خفر السواحل الليبي يواجه تحقيقا لمحاولة إغراق قارب مهاجرين

مدعون إيطاليون يسعون للحصول على إذن من روما لفتح تحقيق بشأن تسجيل مصوّر يعتقد بأنه يظهر خفر السواحل الليبيين أثناء إطلاقهم النار على قارب يقل مهاجرين في المتوسط.
مساع إيطالية لفتح تحقيق نوعي في شبهة ارتكاب خفر السواحل الليبي جرائم بحق مهاجرين
المساعدات الإيطالية المقدمة لخفر السواحل الليبي مهددة بالتوقف بسبب تعرض مهاجرين للعنف

روما - أعلن مدعون إيطاليون الأربعاء أنهم يسعون للحصول على إذن من وزارة الخارجية لفتح تحقيق بشأن تسجيل مصوّر يعتقد بأنه يظهر خفر السواحل الليبيين أثناء إطلاقهم النار على قارب يقل مهاجرين في المتوسط.

وذكرت جمعية "سي ووتش" الألمانية للإنقاذ التي التقطت طائرة المراقبة التابعة لها التسجيل وقدّمت الشكوى أنه في حال الموافقة، سيكون بذلك التحقيق الأول من نوعه في أوروبا.

وتظهر اللقطات التي تم تصويرها في 30 يونيو/حزيران ما يبدو أنها سفينة تابعة لخفر السواحل الليبي تطلق النار وتحاول صدم القارب الصغير في محاولة فاشلة لإجباره على العودة إلى ليبيا.

وهبط المهاجرون الـ64 في وقت لاحق على جزيرة لامبيدوزا الإيطالية الصغيرة.

وقال المدعي العام في مدينة أغريجنتو في صقلية لويجي باتروناجيو لفرانس برس إنه يدقق في الاتهامات بشأن "محاولة إغراق قارب".

وذكر باتروناجيو أنه يحتاج إلى "إذن من وزارة العدل الإيطالية" لبدء تحقيق رسمي "بالنظر إلى أن موضوع الإجراء هو سلطة أجنبية". وقال إن "الجريمة المفترضة ارتكبت في المياه الدولية بحق أجانب".

وأكد أنه يسعى للحصول على إذن من الوزارة لمتابعة القضية، لكن لا تعرف المدة التي قد يستغرقها لنيله.

وقد يحصل باتروناجيو على الضوء الأخضر لأن المهاجرين - الذين يمكن أن يشهدوا على الأحداث - وصلوا لامبيدوزا التي تخضع لاختصاص أغريجنتو القضائي.

مع ذلك، فإن أي تحقيق قد يكون معقدا نظرا لعدم وجود اتفاقية تعاون قضائي بين إيطاليا وليبيا.

إدانة ليبية

وأفادت البحرية الليبية في بيان بشأن التسجيل المصور أن سفينة خفر السواحل تحدت البروتوكولات بإطلاق طلقات تحذيرية، وقالت إن سلوكها هدد حياة المهاجرين وأفراد الطاقم على حد سواء.

وجاء في البيان "تدين رئاسة جهاز حرس السواحل وأمن الموانئ أي تصرفات أو أفعال تخالف المعايير والقوانين المحلية والدولية وتؤكد على اتخاذ كافة الإجراءات القانونية في ذلك مع من يثبت مخالفته في هذه الواقعة وفقا للتشريعات والقوانين النافذة".

وأضاف "كما تؤكد على الاستمرار في تنفيذ المهام والواجبات وإنقاذ الأرواح في البحر وحماية السواحل الليبية حسب القوانين واللوائح الإنسانية المتعارف عليها محليا ودوليا".

وقالت المتحدثة باسم المنظمة الألمانية جيورجيا ليناردي إنه إذا مضت إيطاليا قدما في التحقيق، فستكون هذه "المرة الأولى التي يبدأ فيها بلد أوروبي تحقيقا بحق خفر السواحل الليبي".

وأضافت أن "العنف الذي تعرض له المهاجرون غير مقبول ويظهر الحاجة لوقف المساعدات لما يسمى بخفر السواحل الليبي".

وتأتي أنباء التحقيق المحتمل، الذي أوردته لأول مرة صحيفة "أفينير" الإيطالية، قبل تصويت البرلمان الإيطالي على تجديد تمويل خفر السواحل الليبي.

تمول إيطاليا والاتحاد الأوروبي منذ سنوات خفر السواحل الليبي ويدربان أفراده لمنع المهربين من نقل المهاجرين واللاجئين في قوارب عبر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا.

لكن خفر السواحل واجه اتهامات عديدة بسوء معاملة طالبي اللجوء، حيث انتقدت الجمعيات الخيرية وجماعات حقوق الإنسان الاتفاق الثنائي بشدة.

وبموجب القانون البحري الدولي، يجب إنزال الأشخاص الذين يتم إنقاذهم في مكان آمن. وتقول هيئة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إن ليبيا لا يمكن اعتبارها ميناء آمنا.

ارتفاع كبير في عدد العائدين

والسفينة التي تم تصويرها واحدة من عدة زوارق تستخدم في الدوريات قدمتها إيطاليا إلى ليبيا.

وتقدم سفينة تابعة للبحرية الإيطالية راسية في طرابلس الدعم الفني لخفر السواحل.

وقال الصحافي في إذاعة "راديكال" سرجيو سكاندورا، الذي تم تضمين تتبعه لتحركات سفينة خفر السواحل في ملف باتروناجيو، لفرانس برس إن الحادث وقع بالقرب من المياه الإيطالية - على بعد 45 ميلا بحريا فقط من لامبيدوزا.

وشدد على أنها "المرة الأولى التي يصل فيها زورق دورية في طرابلس إلى هذه المسافة شمالا بحثا عن مهاجرين".

وذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن خفر السواحل الليبي أعاد أكثر من 13000 شخص إلى ليبيا منذ مطلع هذا العام، متجاوزا عدد العائدين العام الماضي بأكمله.

ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة، لقي ما يقرب من 900 شخص حتفهم في البحر الأبيض المتوسط حتى الآن هذا العام.