خرائط غوغل ساحة للحرب الاسرائلية على غزة

'غوغل مابس' تعطل تحديثات حالة حركة المرور المباشرة في إسرائيل والقطاع بذرائع أمنية، وناشطون يشنون حملة لاضافة 'أسماء وهمية' معادية لدولة الاحتلال او ساخرة لمواقع في رفح.

واشنطن – فيما تستعد اسرائيل لغزو بري محتمل على غزة، قامت العملاقة التكنولوجية الأميركية غوغل الاثنين بتعطيل تحديثات حالة حركة المرور المباشرة مؤقتا على تطبيقات خدمة الخرائط غوغل مابس و"ويز" في إسرائيل والقطاع، بالتزامن مع حملة عربية ضد الشركة المتهمة بالانحياز ضد الفلسطينيين لاضافة "أسماء وهمية" لمواقع في رفح على خرائط غوغل تضمنت كلمات وعبارات "معادية" لدولة الاحتلال.

وقال متحدث باسم خرائط غوغل: "كما فعلنا سابقا في حالات الصراع واستجابة للوضع المتطور في المنطقة، لقد قمنا مؤقتا بتعطيل القدرة على رؤية حالة حركة المرور المباشرة وبيانات الازدحام المروري، وذلك مراعاة لسلامة المجتمعات المحلية".

ويمكن أن تكشف معلومات حركة المرور المباشرة عن تفاصيل حول تحركات القوات أو حيث تتجمع حشود من الناس. وتقوم التقنية بتجميع بيانات المواقع لإظهار مكان حدوث تأخيرات في حركة المرور.

وقال مصدر مطلع على الوضع لـ"بلومبرغ" إن إزالة غوغل لبيانات الازدحام في الوقت الفعلي في إسرائيل وغزة تم بناء على طلب من الجيش الإسرائيلي، لأن هذه المعلومات من المحتمل أن تكشف عن تحركات القوات الإسرائيلية.

وتظهر رسالة للمستخدمين لتطبيق "ويز" للخرائط في المناطق الساخنة إسرائيل وغزة مفادها: "بسبب الوضع الأمني: لن يتم عرض حركة السائقين أو الاختناقات المرورية والتنبيهات الأخرى".

كن يبدو أن تطبيق خرائط "ويز" لا يزال يعمل بكامل طاقته في مناطق من إسرائيل، مثل تل أبيب، بينما تم تعطيل بيانات حركة المرور الحية في خرائط غوغل في جميع أنحاء البلاد.

مع هذا، سيظل مستخدمو خرائط غوغل وويز في المنطقة قادرين على استخدام تلك التطبيقات للملاحة وتلقي أوقات الوصول المقدرة بناء على الظروف على الأرض مع حذف التفاصيل حول أماكن الاختناقات المرورية في الخرائط.

وأوردت وسائل إعلام إسرائيلية أن أبل قد قامت أيضا من جانبها بتعطيل ميزات حركة المرور الحية المباشرة أيضا.

رفح
رسائل معادية لإسرائيل ومساندة لفلسطين على خرائط غوغل

من جهة اخرى عثر مستخدمو خرائط غوغل على عشرات من أسماء الأماكن المناهضة لإسرائيل باللغتين الإنكليزية والعربية على الخرائط قرب معبر رفح على الحدود بين قطاع غزة ومصر.

وشن مستخدمون حملة على خرائط غوغل لوضع "أسماء وهمية" لمواقع في رفح تضمنت كلمات وعبارات "معادية" لإسرائيل او ساخرة منها.

ويبدو ان نشطاء سيبرانيين استهدفوا خدمة الخرائط المشهورة لنشر رسائل معادية لإسرائيل، مستفيدين من ميزة على "غوغل مابس" تسمح بإضافة وتعديل أسماء المعالم والمواقع.

ووصف الرئيس التنفيذي لشركة تحليل التهديدات عبر الإنترنت "ميمتيكا" بن ديكر، بأنها  العملية تشكل "تخريبا إلكترونيا".

وقال متحدث باسم شركة غوغل لـ"سي أن أن": نسعى جاهدين لتحقيق التوازن الصحيح ومساعدة الأشخاص في الحصول على معلومات موثوقة حول الأماكن المحلية، وتقليل المحتوى غير الدقيق أو المضلل. 

وتابع المصدر ذاته "لدينا سياسات واضحة لمساهمات المستخدمين، ونحن نراجع بشكل نشط الأمثلة التي قدمتها الشبكة، ونعمل حاليا على إزالة المحتوى الذي ينتهك سياسات النشر".

وقبل ايام تعرضت شركة غوغل لانتقادات من المصريين بعد نشر بعض رواد مواقع التواصل صورا لما قالوا إنها لحذف خريطة سيناء من خرائطها وإدراج قرية الكونتلا الحدودية في مصر على أنها تابعة لإسرائيل.

وردت غول فيما بعد وقالت إنها صححت الخطأ بالنسبة لقرية الكونتلا، أما خريطة سيناء فقالت إنها لا تعرض أسماء المقاطعات في مصر.

وعموما يتسم موقف غوغل في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي بالانحياز الكامل لدولة الاحتلال، اذ تعتبر خرائط غوغل الاراضي الفلسطينية المحتلة وفق المقررات الدولية اراض اسرائيلية، فيما لا تشير حتى لمناطق السيادة الفلسطينية في الخريطة على انها اجزاء من دولة فلسطين.