر تسديدا على مرمى منافسه، لكن ريال مدريد بخبرة لاعبيه عرف من أين تؤكل الكتف لي ونجح في تسيير المباراة لصالحه.

وتابع فريق العاصمة الاسبانية نتائجه الإيجابية في الآونة الأخيرة إذ عاد بتعادل ثمين من ارض غريمه التقليدي برشلونة في ذهاب نصف نهائي كأس إسبانيا، ثم حقق فوزا لافتا على جاره أتلتيكو مدريد 3-1 في عقر دار الأخير في الدوري المحلي.

وسجل هدفي ريال المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة (60) وبديله ماركو أسنسيو (87)، ولأياكس المغربي الدولي حكيم زياش (75).

الغاء اول هدف

وشهدت المباراة الغاء أول هدف في تاريخ المسابقة لأياكس أمستردام في الشوط الاول، بعد اللجوء الى تقنية المساعدة بالفيديو في التحكيم (في ايه آر).

وعلق قائد ريال مدريد سيرخيو راموس على هذا الامر بقوله "أنا من أشد المدافعين عن تقنية المساعدة بالفيديو لأنها تجعل كرة القدم أكثر عدلا".

وتابع "لقد تعلمنا كيفية تجاوز الصعاب وكيفية قراءة اللعبة وخلق المساحات لاستغلال سرعتنا. لقد حققنا نتيجة رائعة ويتعين على الفريق المنافس الآن ان يعاني في مواجهتنا في ملعبنا".

وكان لسان حال حارس ريال مدريد البلجيكي تيبو كورتوا مماثلا بقوله "اعتقد بان القرار الصحيح. عندما حصل هذا الامر اعتقدت بان اللاعب كان متسللا. لحسن حظنا بان تقنية المساعدة بالفيديو كانت موجودة".

ويحمل النادي الملكي الرقم القياسي في عدد ألقاب المسابقة (13)، أحرز أربعة منها في المواسم الخمسة الماضية، علما بأنه الوحيد الذي أحرز لقب المسابقة خمس مرات تواليا، وذلك بفوزه بالنسخ الخمس الأولى لها منذ انطلاقها (بصيغتها القديمة) عام 1956.

وهذا ثامن فوز لريال على أياكس في البطولة القارية الاولى مقابل 4 خسارات في 13 مباراة.

وفي ظل طقس بارد (6 درجات مئوية)، دانت أفضلية الفرص والسيطرة في الشوط الاول لأياكس الذي سدد 11 مرة على مرمى ضيفه.

وغاب عن ريال قلب دفاعه الفرنسي رافايل فاران لاصابته ودفع المدرب الارجنتيني سانتياغو سولاري بالجناح الويلزي غاريث بايل أساسيا بعد جلوسه بديلا في آخر مباراتين ضد برشلونة في الكأس وأتلتيكو مدريد في الدوري.

وأصبح قائد دفاع ريال سيرخيو راموس سابع لاعب يخوض 600 مباراة مع ريال في مختلف المسابقات، علما ان الرقم القياسي بحوزة راوول غونزاليس (741).

وكانت تسديدة البرازيلي فينيسيوس جونيور (18 عاما) القوية من داخل المنطقة أبعدها الحارس الكاميروني أندريه أونانا بصعوبة الى ركنية، الفرصة الوحيدة للضيوف في الشوط الاول (14). لكن فرصة أياكس التالية كانت أخطر بكثير بتسديدة من الصربي دوشان تاديتش ارتدت من القائم الأيمن للبلجيكي تيبو كورتوا (26).

وبعد صدة حاسمة من كورتوا بتسديدة مكشوفة من لاعب الوسط الهجومي المغربي الدولي حكيم زياش (36)، اخطأ الحارس البلجيكي بالتقاط رأسية سهلة لقائد الدفاع ماتياس دي ليخت، ارتدت الى الظهير الارجنتيني الايسر نيكولاس تاليافيكو تابعها برأسه ايضا في الشباك (37)، قبل أن يلغي الحكم السلوفيني دامير سكومينا أول هدف في تاريخ المسابقة بمساعدة من تقنية الفيديو المعتمدة للمرة الاولى في المسابقة بدءا من الدور ثمن النهائي.

وفي ظل سيطرة أياكس، انطلق فينيسيوس القادم الصيف الماضي مقابل 61 مليون يورو، مخترقا المنطقة وممررا كرة مقشرة الى بنزيمة الذي أطلقها قوية في قلب مرمى أونانا (60)، مسجلا هدفه الرابع في سبع مباريات. والهدف هو الستون لبنزيمة في دوري الابطال، فبات رابع افضل هداف في تاريه المسابقة القارية بعد البرتغالي كريستيانو رونالدو والارجنتيني ليونيل ميسي والاسباني راوول غونزاليس.

