خليجي 15: هزيمة قاسية للكويت أمام عمان

الهزيمة الأولى على الاطلاق للكويت أمام عمان في بطولات الخليج

الرياض - قاد هاني الضابط هداف العالم عام 2001 منتخب عمان الى فوز تاريخي على نظيره الكويتي حامل اللقب 3-1 اليوم السبت على استاد الملك فهد الدولي في افتتاح منافسات الجولة الثانية من دورة كأس الخليج الخامسة عشرة لكرة القدم التي تستضيفها السعودية حتى 30 كانون الثاني/يناير الحالي.
وسجل الضابط اهدافه في الدقائق 66 و71 و90، وسجل جاسم الهويدي، هداف العالم عام 1998، هدف الكويت الوحيد في الدقيقة 80.
وتصدرت عمان الترتيب مؤقتا برصيد 3 نقاط بفارق الاهداف امام الامارات وقطر، وتصدر الضابط بدوره ترتيب الهدافين امام الهويدي (هدفان)، وتجمد رصيد الكويت عند نقطة واحدة من تعادلها مع السعودية 1-1 في الافتتاح وصار موقفها صعبا في الحفاظ على لقبها.
وكانت عمان خسرت امام الامارات صفر-1 في الجولة الاولى.
والفوز هو الاول لعمان على الكويت في تاريخ دورات كأس الخليج التي انطلقت عام 1970 في البحرين، بعد ان لقي امامه تسع هزائم وتعادل معه ثلاث مرات، علما بأنه لم يشارك في الدورتين الاوليين.
كما ان الكويت هي صاحبة افضل فوز في كأس الخليج وكان على عمان بالذات 8-صفر في الدورة الرابعة في قطر عام 1976، اضافة الى ان عمان خسرت امام الكويت في "خليجي 14" صفر-5.
وقدم المنتخب العماني عرضا رائعا اكد لاعبوه من خلاله علو كعبهم ومهاراتهم الفردية وتطبيقهم تكتيكا جماعيا لافتا، فاثبتوا انهم لن يكونوا جسر عبور للمنتخبات الاخرى كما كان يحصل في الدورات السابقة، بينما بدا "الازرق" شبحا لمنتخب الكويت الذي يملك قوة ضاربة وكان عاجزا عن وقف السيطرة العمانية شبه المطلقة على المباراة.
وبدأ مدرب منتخب الكويت، الالماني بيرتي فوغتس المباراة بتشكيلة هجومية فزج بخلف السلامة مع الثنائي جاسم الهويدي وبشار عبدالله وبدا تصميمه واضحا على الخروج بالنقاط الثلاث ليعزز وضع "الازرق" في المنافسة على اللقب، بينما اعتمد رشيد جابر مدرب عمان على معظم الاسماء التي خاضت المباراة الاولى.
وكان المنتخب العماني الطرف الافضل طوال الشوط الاول فانتشر لاعبوه بشكل جيد في ارجاء الملعب وسيطروا نسبيا على وسط الميدان وشكلوا خطورة كبيرة على مرمى حارس الكويت نواف الخالدي وكان بامكانهم تسجيل هدف على الاقل عندما احتسبت لهم ركلة جزاء غير واضحة لكن الحارس تمكن من صدها.
وعرف العمانيون كيف يصلون الى المنطقة الكويتية بسهولة عبر تمريرات سريعة بفضل تألق تقي مبارك وفوزي بشير وهاشم صالح وهاني الضابط واربكوا مرارا الدفاع الكويتي في بعض الفترات واضطر اللاعبون الكويتيون الى ارتكاب الاخطاء لايقافهم فحصل حسين الخضري على بطاقة صفراء هي الثانية له، الاولى كانت امام السعودية، وسيفقد منتخبه جهوده في المباراة المقبلة.
وبدا الكويتيون عاجزين عن تطبيق ما طلبه منهم فوغتس على ما يبدو مع انهم لعبوا بثلاثة مهاجمين منذ البداية لان لاعبي خط الوسط لم يحسنوا مدهم بالكرات الحاسمة، كما ان خلف السلامة لم يكن منسجما مع رفاقه، وحاول بشار والهويدي تبادل الكرات احيانا من دون جدوى.
