خطوة أوكرانية على طريق الترشح لعضوية الاتحاد الأوروبي
كييف/بروكسل - سلم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رسميا استطلاعا كاملا بشأن عضوية الاتحاد الأوروبي إلى مبعوث الاتحاد اليوم الاثنين. وقال إنه يعتقد أن هذه الخطوة ستؤدي إلى حصول بلاده على وضع مرشح للعضوية في غضون أسابيع.
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قد سلمت الاستطلاع إلى زيلينسكي خلال زيارتها إلى كييف في الثامن من أبريل/نيسان وتعهدت ببداية أسرع لمحاولة أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بعد الغزو الروسي للبلاد.
وأظهرت لقطات مصورة نشرتها الحكومة الأوكرانية أن زيلينسكي قدم الوثيقة المكتملة إلى مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى أوكرانيا.
وقال الزعيم الأوكراني خلال الاجتماع "نعتقد بقوة أن هذا الإجراء (منح وضع المرشح) سيحدث في الأسابيع المقبلة وسيكون إيجابيا لتاريخ شعبنا بالنظر إلى الثمن الذي دفعوه على طريق الاستقلال والديمقراطية".
وقال نائب رئيس مكتب الرئيس الأوكراني أن بلاده تتوقع الحصول على وضع الدولة المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في يونيو/حزيران خلال اجتماع للمجلس الأوروبي، مضيفا أنه سيكون على المفوضية الأوروبية إصدار توصية بشأن امتثال أوكرانيا لمعايير العضوية الضرورية.
وكدولة مرشحة، ستبدأ أوكرانيا مفاوضات حول مواءمة قوانينها مع الإطار القانوني للاتحاد الأوروبي وهو مسار طويل سبق أن اختبرته تركيا التي لم تحصل على العضوية رغم عقود من مفاوضات الأخذ والردّ.
والوضع بالنسبة لأوكرانيا قد يختلف عن وضع تركيا لجهة تقارب كييف وبروكسل في مبادئ حقوق الإنسان وهي مسالة خلافية وحساسة جدا بالنسبة لتركيا.
لكن حصول أوكرانيا على العضوية في التكتل الأوروبي وهو ألأمر من الناحية الإجرائية ليس بالأمر الصعب وتحفزه الحسابات والمتغيرات الجيوسياسية، لكنه معقد لجهة الرفض الروسي انخراط الجمهورية السوفييتية السابقة في أي تحالف أو تكتل.
وكان الرئيس الأوكراني قد أعلن تخليه عن انضمام بلاده لحلف شمال الأطلسي (الناتو) وهو شرط روسي لأي مفاوضات مع الجانب الأوكراني لوقف إطلاق النار كما أقر زيلنسكي باستحالته أيضا.
واستنكر الاتحاد الأوروبي الاثنين ما وصفه بـالقصف "العشوائي وغير المشروع" الذي تشنّه روسيا على مدنيين في أوكرانيا، مندّداً بما وصفها بـ"جرائم حرب".
وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان أصدرته المفوضية الأوروبية عقب غارات استهدفت مدينة لفيف في غرب أوكرانيا إنّ "الاتحاد الأوروبي يندّد بتواصل القصف العشوائي وغير المشروع على مدنيين وبنى تحتية مدنية من جانب القوّات الروسية المسلّحة... لا مجال للإفلات من العقاب في سياق جرائم حرب".
وكانت خمس غارات روسية "قويّة" استهدفت لفيف الاثنين، مسفرة عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين، وفق سلطات المدينة.
وتحوّلت لفيف القريبة من الحدود البولندية إلى "ملجأ" للمهجّرين داخل البلد ومركز للعديد من السفارات الغربية. وشدّد بوريل على أنّ "الهجمات على لفيف ومدن أخرى في غرب أوكرانيا تظهر أنّ ما من منطقة في البلد بمنأى عن هجوم الكرملين العشوائي".
وتابع أنّ "مدنا كبيرة، بما فيها خاركيف، لا تزال عرضة لقصف بلا هوادة، يتسبّب بخسائر إضافية في الأرواح والبنى التحتية المدنية".
ولفت بوريل إلى أنّ "الاتحاد الأوروبي يشيد بقوّة الشعب الأوكراني وبسالته ومقاومته للعدوان الروسي ويقف إلى جانبه وقفة تضامنية قويّة، لا سيّما من خلال دعم تسليم المعدّات العسكرية".
وختم بالقول "ينبغي على روسيا أن توقف الأعمال العدائية على الفور وبلا أيّ شرط وأن تسحب كلّ قوّاتها وكلّ معدّاتها العسكرية من أوكرانيا".