خيال فني خصب يؤرخ لنظريات المؤامرة

اغتيال كينيدي وفضيحة ووترغايت وغزو العراق يلهم الفنّانين في معرض جديد في نيويورك. وتسليط الضوء على أعمال تتناول عناصر واقعية موثّقة لأحداث هامة في التاريخ.

واشنطن – أثارت الأحداث الكبرى التي عاشتها الولايات المتحدة أو شاركت فيها خيالا خصبا لنظريات المؤامرة، من اغتيال كينيدي وفضيحة ووترغايت إلى غزو العراق، لم يوفّر النخب وألهم الفنّانين.. وهو موضوع يلقي الضوء عليه معرض جديد في نيويورك.
وفي زمن يكثر فيه الحديث عن مؤامرات ومخططات تتحكم بكلّ ما يجري في العالم، يجد مدير متحف "متروبوليتان ميوزيم" في نيويورك ماكس هولين أن الوقت مناسب جدا لهذا المعرض المسمى "كلّ شيء يتصل ببعضه: الفن والمؤامرة".
تعود نظريات المؤامرة إلى قرون عدّة على الأقل، لكن القيّمين على المعرض اختاروا البدء مع حادثة اغتيال الرئيس الأميركي السابق جون كينيدي، بحسب ما أوضح يان ألتيفير المسؤول عن المعرض.
ويستمرّ المعرض حتى السادس من كانون الثاني/يناير.
ولم تثر حادثة الاغتيال الشهيرة التي نُفّذت في العام 1963 قدرا من الإبداع الفنيّ كالذي أثارته في ما بعد لجان التحقيق التي تحدّث بعضها عن ضلوع أجهزة استخبارات أميركية بالعملية.

هذه الأعمال تتحدّث كلها عن ضرورة التساؤل والتخيّل وفهم أن العالم الذي نعيش فيه أكثر تعقيدا مما نظنّ أو ما يريد لنا البعض أن نظنّه

ويقول ألتيفير "بدأت القضية تتفاعل شيئا فشيئا ثمّ انفجرت في السبعينيات" كما يُظهر عمل فنيّ اختير ليكون على ملصق المعرض أنجزته الفنانة الأميركية لوتز باشر في العام 1976.
ويحمل هذا العمل الفنيّ اسم "المقابلة مع هارفي أوزوالد"، وهو اسم الشخص الذي اتهم باغتيال كينيدي ثم قُتل برصاصة أثناء وجوده في السجن بعدما أجرى مقابلة مع وسائل الإعلام.
يهيمن غموض قضية كينيدي وأوزوالد على المعرض الذي يتضمّن عددا كبيرا من صور هذا المشتبه الذي قُتل بعد ساعات على اغتيال كينيدي.
يركّز جزء من المعرض على أعمال تتناول عناصر واقعية موثّقة وتسعى لإلقاء الضوء على الإجراءات والأساليب السريّة، لكن المثبتة، التي اتّخذتها الحكومة الأميركية والمؤسسات ورجال الأعمال.

معرض فني
'كلّ شيء يتصل ببعضه: الفن والمؤامرة'

ومن هذه الأعمال الفنية مجموعة صور لسجون سريّة تابعة لوكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) تمكّن المصوّر تريفور باغلن من الوصول إليها.
أما ألفريدو جار فقد خصّص أعمالا عدّة لوزير الخارجية السابق هنري كسينجر، منها ما يذكّر بدوره في الانقلاب على الرئيس التشيلي سلفادور ألينيدي في العام 1973.
ويركّز الجزء الثاني من المعرض على فنانين اتخذوا من نظرية المؤامرة قاعدة لعملهم التجريدي، حيث حلّ الخيال الخصب محل الوقائع والحقائق.
ويقول كاكس هولين أثناء تقديم المعرض "هذه الأعمال تتحدّث كلها عن ضرورة التساؤل والتخيّل وفهم أن العالم الذي نعيش فيه أكثر تعقيدا مما نظنّ أو ما يريد لنا البعض أن نظنّه".
ولا وجود لأي أثر في هذا المعرض لدونالد ترامب مع أنه صاحب نظرية "الأخبار الكاذبة" وتأمر وسائل الإعلام، ولا للصحافي أليكس جونز الشهير بالحديث عن المؤامرات والمخططات الخفيّة، إذ إن أعمال المعرض السبعين تغطّي المرحلة بين العامين 1969 و2016.
ويقول يان ألتيفير إنه لم يجد حتى الآن أعمالا "تعكس الواقع الحالي بشكل متطوّر".
ويُرجع ذلك إلى أن الفنانين يحتاجون لبعض الوقت ليخرجوا بأعمال فنيّة عن الواقع الجديد.
ويضرب مثالا على ذلك هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2011 التي لم تُصوّر في عمل فنيّ سوى بعد ست سنوات على وقوعها.
ويقول "التعليق الفنيّ على مرحلة ترامب يحتاج إلى وقت أطول ربما".