خطوة حاسمة لبايرن وبرشلونة نحو ربع النهائي

الفريق البافاري يكتسح مضيفه تشلسي بثلاثية نظيفة في موقعة الذهاب، والكتالوني يعود من ارض نابولي بالتعادل الايجابي.

لندن - قطع بايرن ميونيخ الألماني وبرشلونة الإسباني أكثر من نصف الطريق نحو التأهل الى الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا، بعد فوز كاسح للأول على مضيفه تشلسي الإنكليزي 3-صفر وعودة الثاني من ملعب نابولي الإيطالي بالتعادل 1-1 الثلاثاء في ذهاب ثمن النهائي.

على ملعب "ستامفورد بريدج" لقن بايرن ميونيخ منافسه تشلسي درسا في الفعالية بتسجيله ثلاثة اهداف ملعوبة ليحسم اي تشويق قبل مباراة الاياب المقررة على ملعب "اليانز ارينا" في 18 الشهر المقبل.

وحافظ الفريق البافاري الفائز باللقب القاري خمس مرات، بالتالي على سجله المثالي في المسابقة القارية بتحقيقه فوزه السابع تواليا هذا الموسم.

وكان مدربه هانزي فليك راضيا تماما لأنه "بالنسبة لنا، بطبيعة الحال، هذه نتيجة جيدة جدا. قدم الفريق طوال الدقائق التسعين أداء مركزا وحازما".

اما مدرب تشلسي فرانك لامبارد فقال "يجب ان نكون صريحين والقول بان العرض كان سيئا. لقد تفوق علينا الفريق المنافس في جميع الجوانب وهي خسارة مؤلمة. ليس غريبا بان بايرن ميونيخ ينافس على اللقب في كل سنة محليا واوروبيا نظرا للمستوى الذي ظهر به. لقد خاب ظني لاننا لم نتمكن من القيام بعمل افضل في مواجهته".

ثلاثة اصفار للفرق الانكليزية

وهي الخسارة الثالثة لاحد ممثلي الكرة الانكليزية في ذهاب هذا الدور، بعد سقوط ليفربول حامل اللقب امام اتلتيكو مدريد الاسباني صفر-1 خارج ملعبه، وتوتنهام امام لايبزيغ الالماني صفر-1 على ارضه.

والمفارقة ان الفرق الانكليزية الثلاثة لم تسجل اي هدف علما بانها كانت حاضرة بقوة في نهائي المسابقتين القاريتين الموسم الماضي، حيث خاض ليفربول نهائي دوري الابطال في مواجهة توتنهام، في حين التقى طرفا مدينة لندن تشلسي وارسنال في نهائي الدوري الاوروبي (يوروبا ليغ).

يدين تشلسي الى حارس مرماه الارجنتيني ويلي كاباييرو في المحافظة على نظافة شباكه في الشوط الأول بانقاذه العديد من الكرات الخطرة، أبرزها للبولندي روبرت ليفاندوفسكي (14 و27). كما سدد توماس مولر كرة لولبية بجانب القائم الايسر (29)، و ارتقى لكرة برأسه وسددها تخطت كاباييرو لكن العارضة تدخلت لانقاذ الموقف (35).

وبدأ تشلسي الشوط الثاني ضاغطا وكاد يفتتح التسجيل بعد كرة مرتدة تهيأت امام روس باركلي داخل المنطقة، لكن نوير تصدى لمحاولته ببراعة (48).

اربع دقائق حاسمة

وبعدها بثلاث دقائق تقدم الفريق البافاري بعد لعبة مشتركة بين سيرج غنابري وليفاندوفسكي الذي اعاد الكرة الى زميله ليسجل من مسافة قريبة (50).

وكرر الثنائي السيناريو ذاته بعد ذلك ليضيف غنابري بيسراه الهدف الثاني بعيدا عن متناول كاباييرو (54).

وتوجه غنابري بالشكر الى ليفاندوفسكي، قائلا "مرر لي روبرت هدفين كان بإمكانه أن يسجلهما بنفسه. بإمكاني أن أتخلى له عن جائزة أفضل لاعب في المباراة (التي نالها هو)"، متطرقا بعد ذلك الى مجريات المباراة بالقول "وضعناهم تحت ضغط كبير واستفدنا من الانتقال بسرعة من الدفاع الى الهجوم. نحن سعداء بكل بساطة".

وفوت غنابري على نفسه تسجيل الهاتريك عندما سدد "على الطاير" كرة متقنة من مولر لكنها جاءت عالية جدا (59).

وخسر بايرن ميونيخ جهود كومان لاصابة بتمزق عضلي فحل بدلا منه البرازيلي فيليبي كوتينيو.

