خلافات كالنار تحت الرماد بين موسكو وأنقرة حول إدلب

أنقرة ترى أنه لا عذر لروسيا للضغط على نظام الرئيس السوري لوقف هجماته على المنطقة المشمولة باتفاق خفض التصعيد والتي تعد آخر جبهة حرب في سوريا قرب الحدود التركية.

أردوغان يلوّح برد مناسب على استهداف نقاط المراقبة التركية في إدلب
تصريحات وروايات روسية وتركية متناقضة حول التصعيد في إدلب
أنقرة اتهمت القوات السورية بمهاجمة قواتها في إدلب

أنقرة - تشير تصريحات وروايات روسية وتركية متضاربة حول التصعيد الأخير في غرب سوريا إلى خلافات بين اثنين من ضامني اتفاق خفض التصعيد ووقف إطلاق النار في آخر جبهة قتال في سوريا.

 ولم تصل الخلافات إلى حدّ أزمة بين موسكو وأنقرة إلا أنه من المرجح في حال تصاعد التوتر في إدلب قد يدخل الجانبان الذين يقفان على طرفي نقيض من الحرب السورية، في أزمة فعلية.

وفي مؤشر على إمكانية تصاعد التوتر، لوّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بردّ مناسب على أي هجوم سوري محتمل على نقاط المراقبة في المنطقة منزوعة السلاح التي تشرف عليها أنقرة.

وحذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان النظام السوري خلال مؤتمر صحافي بعد ظهر الجمعة من "أنه سيكون من المستحيل أن نبقى صامتين في حال استمرت هجماته على نقاط المراقبة التركية"، مضيفا "سنقوم بما يلزم لأننا نريد إرساء السلام في إدلب".

أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الجمعة أن روسيا "لا عذر" لها لعدم وقف الضغط على النظام السوري من أجل وقف ضرباته في شمال غرب سوريا.

وقال في مقابلة تلفزيونية "من هم ضامنو النظام في إدلب وسوريا بشكل عام؟ روسيا وإيران. لا نقبل العذر القائل: لا يمكننا أن نجعل النظام يصغي لنا"، مضيفا "منذ البداية قلنا إننا ضامنو المعارضة. لم تحدث أي مشكلة مع المعارضة المعتدلة".

تركيا تشرف على 12 نقطة مراقبة في المنطقة منزوعة السلاح
تركيا تشرف على 12 نقطة مراقبة في المنطقة منزوعة السلاح

ومنذ نهاية أبريل/نيسانتستهدف الطائرات الحربية السورية والروسية ريف إدلب الجنوبي ومناطق مجاورة له، ما يسفر بشكل شبه يومي عن سقوط قتلى في صفوف المدنيين وباتت قرى وبلدات شبه خالية من سكانها بعدما فروا جراء القصف العنيف.

وتخضع منطقة إدلب لاتفاق روسي-تركي ينصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين قوات النظام والفصائل الجهادية والمقاتلة، لم يتم استكمال تنفيذه.

وشهدت هدوءا نسبيا بعد توقيع الاتفاق في سبتمبر/أيلول، إلا أن قوات النظام صعّدت منذ فبراير/شباط قصفها قبل أن تنضم الطائرات الروسية إليها لاحقا. وزادت وتيرة القصف بشكل كبير منذ نهاية شهر أبريل/نيسان.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة مقتل 28 شخصا بينهم سبعة مدنيين على الأقل في قصف سوري وروسي استهدف مناطق عدة في شمال غرب سوريا الخميس غداة إعلان موسكو عن التوصل إلى وقف لإطلاق النار، نفته تركيا.

وجاء هذا القصف رغم إعلان الجيش الروسي ليل الأربعاء الخميس أنه "بمبادرة من الطرف الروسي وبوساطة تركيا وروسيا، تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في منطقة خفض التصعيد في إدلب" بدءا من 12 يونيو/حزيران.

إلا أن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو قال الخميس إنه "ليس ممكنا القول إنه تمّ التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار" في المنطقة، مضيفا أن موسكو وأنقرة تبذلان "جهودا جدية وصادقة" للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وأفادت وزارة الدفاع التركية الخميس بأن ثلاثة من جنودها أصيبوا في هجوم بقذائف هاون على نقاط مراقبة تركية في إدلب، اتهمت النظام السوري بإطلاقها.

وقال تشاوش أوغلو "نعتقد أن ذلك كان متعمدا. نتحدث مع روسيا بهذا الشأن. في حال واصل النظام هجماته سنقوم بما يلزم"، داعيا موسكو وطهران إلى تحمل "مسؤولياتهما"، فيما تتّهم دمشق أنقرة الداعمة للفصائل بالتلكؤ في تنفيذ الاتفاق.