خسائر إيران العسكرية في سوريا لا تتوقف

مقتل فرهاد دبيريان القائد البارز في الحرس الثوري يعزز نزيف الأذرع الإيرانية الممتدة إلى كل من سوريا ولبنان والعراق.

دمشق - أكدت مصادر إعلامية إيرانية مساء الجمعة مقتل قيادي بارز في الحرس الثوري الإيراني في العاصمة السورية دمشق، لينضم إلى قائمة التصفيات التي لقحت بأبرز القيادات الإيرانية مؤخرا.

وذكرت وكالة فارس للأنباء أن فرهاد دبيريان العضو البارز في الحرس الثوري قتل في سوريا الجمعة دون ذكر تفاصيل عن كيفية موته.

ووصفت الوكالة المقربة من الحرس الثوري دبيريان بأنه "أحد المدافعين عن مقام السيدة زينب" في العاصمة السورية دمشق وأنه "تولى من قبل قيادة العمليات العسكرية في مدينة تدمر بعد استعادتها من تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن "قائدا كبيرا بالحرس الثوري الإيراني اغتيل في منطقة السيدة زينب جنوبي دمشق".

ولم يصدر إلى الآن أي بيان عن الجهة التي تقف وراء العملية، كما لم تدلي الحكومة السورية بتصريحات عن تفاصيل العميلة.

وذكر المرصد السوري أن دبيريان مقرب من الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله وهو أبرز ألأذرع الإيرانية في سوريا.

وكانت إسرائيل قد شنت في الـ24 من فبراير/شباط غارات جوية على مواقع جنوب العاصمة دمشق، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 6 أشخاص هم فلسطينيان اثنان من حركة الجهاد الإسلامي و4 من القوات الموالية لإيران أحدهم من الجنسية السورية.

وكثيرا ما تستهدف الغارات الجوية الإسرائيلية في سوريا مواقع عسكرية لإيران وحزب الله اللبناني. وكشفت إسرائيل في الفترة الأخيرة عن وجود مصنع إيراني للصواريخ وقواعد للحرس الثوري في المنطقة.

وفقدت إيران في الأشهر الثلاثة الأخيرة أحد أبرز أذرعها في المنطقة، وهما الجنرال قاسم سليماني والقيادي بالحرس الثوري أصغر باشابور.

وقتل سليماني في الـ3 من يناير/كانون الثاني في غارة أميركية في بغداد، وهو ما مثل ضربة قاصمة للسلطات الإيرانية التي ردت على العملية بضربات استهدفت مواقع أميركية في العراق، تسببت في مقتل متقاعد أميركي وجندي عراقي وإصابات في صفوف عناصر القوات الأميركية.

وكان سليماني المشرف الفعلي على ميليشيات إيران في سوريا ومدير عملياتها في منطقة الشرق الأوسط.

أما باشابور القيادي البارز في فيلق القدس التابع للحرس الثوري، فقد قتل في اشتباكات عنيفة مع القوات السورية المعارضة في الـ2 من فبراير/شباط. وكان باشابور مقربا جدا من سليماني.

وتؤكد هذه العمليات وجود مقاتلين إيرانيين في سوريا، فيما كانت طهران تقول أن وجودها يقتصر على مستشارين عسكريين.

وليست هذه المرة الأولى التي يقتل فيها قائد كبير في الحرس الثوري أو أذرعه، فقد أعلنت طهران في أكثر من مرة عن مقتل ضباط بارزين في اشتباكات على جبهات القتال في سوريا، بينما نفت مرارا أن تكون لديها قوات تقاتل على الأرض، زاعمة وجود مستشارين عسكريين وقوات شبه عسكرية لحماية مواقع شيعية 'مقدسة'.

وتساند إيران بإشرافها على عمليات عسكرية الرئيس بشار الأسد في الحرب السورية المستمرة منذ ثمانية أعوام.

وألقت إيران بثقلها في سوريا دعما لنظام الأسد منذ العام الأول للحرب التي تفجرت على إثر ثورة شعبية في مارس/آذار  من العام 2011.

وتسعى إيران إلى توسيع نفوذها في سوريا والعراق ولبنان وجر المنطقة إلى حروب وتوترات مستمرة، حيث هيمنت الميليشيات الإيرانية على عدة مناطق خصوصا الأراضي السورية، مستثمرة في الاضطرابات الأمنية المستمرة منذ 2011.