واختتم ليفاندوفسكي التسجيل بعد مجهود فردي رائع من الكندي الفونسو ديفيس رافعا رصيده الى 11 هدفا هذا الموسم، لينفرد بصدارة الهدافين بفارق هدف واحد عن مهاجم دورتموند النروجي ارلينغ هالاند.

ورفع ليفاندوفسكي رصيده الى 39 هدفا في 33 مباراة في مختلف المسابقات، وفشل في زيارة الشباك في 7 مباريات فقط هذا الموسم.

وازدادت امور تشلسي سوءا بطرد الونسو اثر توجيه كوعا باتجاه ليفاندوفسكي ليكمل فريقه الدقائق الست الاخيرة بعشرة لاعبين. 

ظهور خجول لميسي على مسرح مارادونا

وعلى ملعب "سان باولو"، عجز النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي عن اقناع جمهور نابولي بأنه على قدر المساواة باسطورة النادي مواطنه دييغو مارادونا بعد أن عانى للتخلص من الرقابة المفروضة عليه، لكن فريقه برشلونة الذي يتحضر لخوض الكلاسيكو المحلي ضد غريمه ريال مدريد الأحد في معقل الأخير، حقق الأهم وعاد بالتعادل أمام جمهور تحدى الخوف من فيروس كورونا المستجد الذي ألقى بظلاله على إيطاليا أكثر من أي من دولة أوروبية أخرى.

في الملعب الذي تألق فيه مارادونا وقاد نابولي للقبيه الأول والأخير في الدوري الإيطالي عامي 1987 و1990 بعد أن انتقل اليه من برشلونة بالذات ما جعله معبود المدينة الجنوبية، ناب الفرنسي أنطوان غريزمان عن ميسي وأنقذ الضيوف بادراكه التعادل في مباراة أكملها فريقه بعشرة لاعبين في الثواني الأخيرة بعد طرد التشيلي أرتورو فيدال.

وحقق مدرب برشلونة كيكي سيتيين بهذا التعادل نتيجة إيجابية في مباراته الأولى على الإطلاق في دوري الأبطال بعد أن استلم الاشراف على الفريق مطلع العام الحالي خلفا لإرنستو فالفيردي، على غرار نظيره في الفريق الإيطالي جينارو غاتوزو الذي خلف كارلو أنشيلوتي بعد التأهل الى ثمن النهائي.

واعتبر قائد نابولي ومهاجمه لورنتسو إنسيني بأن فريقه استحق الفوز لأنه حصل على فرص أكثر من ضيفه، كاشفا بأن هذا التعادل ترك "طعما مريرا".

وفي حديث لشبكة "سكاي سبورت" الإيطالية، كشف إنسينيي "أني طلبت قميص ميسي قبل المباراة، وإنه لشرف لي أن أحصل عليه"، مضيفا "كان من المؤثر عاطفيا أن نواجه برشلونة وميسي للمرة الأولى، لكني أشعر أنه كان بإمكاننا تحقيق نتيجة أفضل أمام مشجعينا، لاسيما في ظل الفرص التي حصلنا عليها".

وبدأ نابولي اللقاء باندفاع لكن من دون تهديد لمرمى الألماني مارك أندري تير شتيغن، قبل أن يدخل برشلونة في الأجواء من دون خطورة أيضا.

وعندما بدا برشلونة مسيطرا على المباراة، انطلق نابولي بهجمة مرتدة وصلت عبرها الكرة الى البولندي بيوتر زيلينسكي الذي عكسها للبلجيكي درايس مرتنز، فأطلقها لولبية رائعة من مشارف المنطقة الى الزاوية اليسرى العليا للمرمى (30)، رافعا رصيده الى 121 هدفا بقميص نابولي في جميع المسابقات، ليصبح على المسافة ذاتها من صاحب الرقم القياسي السلوفاكي ماريك هامسيك.

وبدا برشلونة عاجزا عن تهديد مرمى الكولومبي دافيد أوسبينا وبقي الوضع على حاله في الشوط الثاني الذي شهد في بدايته اصابة مرتنز (54)، لكن من إحدى محاولاته النادرة على المرمى، خطف الضيف الكاتالوني التعادل بكرة أطلقها غريزمان في سقف الشباك بعد عرضية من البرتغالي نيلسون سيميدو (57).

وحصل نابولي على فرصة ذهبية للتقدم لكن كاليخون اصطدم بتألق تير شتيغن (63)، ثم نجح برشلونة في احتواء مضيفه لكنه تعرض لضربة بطرد فيدال نتيجة نيله إنذارا ثانيا (89)، قبل أن يخسر بعدها جهود جيرار بيكيه بسبب الإصابة.