خطر صحي جديد يعيق إقامة البشر في الفضاء

دراسة حديثة تفيد أن تغييرات كبيرة في شكل الدماغ يسببها الاختلاف في الجاذبية خارج الارض، تحدث للرواد أثناء رحلاتهم الفضائية.
انتفاخ في الرأس بسبب صعود السوائل إلى الأعلى
الصورة المتخيلة عن رؤوس الكائنات الفضائية لها أساس علمي
التكيف مع الجاذبية عائق كبير في وجه الاستيطان البشري للفضاء
آلاف من التغيرات الجينية تحدث عندما يذهب شخص ما إلى الفضاء

لندن - وجدت دراسة جديدة أن تغييرات في شكل الرأس تحدث لرواد الفضاء أثناء سفرهم خارج كوكب الأرض ترافقها مشاكل في الرؤية يصابون بها بعد العودة.
أفاد باحثون في دراسة نشرت في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم أن رواد الفضاء يعانون من انتفاخ في الرأس في الفضاء بسبب الجاذبية التي تدفع بالسوائل الدماغية الموجودة في التجاويف إلى أعلى، ما يحدث توسعا المنطقة المحيطة.
وتوصل الباحثون إلى هذه النتيجة التي تذكرنا بشكل رؤوس المخلوقات الفضائية كما صورها أدب وأفلام الخيال العلمي، بعد مسح أدمغة رواد فضاء روس، قبل وبعد السفر إلى الفضاء الذي استمر ستة أشهر.
وتبدأ تجاويف الدماغ التي توسعت بمقدار 11% تقريبا، بالتقلص والعودة إلى حجمها الطبيعي بعد العودة إلى الأرض ببضعة أشهر، حيث تسحب الجاذبية جميع سوائل الجسم للأسفل نحو القدمين.

رائد الفضاء سكوت كيلي
لا احد يعود من الفضاء كما كان

وربما تشكل هذه النتيجة وغيرها من المخاطر الصحية التي أثبتتها دراسات عديدة عائقا أمام استيطان البشر للفضاء.
وقدمت في ابريل/نيسان الماضي دراسة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) لرائد أمضى عاما في الفضاء بينما بقي شقيقه التوأم على الأرض، معلومات مهمة حول تأثيرات رحلة الفضاء الطويلة على جسم الإنسان.
فقد أمضى رائد الفضاء الأميركي سكوت كيلي عاما في محطة الفضاء الدولية بينما بقي التوأم المطابق له مارك كيلي، رائد الفضاء السابق في "ناسا"، على الأرض.
ووجد الباحثون الذين أجروا الدراسة أن معظم التغيرات التي حدثت لدى سكوت خلال فترة وجوده في الفضاء، عادت إلى طبيعتها بعد أشهر من عودته إلى الأرض، وقالوا إن آلافا من التغيرات الجينية والجزيئية تحدث عندما يذهب شخص ما إلى الفضاء، وأكدوا أن كل الجينات عادت إلى وضعها الطبيعي بعد الرجوع إلى الأرض.
وقالت ناسا إن رواد الفضاء يشعرون بإرهاق كبير بعد عودتهم من محطة الفضاء الدولية وأرجعت ذلك بشكل رئيسي إلى مسألة التكيف مع الجاذبية.
وأضافت أنهم يشعرون بأعراض تشبه الانفلونزا كالغثيان والدوار وآلام في المفاصل والعضلات والطفح الجلدي.