خفض محتمل لإنتاج الخام بسبب كورونا ينعش أسعار النفط

انتعاش أسعار النفط يأتي عقب تراجع على مدار الأسبوعين الأخيرين بفعل بواعث القلق حيال أثر الفيروس الصيني على الاقتصاد العالمي.

نيويورك - انتعشت أسعار النفط الثلاثاء بعد يوم من انخفاضها إلى أدنى مستوياتها في أكثر من عام، مدفوعة بمناقشة أوبك وحلفائها مزيد من تخفيضات إنتاج الخام لتعويض الضرر الناتج عن تراجع الطلب على النفط في ظل تفشي فيروس كورونا.

وارتفع خام برنت 65 سنتا بما يعادل 1.2 بالمئة إلى 55.10 دولار للبرميل، في حين زاد الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 52 سنتا أو واحدا بالمئة ليسجل 50.63 دولار.

يأتي الانتعاش عقب تراجع على مدار الأسبوعين الأخيرين بفعل بواعث القلق حيال أثر الفيروس الصيني على الاقتصاد العالمي. وكانت أسعار الخام نزلت الاثنين إلى أدنى مستوياتها في أكثر من عام.

وبدأت لجنة من منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وحليفتها روسيا الثلاثاء، اجتماعا في مقر المنظمة في فيينا لمناقشة ردها على انتشار فيروس كورونا وتأثيره على الطلب العالمي على النفط. لكن المجموعة قد تواجه معركة شاقة لفرض مزيد من التخفيضات بعد فترة وجيزة فحسب من اتفاقها على الخفض الحالي ونظرا لعدم التيقن بشأن المدى الزمني لأزمة الفيروس.

وأبلغت مصادر إعلامية مطلعة الاثنين أن أوبك+ المؤلفة من منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاء مثل روسيا، تدرس خفض إنتاج الخام 500 ألف برميل إضافية يوميا.

ومددت أوبك وحلفاؤها في كانون الأول/ديسمبر اتفاقا حالياً للحد من إنتاج النفط لدفع الأسعار إلى الارتفاع.

لكن المجموعة قد تواجه معركة شاقة لفرض مزيد من التخفيضات، بعد فترة وجيزة فحسب من اتفاقها على الخفض الحالي ونظرا لعدم التيقن بشأن المدى الزمني لأزمة الفيروس.

وقال المدير العالمي لاستراتيجية السلع الأولية في بي.ان.بي باريبا هاري شلينجوريان، متحدثا لمنتدى رويترز النفطي العالمي، إن "أي تغييرات في سياسة المعروض ستتقرر على أساس تقييمهم للمدى الزمني لتأثير الفيروس التاجي".

وأضاف شلينجوريان "إذا رأت مجموعة المنتجين أن التفشي سيجري احتواؤه وأن تداعياته ستتلاشى بعد فترة وجيزة كما حدث مع سارس، فلهم خيار ألا يحركوا ساكنا وأن يصبروا على بيئة تراجع الأسعار لحين عودة الطلب".

وحدت من مكاسب الأسعار تصريحات وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك الذي قال إنه غير متأكد من أن الوقت قد حان لتشديد القيود المفروضة على الإنتاج.

إذا استمر انتشار الفيروس فيمكن أن يتضرر السوق بشكل كبير

وبلغ عدد ضحايا فيروس كورونا المستجدّ 425، فيما وصل عدد المصابين في الصين إلى عشرين ألفا منذ ظهوره في ديسمبر/كانون الأول، كما انتشر في أكثر من 20 بلدا آخر. وسبب ذلك تراجعا في استثنائيا في أسعار النفط.

وأكد بيارني شيلدروب كبير محللي السلع في 'نورديك بنك سيب' أنه "في الوقت الحالي يبدو السوق مقتنعا بأن الصين ستتمكن من احتواء الفيروس وإدارته، وأن الأسوأ سينتهي قريباً بدون انتشار متسارع خارج الصين، وأن أوبك وحلفاءها سيتدخلون بخفض الإنتاج لمنع فائض في المخزون".

وقال كارستن فريتش من كومرزبنك إن "أحد الخيارات هو خفض الإنتاج المشترك بمقدار نصف مليون برميل إضافي يومياً"، مضيفا "علاوة على ذلك هناك شائعات أن السعودية مستعدة لخفض إنتاجها موقتاً بما يصل إلى مليون برميل يومياً". وذكرت السعودية الاثنين أنّ تأثير فيروس كورونا المستجد على طلب النفط “محدود للغاية وتدفعه عوامل نفسية”.

إلا أن نيل ويلسون كبير محللي السوق في 'ماركتس.كوم' في لندن قال "إذا استمر انتشار الفيروس، فيمكن أن يتضرر السوق بشكل كبير".

وأضاف ويلسون "لم نشهد مثل هذه الصدمة في الطلب على النفط منذ أكثر من عقد. كلما طالت عملية الإغلاق في الصين والقيود على السفر عالميا كان التأثير أكبر".

وتجتمع دول أوبك الـ13 بشكل منتظم إضافة إلى الدول غير الأعضاء وعلى رأسها روسيا، لبحث كيفية التأثير على أسعار النفط.