خطر الهواء الملوث على نمو الطفل يستمر حتى البلوغ

الجسيمات الدقيقة المحمولة جوا في الهواء الملوث تضر بالقلب والأوعية الدموية للنساء الحوامل وتؤثر على نمو الجنين داخل الرحم.
ما تستنشقه الأم من هواء يحدد صحة الجنين
الهواء الملوث يزيد فرص إصابة الأطفال بالإعاقة الذهنية والأمراض العقلية

واشنطن - أظهرت دراسة أميركية حديثة أن الجسيمات الدقيقة المحمولة جوا في الهواء الملوث الذي تستنشقه النساء الحوامل، قد تضر بالقلب والأوعية الدموية وتؤثر على نمو الجنين داخل الرحم.
الدراسة أجراها باحثون في جامعة روتجرز الأميركية، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية "السموم القلبية الوعائية" العلمية.
وأوضح الباحثون أن أنظمة القلب والأوعية الدموية لدى الأم تتأثر بشدة خلال الثلثين الأول والثالث من الحمل بسبب ما تستنشقه من ملوثات.
وللوصول إلى نتائج الدراسة، تابع الفريق حالة مجموعة من الفئران أثناء الحمل، ودرسوا نسب التعرض لتلوث الهواء خلال فترة الحمل، ومدى تأثر نمو الأجنة بالتلوث، وتمت مقارنة النتائج مع فئران استنشقت أمهاتهم هواء نقيا خلال فترة الحمل.
ووجد الباحثون أن التعرض للملوثات في مرحلة مبكرة من الحمل يؤثر بشكل كبير على الدورة الدموية للأم، وخاصة الشريان الرئيسي والحبل السري، مقارنة بالمجموعة الأخرى.
وكان التعرض للثلوث أكثر تأثيرا على حجم الجنين خلال الثلث الأخير من الحمل، لأن تدفق الدم المقيد من الأم يحرم الجنين من المغذيات التي تزيد وزنه قبل الولادة.

تأثير تلوث الهواء على الأطفال
التأثير السلبي لتلوث الهواء يرافق الأطفال

وعن السبب في ذلك، وجد الباحثون أن الجسيمات الدقيقة الناجمة عن تلوث الهواء أدت إلى ضعف وظيفة الشرايين في الرحم، ما أدى إلى عرقلة تدفق دم الأم إلى الجنين، ويمكن أن يستمر هذا التأثير السلبي على الطفل حتى مرحلة البلوغ.
وقالت الدكتورة فيبي ستابلتون، قائد فريق البحث: "تشير هذه النتائج إلى أنه يجب على النساء الحوامل، ومن هن في سن الإنجاب، تجنب المناطق المعروفة بتلوث الهواء المرتفع للحد من تعرضهن وأجنتهن للخطر".
وأضافت أن "ما تستنشقه الأم من هواء يؤثر على نظام الدورة الدموية لديها، والذي يتكيف باستمرار لتوفير تدفق الدم الكافي إلى الجنين أثناء نموه".
وأشارت إلى أن "التعرض لهذه الملوثات يمكن أن يؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية، وتقييد تدفق الدم إلى الرحم، وحرمان الجنين من الأكسجين والمواد المغذية، ما قد يؤدي إلى تأخر نموه وتطوره داخل الرحم".
وتنبعث الجسيمات الدقيقة المحمولة جوا في الغالب من مصادر صناعية، بالإضافة إلى عوادم السيارات، والطهي بالخشب والتدخين، ويمكن استنشاقها فتستقر في الرئة وتنتقل إلى مجرى الدم، وتزيد فرص إصابة الأطفال بالإعاقة الذهنية والأمراض العقلية.