خلافة خامنئي تؤجج الصراع بين 'آيات الله' في إيران

حرب كلامية بين رئيس مصلحة تشخيص النظام وعضو فقهاء مجلس صيانة الدستور تهز المؤسسة الدينية الإيرانية وتسلط الضوء على حجم الفساد فيها.

رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام يهدد بكشف المسؤولين الفاسدين
آية الله صادق لاريجاني يواجه اتهامات من خصومه بالكسب غير المشروع
شتائم وتهديدات متبادلة بين رجال الدين في إيران

طهران - تسود إيران حالة من التشنج والتوتر بين كبار رجال الدين المكلفين بمهام في المؤسسة الدينية والسياسية إلى درجة بلغت حد تبادل الشتائم والتهديدات في تطور لا يمكن تفسيره بمعزل عن صراع بدأ يخرج للعلن وعن حملة تصفية حسابات ضمن التنافس المحموم على منصب المرشد الأعلى للثورة الإسلامية

وبرز في الفترة الأخيرة صراع بين 'آيات الله' المتحكمين عموما في الشأن الإيراني بما هو سياسي وديني واجتماعي والموجهين أيضا للبوصلة الإيرانية على مستوى العلاقات الخارجية والنزاعات الإقليمية.

واندلعت حرب كلامية كانت الشتائم والتهديدات سمتها البارزة بين رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني آية الله صادق آمولي لاريجاني عضو فقهاء مجلس صيانة الدستور آية الله محمد يزدي، ما دفع ناصر مكارم الشيرازي وهو أحد المرجعيات الشيعية في إيران إلى الدعوة للتهدئة حتى لا يتم تشويه سمعة رجال الدين والنظام الحاكم.

وإلى وقت قريب كان الحديث عن خصومات ونزاعات رجال الدين البارزين في إيران أمرا "محرما" وخطا أحمر، لكن المؤسسة الدينية المتحكمة في معظم الشأن الإيراني والمرجعية الأعلى في البلاد اهتزت منذ فترة على وقع احتجاجات كسرت حاجز الخوف واخترقت جدار الصمت المطبق المفروضة بعصا ميليشيات الحرس الثوري، لتتهم خامنئي ذاته بالفساد وتطالب برحيل النظام الملالي الذي أطبق على صدر عامة الإيرانيين وخنق حرياتهم.

برز في الفترة الأخيرة صراع بين 'آيات الله' المتحكمين عموما في الشأن الإيراني بما هو سياسي وديني واجتماعي والموجهين أيضا للبوصلة الإيرانية على مستوى العلاقات الخارجية والنزاعات الإقليمية

لكن الخلاف الحالي بين آية الله صادق آمولي لاريجاني عضو فقهاء مجلس صيانة الدستور آية الله محمد يزدي، سلط الضوء على الصراع الذي يشق تيار المؤسسة الدينية في إيران.

بلغ صراع آيات الله الحاكمين في إيران حد الشتائم والتهم المتبادلة حيث رد ، على منتقديه بشدة واتهم عضو فقهاء مجلس صيانة الدستور، آية الله محمد يزدي بالكذب والتدليس.

ورد آمولي لاريجاني على منتقديه بشدة، متهما عضو فقهاء مجلس صيانة الدستور(يزدي) بالكذب والتدليس.

وكانت الوكالات الإيرانية الرسمية الأحد قد نشرت رسالة مفتوحة للاريجاني اتهم فيها يزدي بـ"نشر الأكاذيب وبث الإشاعات والتشهير" وذلك ردا على اتهام أن يزدي اتهم يزدي له بتشييد القصور تحت غطاء الحوزات الدينية واستغلال منصبه عندما كان رئيسا للقضاء.

وسارع رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني إلى تكذيب روايات تتحدث عن اعتزامه الهجرة إلى النجف الأشرف في العراق. كما نفى في الوقت ذاته أن تكون السلطات الأمنية الإيرانية قد اعتقلت مدير مكتبه بتهم فساد.

وذهب عضو فقهاء مجلس صيانة الدستور إلى أبعد من ذلك حين شكك في أهلية لاريجاني العلمية والدينية قائلا إن ذهابه إلى النجف أو بقائه في قم لن يكون له تأثير يذكر لسبب بسيط هو أنه لم يكن له (أي لاريجاني) أي تأثير ديني يذكر.

ورد رئيس مصلحة تشخيص النظام على استهزاء يزدي بالقول في رسالته "لا أحد يأخذ آراءك ودروسك في الحوزة الدينية في قم على محمل الجد".

المرشد الأعلى في إيران الذي يقود تيار المحافظين المتشدد استحوذ تقريبا كل الصفقات الضخمة والقطاعات في البلاد ليعزز هيمنة الحرس الثوري على الاقتصادي الإيراني تحت مسمى 'اقتصاد المقاومة'

وكان التلفزيون الإيراني الرسمي بث خلال الأيام القليلة الماضية عدة تقارير ومقابلات تنتقد بشكل غير مسبوق، سوء إدارة وفساد القضاء في عهد لاريجاني وتتهمه بالفساد واستغلال المنصب وقمع المنتقدين وإسكات المتنافسين.

وعرّت الحرب الكلامية بين الرجلين جزء يسيرا من الفساد المستشري في المؤسسة الدينية الإيرانية التي تختزلها مرجعية قم وتفرعاتها لتهز بذلك الثقة في المؤسسة التي يقودها خامنئي منذ عقود والمتهم بدوره ببناء إمبراطورية اقتصادية ضخمة مستفيدا بشكل اساسي من العقوبات الأميركية التي فرضتها واشنطن على إيران قبل توقيع الاتفاق النووي في العام 2015.

واستحوذ المرشد الأعلى في إيران الذي يقود تيار المحافظين المتشدد تقريبا كل الصفقات الضخمة والقطاعات في البلاد ليعزز هيمنة الحرس الثوري على الاقتصادي الإيراني تحت مسمى 'اقتصاد المقاومة' وهي  برأي معارضين إيرانيين مقاربة أفقرت الإيرانيين وعزلت البلاد وزادت من سطوة رجال الدين وميليشيات النظام الديني.  

ورد لاريجاني على الاتهامات الموجهة إليه والتي وردت بشكل غير مسبوق على التلفزيون الحكومي بأنها "كانت جزءا من سيناريو مخطط له مسبقا ومشروع أكبر" لتشويه صورته.

ومن المتوقع أن يكشف الصراع بين رجال خامنئي والنظام الديني عموما، المزيد من فضائح الفساد حيث لوح لاريجاني بالكشف عن أسرار تهم شخصيات سياسية كبيرة وأبناء النخبة السياسية الحاكمة، في تهديد مضمون الوصول لمسؤولين بعينهم.

وأشار أيضا إلى أنه على علم بالفساد بين كبار المسؤولين في مختلف الأجهزة ومن ضمنها مخابرات الحرس الثوري.