خلايا شمية من الانف لعلاج الشلل

المهم ان تكون لديه حاسة شم قوية

بريسبان (استراليا) - اعلن اطباء استراليون الخميس انهم بدأوا اول تجربة سريرية في العالم لعلاج شلل الاطراف عبر استخدام خلايا شمية من انوف المرضى وزرعها لاصلاح الجزء المصاب في النخاع الشوكي.
وقال الاطباء ان فريقا من الجراحين من مستشفى الاميرة الكسندرا في بريسبان اجروا الشهر الماضي العملية الاولى لزرع خلايا شم مأخوذة من انف مريض في نخاعه الشوكي.
وجرت العملية اثر تجارب ناجحة على الفئران اجريت في جامعة غريفيث في بريسبان ومختبرات اخرى في العالم.
ومكنت التجارب الفئران التي تم قطع نخاعها الشوكي من تحريك اقدامها بعد اسابيع من زرع خلايا عصبية شمية في الاجزاء المصابة من النخاع الشوكي.
وتؤمن هذه الخلايا حاسة الشم عبر وصل الخلايا المبطنة للانف بالدماغ. وخلافا لمعظم الخلايا العصبية، فان هذه الخلايا لا تتوقف عن التجدد طيلة العمر، وهي خاصية قد تكون ناجمة عن تعرض هذه الخلايا للتدمير بسبب الالتهابات.
ولا تفصل سوى بضعة ميكرونات من الغشاء المخاطي بين هذه الخلايا العصبية والهواء المحيط. والميكرون يساوي جزءا من الف من المليمتر.
ومن الصعوبات التي كانت تواجه اجراء التجارب على الانسان عدم توفر كمية كافية من هذه الخلايا لدى مريض واحد لترقيع ما تلف من النخاع الشوكي.
وتمكن فريق جامعة غريفيث برئاسة الان ماكاي-سيم من حل المشكلة عبر تطوير تقنية تقوم على عزل الخلايا الشمية من المريض تحت التخدير الموضعي وزرعها في المختبر لانبات اعداد كبيرة منها.
وخلال التجربة، قام الجراحون بحقن 14 مليون خلية شمية في مناطق مختلفة مصابة في النخاع الشوكي للمريض المتطوع. ويؤمل ان تشكل الخلايا المزروعة جسرا يتيح نمو الاعصاب عبر الاجزاء التالفة، كما حدث لدى الفئران.
وتنشر مجلة "نيو ساينتست" الاسبوعية البريطانية تفاصيل التجربة في عددها السبت.
وقال غاري ايفانس، رئيس مؤسسة مستشفى الاميرة الكسندرا ان العملية التي استغرقت ثماني ساعات سجلت نجاحا كبيرا. واضاف انه تم التعرف على ستة او سبعة اجزاء عصبية مقطوعة في النخاع الشوكي للمريض تم حقن الخلايا بداخلها.
واوضح الاطباء ان ثلاثة مرضى اخرين متطوعين سيخضعون لعملية مماثلة في اطار التجربة. ولم تكشف هوية اي من المتطوعين.
وسيخضع كل مريض لسلسلة من الاختبارات لمعرفة ما اذا كان سجل اي تحسن في وضعه.
ومع ذلك فان اعضاء في مشروع كوينزلاند لتجدد خلايا النخاع الشوكي نبهوا الى ان التجارب لا تزال في مراحلها الاولى وتشمل بشكل اساسي اختبار سلامة العملية الجراحية.
وقال تيم جيراغثي، مدير قسم اصابات النخاع الشوكي في المستشفى لمجلة "نيو ساينتست" انه "لا نتوقع الكثير من العمليات التي نريد من خلالها التاكد من اننا لا نسبب اي اذى، وهو ما تقوم عليه اي تجربة في مرحلتها الاولى".
واضاف "اذا حصلنا على اي نتيجة ايجابية، فسيكون ذلك افضل"، مثل عودة الاحساس الى الاطراف او تحسن التحكم في وظائف الجسد.
وتابع "حتى لو تمكن المصابون من استعادة الاحساس في الجزء السفلي من جسدهم فسيكون ذلك مفيدا جدا في تفادي الاصابة بالام السرير. والخطوة التالية تكون في تسجيل تحسن في وظائف الجسد الطبيعية على مستوى المثانة والامعاء".