خطف تجار وغلق معبر ينذر بتأجيج النزاع بين السودان وإثيوبيا

الجيش السوداني يكثف تعزيزاته العسكرية على الحدود الإثيوبية عازما على استعادة ما تبقى من أراضيه الواقعة تحت سيطرة أديس أبابا، فيما بلغ التوتر بين الطرفين أوجه وسط خلاف عميق بشأن ترسيم الحدود.

القضارف (السودان) - قد يؤدي الوضع المتوتر على الحدود السودانية الإثيوبية الأشبه بالنار تحت الرماد إلى نشوب نزاع مسلح بين الخرطوم وأديس أبابا، فقد أقدم الأحد محتجون من السودان على إغلاق معبر حدودي احتجاجا على اختطاف "مليشيا" إثيوبية لتجار سودانيين واحتجازهم كرهائن.

وأغلق عشرات المحتجين السودانيين معبرا حدوديا رئيسيا يربط بين السودان وإثيوبيا، وفق ما أفادت به مصادر إعلامية سودانية.

وذكر موقع 'سودان تربيون' الخاص أن المحتجين الغاضبين اعتصموا بمحلية "باسندا" في ولاية القضارف (شرق)، وأغلقوا معبر "القلابات" الحدودي بين البلدين.

ويحتج المعتصمون على خطف ثلاثة تجار سودانيين من منطقة القلابات من قبل "مليشيا" إثيوبية مسلحة، وفق ذات المصدر.

والتجار المختطفون هم نجل عمدة قبيلة "الحمر" أحمد موسى دفيعة، ومحمد موسى مستور، وأحمد إبراهيم أحمد.

واعتادت "مليشيا" إثيوبية على اختطاف السودانيين في الشريط الحدودي بغرض الحصول على فدية مالية، وتتهم الخرطوم أديس أبابا بدعم تلك المليشيات، فيما تنفي الأخيرة ذلك.

والسبت اختطفت "مليشيا" إثيوبية 3 سودانيين من منطقة القلابات الحدودية بين البلدين، مطالبةً بفدية مقابل إطلاق سراحهم.

والجمعة أعلن الجيش السوداني اعتزامه اتخاذ خطوات لاستعادة ما تبقى من أراضي بلاده "الواقعة تحت السيطرة الإثيوبية".

جاء ذلك على لسان نائب رئيس أركان الجيش الفريق الركن عبدالله البشير، خلال خطاب له أمام قافلة مساعدات غذائية قدمها القطاع الخاص لقواته بولاية القضارف الحدودية مع إثيوبيا، حسب وكالة الأنباء السودانية الرسمية.

وقال عبدالله البشير إن "القوات المسلحة ستظل سدا منيعا لحفظ أمن البلاد وحماية أراضيه. لم نسع لقتال الجيران (في إشارة لإثيوبيا)، لكن لدينا حدود موروثة ومعروفة عبر الأجيال".

وأضاف "لن نصبر على قتل النساء والأطفال، ولنا أرض تضع إثيوبيا يدها عليها، سوف نسعى لعودتها فهي معروفة للجميع"، مؤكدا عدم التفريط في شبر واحد من أراضي منطقة الفشقة بالشريط الحدودي مع إثيوبيا.

وتابع "السودان ليس طامعا في أرض وموارد الغير ولديه من الإمكانات الكبيرة التي نسعى لاستردادها وتسخيرها لخدمة البلاد".

ومنذ فترة تشهد الحدود السودانية الإثيوبية توترات، حيث أعلنت الخرطوم في 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي، سيطرة الجيش على كامل أراضي بلاده في منطقة "الفشقة" الحدودية مع إثيوبيا.

بينما اتهم السفير الإثيوبي لدى الخرطوم بيتال أميرو في 13 يناير/كانون الثاني الجاري، الجيش السوداني بالاستيلاء على 9 معسكرات داخل أراضي إثيوبيا منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

ويطالب السودان بوضع العلامات الحدودية مع إثيوبيا بناء على اتفاقية 1902، التي وقعت في 15 مايو/أيار من العام نفسه بأديس أبابا بين إثيوبيا وبريطانيا (نيابة عن السودان)، وتوضح مادتها الأولى الحدود الدولية بين البلدين.