وتكرر السيناريو في الشوط الثاني حيث دانت السيطرة التامة في نصفه الاول للعمانيين الذين صالوا وجالوا كيفما ارادوا ونجحوا في تسجيل هدفين عبر الضابط وأهدورا عددا من الفرص ايضا، وامتازوا بهدوء لافت في بناء الهجمات واغلاق منطقتهم.
ولم يتحرك الكويتيون الا بعد تقليص الفارق فبحثوا عن هدف التعادل لكن الضابط كان له رأي اخر عندما اضاف الهدف الثالث في الوقت بدل الضائع.
ولم يترك المنتخبان مجالا لفترة جس نبض ولعبا مهاجمين منذ البداية وكان العمانيون الاخطر في الدقائق الخمس الاولى حيث ابعد الحارس نواف الخالدي كرة خطرة في الدقيقة الخامسة من امام هاشم صالح على باب المرمى مباشرة اثر تمريرة من جمال بخش من الجهة اليسرى.
وامتاز العمانيون بالتمريرات القصيرة وسرعة الوصول الى المرمى لكن الدفاع الكويتي اقفل منطقته جيدا فاضطر هاني الضابط الى التسديد من بعيد على يسار المرمى (8)، واول محاولة للكويت باتجاه مرمى عمان كانت من لعبة رأسية لحسين الخضري على يمين مرمى سليمان المزروعي (11).
وسدد ناصر زايد كرة قوية من نحو 35 مترا علت العارضة الكويتية (12)، لكن بشار عبدالله اهدر اخطر فرص المباراة عندما مرر جمال مبارك كرة بينية الى الهويدي تركها بذكاء الى بشار وهو في مواجهة المرمى فسدد الكرة بالقائم الايمن مباشرة قبل ان تتابع طريقها الى خارج الملعب (14).
وبدأت الخطورة الكويتية تظهر تدريجيا خصوصا عبر الثنائي بشار والهويدي، والغى الحكم البحريني علي الشيخ هدفا لبشار عبدالله في الدقيقة 17 بداعي التسلل بعد كرة مررها له الهويدي.
وشهدت الدقيقة 22 ركلة جزاء غير واضحة لعمان عندما مرر هاشم صالح كرة الى تقي مبارك خلف المدافعين فحاول الانطلاق بها باتجاه المرمى قبل ان يقع ارضا بمضايقة حسين الخضري فاحتسبها الحكم علي الشيخ ركلة جزاء انبرى لها ناصر زايد وسددها على يمين الحارس نواف الخالدي الذي تصدى لها ببراعة منقذا مرماه من هدف محقق.
وفشل لاعبو "الازرق" في بناء هجمة منسقة واحدة لتهديد مرمى المزروعي طوال نصف الساعة الاول وكانت تمريراتهم عشوائية اعتمدوا فيها احيانا الكرات العالية التي كانت صيدا سهلا للدفاع العماني.
وحصل العمانيون على فرصة خطرة لهز الشباك اثر تمريرات متقنة على مشارف المنطقة فتنقلت الكرة من هاشم صالح الى الضابط ومنه الى ناصر زايد في الجهة اليمنى فسددها قوية قريبة جدا من القائم الايسر (35)، اتبعها بعد دقيقة واحدة فقط فوزي بشير بتسديدة مماثلة في المكان ذاته.
وصد الحارس المزروعي على دفعتين كرة قوية من ركلة حرة لنهير الشمري (38)، فيما لم تشهد الدقائق المتبقية اي خطورة تذكر على المرميين.
السيناريو يتكرر
ودفع فوغتس في بداية الشوط الثاني بالمهاجم فرج لهيب بدلا من بشار عبدالله على امل تفعيل الناحية الهجومية التي بدت عاجزة عن تهديد المرمى في الاول.
وكان ايقاع اللعب مرتفعا في الشوط الثاني مع سعي المنتخبين معا الى التسجيل فانفتحت خطوطهما وازداد التهديد على المرميين، وبانت التعليمات التي اعطاها المدربان للاعبين بين الشوطين.
