خلاف عائلي يودي بحياة معارض سعودي في لبنان

شقيقا مانع اليامي يعترفان بقتله طعنا بسكين بعد ان تحدثت جماعة سعودية معارضة عن مزاعم "اغتيال".
القتيل مقيم منذ 2015 في الضاحية الجنوبية لبيروت

بيروت - أظهرت التحقيقات الأولية التي أجرتها السلطات اللبنانية في مقتل معارض سعودي في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، أن خلافاً حول "حضانة أطفال" يقف خلف الجريمة، وفق ما ذكر مصدر أمني الإثنين.
وكانت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أعلنت في بيان ليل الأحد أن المغدور (مولود عام 1980) قتل السبت "طعناً بواسطة سكين". ونتيجة المتابعة، تبيّن أن "شقيقي المقتول نفّذا الجريمة لأسباب عائلية" قبل فرارهما. 
وتمّ توقيفهما لاحقاً داخل شقّة في الضاحية الجنوبية لبيروت، واعترفا بالتحقيق معهما "بإقدامهما على قتل شقيقهما لأسباب عائلية"، وفق البيان.
وقال المصدر الأمني رافضاً الكشف عن هويته بحسب ما نقلت عنه وكالة فرانس برس، إن مانع اليامي، وهو أحد مؤسسي "حزب التجمّع الوطني" السعودي المعارض، قُتل داخل منزله في الضاحية الجنوبية لبيروت بعد شجار مع شقيقه على خلفية حضانة أطفال، وفق ما أظهرته الاعترافات الأولية.
وأوضح أنّ المغدور تزوّج من طليقة شقيقه وطالب بحقها في حضانة أطفالها الثلاثة، الأمر الذي رفضه طليقها. وبعد مواجهة بين الشقيقين، غادر والد الأطفال منزل المغدور قبل أن يعود برفقة شقيقه الآخر وينفذا الجريمة.
وتتوسّع السلطات اللبنانية حالياً، وفق المصدر، في التحقيقات مع الموقوفين لمعرفة ما إذا كان ثمّة أسباب أخرى خلف الجريمة.
ونعى "حزب التجمّع الوطني" في بيان على حسابه في تويتر الأحد، مانع آل مهذل اليامي الذي "تم اغتياله في ظروف شائكة". وقال إنّ "الحزب يسعى منذ ورود خبر الاغتيال للتحقق من تفاصيله ودوافعه عبر الجهات المختلفة وذلك للكشف عن الجناة المتورطين بشكل مباشر أو غير مباشر".
وذكر أن اليامي عُرف "كمعارض سياسي للنظام السعودي" وساهم في تأسيس الحزب أثناء إقامته في لبنان. وأوضح أنّه حاول مع أعضاء الحزب "اللجوء الى بلد بديل وآمن وتم التواصل مع الأمم المتحدة ومع عدد من الدول لضمان اللجوء".
ويضمّ الحزب في صفوفه مجموعة من المعارضين السعوديين المقيمين في بريطانيا والولايات المتحدة ودول أخرى.
من جهته، أشاد السفير السعودي في لبنان وليد البخاري بجهود قوى الأمن الداخلي في كشف ملابسات واقعة القتل.
وكتب على تويتر الاحد "أثمن عاليا جهود قوى الأمن الداخلي اللبناني بكافة أفراده وقيادته على كشف الحقائق وتسليم الجناة للعدالة في جريمة قتل المواطن السعودي المغدور الذي قتل في الضاحية الجنوبية لبيروت".
وبحسب المصدر الأمني اللبناني، فإن القتيل مقيم منذ العام 2015 في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز في لبنان والمدعومة من طهران. ويُعرف بمواقفه المعارضة للسعودية وللحرب على اليمن.
وتعدّ إيران والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الاقليمية وأبرزها النزاع في اليمن. وتبدي السعودية قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتّهمها بـ"التدخّل" في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، وتتوجّس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.