لكن زياش عادل في انعكاس لأفضلية فريقه متابعا عرضية مقشرة من نيريس من الجهة اليسرى (75)، أكدها الحكم بتقنية الفيديو.

وبعد دخوله بديلا لبنزيمة سدد ماركو أسنسيو في الشباك الجانبي (79)، لكن فرصته الثانية من عرضية للظهير داني كارباخال مرت عن الجميع فتابعها في المرمى الخالي من مسافة قريبة مستعيدا تقدم فريقه (87).

وأهدر البديل الدنماركي كاسبر دولبرغ التعادل لأياكس بتسديدة ضعيفة صدها كورتوا بذكاء (90+3).

فوز لافت لتوتنهام

بدوره، خطا توتنهام الإنكليزي خطوة كبيرة نحو بلوغ الدور ربع النهائي من المسابقة القارية للمرة الاولى منذ عام 2011، بفوزه الصريح على ضيفه بوروسيا دورتموند الألماني 3-صفر.

وحسم الفريق اللندني الشمالي النتيجة في الشوط الثاني بأهداف الكوري الجنوبي سون هيونغ مين (47) والبلجيكي يان فيرتونغن (83) والإسباني فرناندو يورنتي (86).

واستمر غياب هداف توتنهام هاري كاين وزميله ديلي الي بداعي الاصابة، في حين ارتأى مدرب الفريق اللندني الشمالي الأرجنتيني ماوريتسيو بوكيتينو اشراك البرازيلي لوكاس مورا اساسيا في خط المقدمة على حساب الاسباني المخضرم يورنتي الى جانب الكوري الجنوبي سون.

وقال بوكيتينو بعد الفوز "كان شوطا ثانيا رائعا. الاول كان صعبا.. بعد التسجيل لعبنا بثقة أكبر".

في المقابل، خاض دورتموند الفائز باللقب القاري مرة واحدة عام 1997، المباراة في غياب أفضل هدافين في صفوفه وهما ماركو رويس والإسباني باكو الكاسر بداعي الاصابة، فلعب ماريو غوتسه أساسيا في الهجوم يسانده الإنكليزي الشاب جايدون سانشو والأميركي كريستيان بوليسيتش على الجناحين.

وعبر سانشو عن خيبته بعد أن لعب أمام عائلته "لا أعرف كيف أصف ما حصل في الشوط الثاني. قدمنا كل ما نملك لكنهم كانوا أفضل. لعبنا جيدا في الشوط الاول. يجب أن نبقى مركزين طوال المباراة".

وشهد الشوط الاول سيطرة ميدانية لدورتموند لكن حارس مرمى توتنهام الفرنسي هوغو لوريس ابقى فريقه في المباراة من خلال تصديه لاكثر من كرة خطرة لبوليسيتش اثر مجهود فردي رائع (15) قبل ان يتدخل مجددا ليسيطر على كرة زاحفة للبلجيكي اكسل فيتسل (20)، واخرى عندما تصدى ببراعة لرأسيه مواطنه دان اكسل زاغادو من مسافة قريبة (44).

ولم تمض دقيقتان على مطلع الشوط الثاني حتى نجح توتنهام في افتتاح التسجيل عندما مرر البلجيكي يان فرتونغن كرة عرضية داخل المنطقة تابعها سون على الطاير داخل الشباك الألمانية.

ورفع سون رصيده من الأهداف في دوري أبطال أوروبا الى تسعة وهو ثاني أفضل هداف آسيوي في البطولة القارية بعد الأوزبكي ماكسيم شاتسكيخ مهاجم دينامو كييف الأوكراني سابقا مع 11 هدفا.

وأضاف فيرتونغن الهدف الثاني بتمريرة طبق الأصل عن الهدف الأول فتابعها على الطاير بيسراه داخل الشباك (83).

ثم اختتم يورنتي التسجيل بكرة رأسية مستغلا ركلة ركنية من صانع الألعاب الدنماركي كريستيان اريكسن قبل نهاية المباراة بأربع دقائق ليفتح باب ربع النهائي لفريقه.

وكان توتنهام تغلب على دورتموند ذهابا وإيابا في دور المجموعات الموسم الماضي قبل ان يخرج على يد يوفنتوس الايطالي في هذا الدور.