وكانت انطلاقات العمانيين خطيرة كما في الشوط الاول، واخترق الضابط من الجهة اليمنى وكان في طريقه الى المرمى قبل ان يبعد الحارس كرته الى ركلة ركنية من الجهة اليمنى (56).
ولعب المنتخب العماني بشكل افضل في ربع الساعة الاول ايضا وكانت هجماته خطرة حيث فعل لاعبوه ما ارادوا في المنطقة الكويتية من دون ان يتمكنوا من افتتاح التسجيل، في مقابل اداء ارتجالي سىء للكويتيين زادها سوءا التخبط في التغييرات حيث اخرج فوغتس المهاجم خلف السلامة وادخل لاعب الوسط محمد جراغ.
وايقظ جمال مبارك الحارس العماني من سباته من كرة خطرة اثر ركلة حرة ابعدها الاخير باطراف اصابعه الى ركنية (64)، لكن الضابط نجح اخيرا في هز الشباك اثر لعبة منسقة بعد ان اخترق ناصر زايد من الجهة اليسرى وتخطى محمد عيسى ببراعة ومرر الكرة الى وليد عطي امام المرمى الذي حولها الى الضابط تابعها باتجاه المرمى حاول الحارس الخالدي صدها لكنها تابعت طريقها الى الشباك (66).
ولم يعط الضابط الكويتيين مجالا للتحرك كثيرا فسجل الهدف الثاني بلعبة رأسية رائعة عندما ارتقى عاليا لكرة من ناصر زايد من الجهة اليمنى واودعها على يمين الخالدي رغم مضايقة المدافع جمال مبارك (71).
واحتسب الحكم ركلة حرة مباشرة داخل المنطقة لان الحارس المزروعي امسك بالكرة وثبتها ثم عاد ولمسها ثانية فسددها الهويدي على يمين المرمى مقلصا الفارق (80).
وصحا الكويتيون فجأة بعد الهدف واندفعوا بكل خطوطهم الى الهجوم لادراك التعادل على الاقل في الدقائق العشر الاخيرة، لكن الهجمات المرتدة للاعبي عمان كانت خطيرة جدا حيث كان بامكانهم اضافة هدف ثالث في اي لحطة.
وابعد المزروعي ببراعة كرة هدف اكيد عندما مررها جمال مبارك عالية من الجهة اليمنى حاول المدافع فرج الله فارح ابعادها لكنها كانت باتجاه المرمى فطار لها الحارس وحولها الى ركنية في الدقيقة الاولى من الوقت بدل الضائع.
وختم الضابط المباراة على طريقته الخاصة عندما وصلته كرة خلف المدافعين فتابعها داخل المرمى لحظة خروج الحارس للتصدي له في الدقيقة الثالثة من الوقت الضائع. تصريحات المدربين بعد المباراة رشيد جابر (مدرب عمان): "لعبنا مباراة جيدة افضل بكثير من الاولى ولم يرتكب اللاعبون الاخطاء، وانها الطريقة التي يجب ان نلعب بها اذا اردنا تحقيق الانتصارات، واذا ما واصلنا على هذا المنوال سنحقق الافضل في المباريات المقبلة. استفدنا من المساحات الواسعة التي سنحت لنا ونجح اللاعبون في التمرير جيدا فلعبوا بثقة وتركيز واغلقوا منطقتهم وسجلوا ثلاثة اهداف".
الالماني بيرتي فوغتس (مدرب الكويت): "لم يقدم اللاعبون المطلوب منهم مع انني قلت لهم قبل المباراة انهم سيواجهون خصما قويا وعليهم ان يبذلوا امامه اقصى جهدهم. اداؤنا كان متواضعا لكن اعتذر عن هذا المستوى واتحمل مسؤولية الخسارة، ولست افهم ماذا يمنع هذا المنتخب الذي قدم شوطا اول جيدا امام السعودية من ان يلعب بنفس المستوى امام عمان. كانت هناك اخطاء دفاعية ومساحات شاسعة استفاد منها العمانيون، ويتعين علينا ان نستعد لتقديم مستوى افضل في المباريات الثلاث المقبلة".